الروم والإشمام في قراءة حفص من عاصم

مفهوم الروم والإشمام وأهميتهما

مفهوم الروم

الروم في اللغة يعبر عن الطلب، أما في الاصطلاح، فهو يُعرف بأنه تخفيف الصوت عند نطق الحركة في الكلمة بحيث يتلاشى معظم الصوت، مما يجعل هذا الصوت الخافت مسموعًا للقريب وغير مسموع للبعيد. البعيد هنا لا يعني فقط المسافة الحقيقية أو القانونية، بل يتضمن الأصم ومن لا يصغي، حتى أن الأعمى يمكنه أن يدرك الحركة بحاسة السمع.

الروم لا يُستخدم مع الضمة ولا مع الفتحة؛ لأن الفتحة خفيفة، وعند خروج بعض من الصوت، قد يكون من الصعب تفكيكها. يستخدم الروم مع الحركات المضمومة أو المكسورة، سواء كانت مشددة أو غير مشددة، ومنونة أو غير منونة، ويكون الروم أثناء الوقف وليس عند الوصل. عند استخدام الروم أثناء الوقف، يُحذف التنوين، ويمكن تقدير الحركة التي تُلفظ بتقسيمها إلى ثلاث أجزاء.

مفهوم الإشمام

الإشمام هو عبارة عن ضم القارئ لشفتيه بعد السكون، بحيث يكون الإحساس بالضم مع ترك فراغ يخرج منه النفس. إذا تأخر السكون عن الإشمام، سيكون كل منهما منفصلًا. الهدف من الإشمام هو توضيح الألفاظ المتحركة عند الوصل، وكذلك الألفاظ الساكنة بشكل عام.

الإشمام خاص بالأالفاظ التي تنتهي بحركة ضمة، والهدف منه إظهار الضمة التي تلي السكون. الإشمام يُعتبر حركة نظرية، حيث يُظهر الحركة دون النطق بها، على عكس الروم الذي يعتبر سمعيًا لأنه يُظهر جزءاً من الحركة يمكن سماعه من قبل السامع القريب.

أهمية الروم والإشمام

يُعتبر الروم والإشمام من أساليب التوقف، حيث يهدفان إلى توضيح حركة الألفاظ المتحركة التي سُكّنت بسبب الوقف، مما يُميزها عن الألفاظ التي تنتهي بحروف ساكنة سواء عند الوصل أو الوقف. وقد أوضح السيوطي أنه نظرًا لأن الهدف من الروم والإشمام هو إظهار حركة الكلمة، فلا حاجة لهما لمن يقرأ القرآن في خلوة.

الروم والإشمام لدى حفص

أنماط الوقف بالسكون والروم والإشمام

تنقسم حالات الوقف على الكلمات من حيث جواز السكون والروم والإشمام إلى ثلاثة أنواع كما يلي:

  • جواز الوقف بالسكون والروم والإشمام:

يحدث ذلك عند الوقف على الكلمات المنتهية بالضم، سواء كانت الضمة أصلية أو منقولة من حرف مُحذَف، مثل الوقف على نهاية الآية: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

  • جواز الوقف بالروم والسكون فقط:

تتعلق هذه الحالة بالكلمات المنتهية بالكسر، حيث لا يجوز الإشمام. كمثال، الوقف عند نهاية الآية: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).

  • جواز الوقف بالسكون فقط:

في هذه الحالة، لا يجوز الإشمام أو الروم، ولها عدة مواضع، منها؛ الكلمات المنتهية بهاء التأنيث عند الوقف، مثل: (الجنة) و(القبلة)، وأيضًا الكلمات المنتهية بحرف ساكن، مثل: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ). الحالة الثالثة تتعلق بالكلمات المفتوحة الآخر، مثل الوقف على قوله -تعالى-: (إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ).

المد العارض للسكون عند الوقف بأنواعه

عندما ينتهي الكلمة بحركة وكان ما قبلها حرف مد أو لين، فإن لها حالات متنوعة كما يلي:

  • حركة الحرف الأخير فتحة:

يجوز في المد أو اللين القصر، والتوسط، والإشباع، ولا يُوقف على الحرف الأخير إلا بالسكون.

  • حركة الحرف الأخير ضمة:

في هذه الحالة، يجوز استخدام الروم والإشمام والسكون. عند الوقف بالسكون، يجوز القصر والتوسط والإشباع، وكذلك عند الوقف بالإشمام. لكن إذا تم الوقف مع الروم، فلا يجوز إلا القصر؛ فتكون بذلك سبع حالات.

  • حركة الحرف الأخير كسرة:

في هذه الحالة، يجوز الوقف بالسكون أو بالروم، وعند الوقف بالسكون، يجوز القصر والتوسط والإشباع، أما عند الوقف بالروم، فلا يُسمح إلا بالقصر.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *