دور التواصل في حياتنا
يعد التواصل عنصرًا أساسيًا في حياتنا، فهو ضروري لجميع الكائنات الحية. يحتاج الإنسان بشكل خاص إلى التفاعل مع الآخرين، حيث كشفت دراسات أُجريت على الأطفال الرضع أن عزلهم في غرف منفصلة مع توفير الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والشراب لا يمكنهم من الاستمرار طويلاً بدون تواصل اجتماعي. هذه النتائج توضح أهمية العلاقات الإنسانية منذ مرحلة الطفولة المبكرة.
الفرق بين التواصل التربوي والتواصل البيداغوجي
تتواجد عدة جوانب تميز التواصل التربوي عن التواصل البيداغوجي:
التواصل التربوي
من الصفات البارزة للتواصل التربوي:
- يعتبر التواصل التربوي نوعًا من أنواع التفاعل الإنساني، ويحدث غالبًا في سياقات تعليمية مثل بين المعلم والطلاب أو بين الطلاب أنفسهم. يهدف هذا النوع من التواصل إلى تبادل الخبرات والمعرفة وتأثير سلوكيات المتعلمين، مما يجعله ضروريًا لتنمية المهارات داخل الفصل الدراسي.
- يعتقد بعض التربويين أن أنواع التواصل التقليدية قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على أداء الطلاب ونسبة تحصيلهم الدراسي. إذ قد تعيق الأنماط القديمة التي تتضمن السيطرة والإكراه الطالب، مما يسهم في فشل العديد من الخطط التربوية وتنمية البرامج.
التواصل البيداغوجي
أبرز ما يمكن قوله عن التواصل البيداغوجي:
- يستند هذا النوع من التواصل إلى مفهوم العلاقات، ويمتاز بتفاعله بين المعلم والطالب في بيئات غير تقليدية. ويعتمد على التفاعل بين الأفراد والعناصر الأساسية للعملية التعليمية، مثل المعلم والطالب والمحتوى التعليمي والسياق الزمني والمكاني، مما يسهم في تطوير مهارات وقدرات الطلاب، ويعزز من تكونهم كأفراد فعالين في المجتمع.
- يسعى التواصل البيداغوجي إلى بناء علاقات إنسانية متينة تعزز من اكتساب المعرفة والقيم. كما يتيح للطالب التواصل مع ذاته بشكل أفضل من خلال وعيه بنقاط قوته وضعفه وعلاقاته بالآخرين. لذا، ينبغي على المعلم تعزيز الثقة لدى الطلاب وحثهم على التعبير عن آراءهم والمشاركة بنشاط في المناقشات. يعكس تفاعل الطالب مع المعلم وزملائه شخصيته، مما يساعد على تشكيل هويته بشكل إيجابي.
- من المهم أن يكون المعلم على دراية كاملة بالمادة التعليمية، وأن يتبع منهجًا تدريجيًا ينتقل فيه من الأسهل إلى الأصعب. كما يجب أن يكون أسلوبه بسيطًا وواضحًا بما يتناسب مع الفروق الفردية بين الطلبة. يتوجب على الطلاب أيضًا التحلي بالاستعداد والرغبة في التعلم وتطوير مهاراتهم، مما يثمر من خلال التفاعل الإيجابي، وتبادل الخبرات، والامتثال للنقد، وتصحيح الأخطاء، ما يسهم في تعزيز فعالية عملية التواصل.