إرشادات شاملة حول التهاب الكبد من نوع سي

التهاب الكبد C

التهاب الكبد C، المعروف أيضاً باسم التهاب الكبد الفيروسي ج، هو نوع من العدوى الفيروسية التي تسبب تلفًا والتهابًا في الكبد، مما يؤدي إلى تورم أنسجته. يقوم الفيروس بمهاجمة خلايا الجسم، مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى. يُعتبر فيروس التهاب الكبد C من أكثر أنواع فيروس التهاب الكبد شيوعًا، إلى جانب فيروسات التهاب الكبد A وB. يمكن أن تتراوح شدة التهاب الكبد الناتج عن هذا الفيروس من حالات خفيفة تستمر عدة أسابيع إلى حالات خطيرة تمتد مدى الحياة. تشير العدوى الجديدة عادةً إلى حدوث نوع حاد أو مزمن تدوم طوال الحياة. وعلى الرغم من عدم وجود لقاح للوقاية من هذا الفيروس، إلا أن هناك تدابير وقائية يمكن اتباعها. ينتشر الفيروس عادةً من خلال ملامسة دم الشخص المصاب، مما يجعله مرضًا معديًا. يجب التنويه إلى أن الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد C لا تحمي الشخص من العدوى بسلالات أخرى من نفس الفيروس.

تشير البيانات إلى أن التهاب الكبد الفيروسي C منتشر عالميًا. وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية في يوليو 2019، يُقدر انتشار هذا الفيروس بنحو 2.3% في إقليم شرق البحر الأبيض المتوسط ونحو 1.5% في الإقليم الأوروبي، مما يجعل هذه المناطق الأكثر تعرضًا للإصابة.

مراحل الإصابة بالتهاب الكبد C

تؤثر الإصابة بفيروس التهاب الكبد C بطرق مختلفة، وتعتبر المراحل التي تمر بها العدوى هامة لفهم تطور المرض:

  • فترة الحضانة: المدّة بين التعرض للفيروس وظهور الأعراض، حيث تتراوح بين 14 إلى 80 يومًا، بمتوسط 45 يومًا.
  • التهاب الكبد الفيروسي C الحاد: فترة المرض القصيرة (الستة أشهر الأولى) بعد دخول الفيروس، حيث يستجيب بعض الأشخاص للتخلص من الفيروس تلقائياً.
  • التهاب الكبد الفيروسي C المزمن: تحدث هذه العدوى على المدى الطويل إذا لم يتمكن الجسم من التخلص من الفيروس بعد 6 أشهر، مما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل سرطان الكبد أو تشمع الكبد.
  • تشمع الكبد: مع مرور الوقت، قد يؤدي التهاب الكبد إلى استبدال خلايا الكبد السليمة بأنسجة ندبية، والذي يستغرق عادةً من 20 إلى 30 سنة.
  • سرطان الكبد: يزيد تشمع الكبد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، مما يستدعي مراقبة منتظمة للأشخاص المعرضين للخطر.

للمزيد من المعلومات حول مراحل الإصابة بالتهاب الكبد C، يمكن الاطلاع على المقال التالي: مراحل فيروس الكبد C.

أسباب وعوامل خطر الإصابة بالتهاب الكبد C

تحدث عدوى التهاب الكبد الفيروسي C نتيجة للفيروس الذي ينتقل من خلال دخول دم ملوث إلى مجرى دم شخص غير مصاب. يتواجد فيروس التهاب الكبد C بأشكال جينية متعددة، وقد حُددت سبعة أنماط جينية. النوع الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة هو النوع 1. تزيد عوامل معينة من خطر الإصابة، منها:

  • التعرض لدم شخص مصاب، خاصة في قطاع الرعاية الصحية.
  • استخدام أدوات غير معقمة للوشم أو الثقب.
  • تعاطي المخدرات عن طريق الحقن.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
  • زراعة الأعضاء أو استلام دم من متبرعين غير مختبرين.
  • الولادة من أم مصابة.
  • فترات السجن السابقة.
  • العلاج بالديلزة الدموية على مدى فترة طويلة.
  • فئة مواليد الفترة بين 1945-1965، فهم الأكثر عرضة للإصابة.

للمزيد عن أسباب الإصابة بالتهاب الكبد C، يمكن قراءة المقال التالي: ما هي أسباب فيروس سي.

طرق انتقال عدوى التهاب الكبد C

تبدأ الفترة المعدية لفيروس التهاب الكبد C قبل ظهور الأعراض بمدة تصل إلى أسبوع أو أكثر، ويمكن أن تستمر العدوى مدى الحياة في حالة العدوى المزمنة. تنتقل العدوى عادةً عبر الدم الملوث، خاصة عند مشاركة الإبر أو الحقن، أو من خلال الاتصال المباشر مع دم الشخص المصاب. تشمل طرق الانتقال الأخرى:

  • انتقال العدوى من الأم إلى الطفل أثناء الولادة.
  • الاتصال الجنسي مع شريك مصاب.
  • مشاركة أدوات منزلية مثل فراشي الأسنان أو شفرات الحلاقة.

يجب التأكيد على أن عدوى فيروس التهاب الكبد C لا تنتقل عبر الأكواب والأواني أو المعانقة أو القبلات أو العطس أو الرضاعة الطبيعية.

لمزيد من المعلومات حول طرق انتقال العدوى، يمكن قراءة المقال التالي: طرق انتقال عدوى فيروس C.

أعراض الإصابة بالتهاب الكبد C

معظم الأشخاص المصابين بفيروس التهاب الكبد C لا تظهر عليهم أعراض. لكن عند ظهورها، يمكن أن تشمل:

  • لون البول الداكن.
  • براز شاحب أو طيني.
  • ألم في المفاصل.
  • إرهاق.
  • فقدان الشهية.
  • حمى.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • ألم في البطن.
  • اصفرار الجلد والعيون (اليرقان).

تظهر الأعراض عادةً بعد شهر إلى ثلاثة شهور من التعرض للفيروس، وقد تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر. من المهم أن نلاحظ أن الكثير من الأشخاص لن تظهر عليهم أي أعراض لعدة سنوات، حتى يتحول المرض إلى حالة مزمنة.

للمزيد عن أعراض الإصابة بالتهاب الكبد C، يمكن قراءة المقال التالي: أعراض فيروس سي وعلاجه.

تشخيص التهاب الكبد C

بما أن العديد من المصابين بفيروس التهاب الكبد C لا تظهر عليهم أعراض، يجب على الأفراد الذين يشتبه في إصابتهم إجراء اختبارات الكشف. تشمل الاختبارات:

  • اختبار الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبد C، والذي يبحث عن بروتينات ينتجها الجسم.
  • اختبار الحمض النووي الريبوزي للفيروس، للكشف عن وجود الفيروس.
  • اختبار التنميط الجيني لتحديد النوع الجيني للفيروس.
  • اختبارات التصوير لتقييم تلف الكبد، مثل التصوير بالأمواج فوق الصوتية.

للمزيد عن تشخيص التهاب الكبد C، يمكن قراءة المقال التالي: تشخيص وعلاج التهاب الكبد الوبائي سي.

الوقاية من التهاب الكبد C

نظرًا لعدم وجود لقاح للوقاية من فيروس التهاب الكبد C، يجب اتخاذ تدابير وقائية لتفادي العدوى:

  • تجنب تعاطي المخدرات غير القانونية، خاصة عن طريق الحقن.
  • تجنب مشاركة الحقن أو الإبر.
  • تجنب مشاركة أدوات العناية الشخصية.
  • ارتداء القفازات في حالة التعامل مع دم شخص آخر.
  • استخدام الواقيات الذكرية.
  • اهتمام بإجراء فحوصات دورية في حالة ارتفاع خطر الإصابة.

للمزيد عن طرق الوقاية من التهاب الكبد C، يمكن قراءة المقال التالي: طرق الوقاية من فيروس سي.

علاج التهاب الكبد C

يهدف العلاج إلى إزالة الفيروس من الجسم، ويتوقف اختيار العلاج على مدى تلف الكبد وحالة المريض. مؤخراً، تم تطوير علاجات فعالة تستخدم الأدوية المضادة للفيروسات المباشرة، والتي أثبتت فعاليتها في القضاء على الفيروس في فترة زمنية قصيرة. تشمل خيارات العلاج:

  • الأدوية المضادة للفيروسات ذات المفعول المباشر.
  • زراعة الكبد في حالات مضاعفة التهاب الكبد الحاد.

بالرغم من عدم وجود لقاح، قد ينصح الطبيب بأخذ لقاح ضد التهاب الكبد A و B لتخفيف المخاطر. للأشخاص المصابين، بينما يحتاجون إلى متابعة دورية للتحقق من استجابة العلاج.

لمعرفة المزيد عن علاج الإصابة بالتهاب الكبد C، يمكن قراءة المقال التالي: علاج التهاب الكبد الوبائي c.

______________________________________________________________________________

الهوامش:

يشمل إقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية مجموعة من الدول مثل مصر، العراق، وغيرها، مما يستدعي اتخاذ إجراءات متكاملة لمواجهة هذه المشكلة الصحية العالمية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *