القضايا المطروحة في كتاب الأيام
يتناول كتاب “الأيام”، وهو عمل أدبي بارز لطه حسين، مجموعة من القضايا الهامة، ومنها:
التحديات التي يواجهها الفرد في الحياة
استعرض طه حسين في “الأيام” التحديات التي يُولد بها الإنسان، مع التركيز بشكل خاص على الصعوبات التي يواجهها المكفوفون. وقد أكد أن الحياة ليست دائمًا رحيمة، مما يتطلب من الإنسان أن يسعى لخلق فرص جيدة لنفسه. حيث يقول: “الحياة لم تُمنح لفئة دون أخرى، وحظوظها من اليسر والعسر ليست مقتصرة على المكفوفين.”
كما أشار حسين إلى أهمية التحلي بالصبر لمواجهة صعوبات الحياة، وضرورة تقدير نعمة الصحة والعافية، مؤكدًا أن الإنسان خُلق لإرضاء نفسه، وليس لإرضاء الآخرين. حيث أشار: “المهم أن يواجه الإنسان حياته بابتسامة، وأن يتعامل معها بجدية، ويقبل نصيبه من أعبائها ويؤدي واجباته.”
على الرغم من فقدانه للبصر، فقد عاش طه حسين مشاعر الخوف كأي طفل. كان يشعر بالخوف من الظلام ويغطي نفسه باللحاف، معتقدًا أن العفريت قد يأتي في أي لحظة. وعندما يأخذه النوم، كان يستيقظ فيجد إخوته نائمين من حوله.
الحنين إلى براءة الطفولة
استرجع طه حسين في كتابه أجمل لحظات طفولته، مشيرًا إلى دور والدته في تشكيل ذكرياته. فقد كان يحب الخروج للعب بعد غروب الشمس. حيث كتب: “كان يعشق الخروج بعد تناول العشاء، متكئًا على جذع السياج القريب.”
رغم الأوقات الجميلة التي قضاها مع والدته، كانت لديه أيضًا ذكريات مؤلمة، مثل تلك اللحظات التي كانت أخته تحمل فيها وتدعوه للنوم بين أحضان والدته، حيث كان يعاني من القطرات التي توضع في عينيه. ورغم الألم، تحمل كل ذلك بصمت.
بالرغم من كونه كفيفًا، كان طه حسين قادرًا على تمييز الأصوات، بما في ذلك صياح الديك في الخارج، وكان يخشى الأصوات الخافتة. حيث كان يستيقظ في بعض الأحيان ليجد الديكة والدجاج في فوضى من الأصوات التي يحاول تمييزها.
ولا ينسى طه حسين تلك النسمات اللطيفة التي كانت تلامس وجهه مع حرارة الشمس الخفيفة، مؤكداً على شعوره بنسمات الهواء المنعشة في ذلك الوقت من الليل.
قضية التعلم ودور القرآن
أنهى طه حسين حفظ القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره، ما أسعد والده وأستاذه. وكان لديه أربعة أشقاء، جميعهم درسوا في الأزهر، وكان هو الأخ الخامس. حيث أشار إلى أن معلمه كان يتحدث معه قبل اليوم العظيم الذي ختم فيه القرآن.
جعل طه حسين يترقب بفارغ الصبر نتائج امتحاناته الجامعية، متمنياً أن يحالفه الحظ كما حدث مع أحد أصدقائه. حيث كان يعلق آماله على تحقيق نتائج مرضية، منتظرًا أن تشرق عليه الأيام وجه الحظ كما فعلت مع صديقه الذي درس لفترة طويلة.
لم يتوقف طه حسين عند تحقيق درجة حفظ القرآن، بل استمر في مسيرته التعليمية حتى اجتاز الامتحانات الجامعية، وعندما تلقى خبر التحاقه بالجامعة على يد عدد من الأساتذة البارزين، شعر بالفرح العميق. فجأة، أصبح هذا الشاب الكفيف الفقير الذي تعلم في الأزهر يرتقي إلى مراتب عالية في مجال التعليم.