أهداف الاستثمار في المصارف التجارية
تسعى المصارف من خلال عمليات الاستثمار إلى تحقيق مجموعة من الأهداف المهمة، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
أ- تحقيق عائد إضافي: تستخدم المصارف بعض الأموال الفائضة لديها بعد تخصيص جزء لمواجهة المسحوبات المتوقعة من المودعين وتلبية احتياجات المقترضين. يتم توظيف هذه الأموال في مجالات استثمار متعددة بدلاً من تركها غير مستغلة، مما يساهم في تحقيق أرباح تساعد المصرف على توسيع نطاق الخدمات المصرفية وتغطية التكاليف اللازمة.
ب- تعزيز السيولة: يمكن للمصارف تأمين سيولتها من خلال الاحتفاظ باحتياطيات يمكن تحويلها بسهولة إلى نقد. حيث إن الأوراق المالية بمختلف أنواعها يمكن تحويلها إلى نقود بسرعة، مما يساهم في دعم وضع السيولة في المصرف، بالإضافة إلى إمكانية الاقتراض من البنك المركزي باستخدام هذه الأوراق كضمان.
ج- مواجهة مخاطر الأزمات: تستطيع المصارف من خلال احتفاظها بمحافظ الأوراق المالية مواجهة المخاطر المحتملة للأزمات المالية. إذ يمكنها بيع بعض الأوراق بسرعة لتعويض جزء من الخسائر عند تعرضها لمشكلات مالية.
د- دعم الاقتصاد الوطني: تلعب المصارف دورًا حيويًا في تمويل خطط التنمية الاقتصادية وتلبية احتياجات الإنفاق الحكومي، وذلك عن طريق الاكتتاب في الأوراق المالية الحكومية، فضلاً عن دعم التنمية الاقتصادية من خلال الاكتتاب في أسهم الشركات الجديدة المطروحة للاكتتاب العام.
العوامل المؤثرة على سياسة الاستثمار في المصارف التجارية
تتعدد العوامل التي تحدد وتؤثر على سياسات الاستثمار في المصارف التجارية، ومنها:
1- حجم وهيكل الودائع: كلما كانت الودائع أكثر استقرارًا وطويلة الأجل، زادت مرونة المصرف في توظيفها في استثمارات طويلة الأجل. فإذا كانت الودائع غير مستقرة، يتعين على المصرف اتباع سياسة تتناسب مع طبيعة الودائع، مما يجعله يركز على الاستثمار في الأوراق المالية قصيرة الأجل.
2- القيود التشريعية: تؤثر السياسات والتشريعات التي تضعها الدولة على استراتيجيات الاستثمار في المصارف، مثل تحديد نسبة ممتلكات المصرف من أسهم الشركات المساهمة.
3- حالة سوق الأوراق المالية: تعتمد سياسة الاستثمار في المصارف إلى حد كبير على كفاءة سوق الأوراق المالية، حيث تتيح هذه السوق تبادل الأوراق المالية في بيئة منظمة، مما يعزز من فرص تنويع استثمارات المصرف وتقليل المخاطر المحتملة.
4- حجم وجودة وتنوع الأوراق المالية المتاحة: كلما زاد حجم الأوراق المالية وكذلك جودتها، كلما ارتفعت مرونة السياسات الاستثمارية، مما يؤدي إلى المزيد من التنويع وتقليل المخاطر وزيادة كفاءة المحافظ الاستثمارية.
5- كفاءة وخبرة العاملين في إدارة الاستثمارات: يعتمد تكوين محافظ استثمار فعالة على خبرات ومهارات عالية، مما يمكن هؤلاء العاملين من تحقيق أعلى عائد ممكن بأقل مخاطر.
6- فلسفة إدارة المصرف: تشير فلسفة الإدارة إلى توجه المصرف في استثمار موارده في مجالات استثمار متنوعة.