التفريق بين الفاسق والعاصي من حيث التعريف
تعريف الفاسق
الفاسق هو الشخص الذي يترك بعض الفرائض، مثل الصلاة، ويمارس الفجور والعصيان. قد يرتكب الفاسق كذلك كبائر من الآثام، مثل السرقة، مما يعرف بالفسق الأصغر، شريطة أن لا يستحل الفريضة المتروكة أو الكبيرة المرتكبة، إذ أن استحلالها يخرج الشخص من الملة.
تعريف العاصي
العاصي هو من يقترف صغائر الذنوب أو يترك بعض الآداب، بالإضافة إلى مخالفته لبعض المندوبات. لذا يُعتبر العاصي تاركاً للواجب أو فاعلاً لما هو ممنوع. تشمل المعصية العديد من الذنوب والمخالفات التي قد يقع فيها المسلم. وعندما تصل هذه المخالفات إلى حد ترك الفرائض أو ارتكاب الكبائر، يُطلق على مرتكبها لقب الفاسق. وبذلك، يُعتبر الفاسق أكثر إثماً من العاصي، على الرغم من أن كلاهما يُحاسب على أفعالهما.
الفرق بين الفسق والمعصية في القرآن الكريم
دلالة الفسق في القرآن
يميز القرآن الكريم بين الكفر والفسوق والعصيان كما ورد في الآية الكريمة: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ). فاختلاف المعاني يبرز أهمية كل منها، ومع ذلك، يتم استخدام لفظ الفسق في بعض المواضع للدلالة على الكفر، مما يُعرف بالفسق الأكبر، كما جاء في قوله -تعالى-: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ).
وقد حذر القرآن من الفسوق بأنواعه، سواء كان الفسق الأكبر أو الأصغر، ومن الآيات التي تشير إلى ذلك:
- قوله -تعالى-: (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
- قوله -تعالى-: (إِنَّهُم كَفَروا بِاللَّهِ وَرَسولِهِ وَماتوا وَهُم فاسِقونَ).
- قوله -تعالى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ).
- قوله -تعالى-: (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
- قوله -تعالى-: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ).
- قوله -تعالى-: (وَأَخَذنَا الَّذينَ ظَلَموا بِعَذابٍ بَئيسٍ بِما كانوا يَفسُقونَ).
- قوله -تعالى-: (وَما وَجَدنا لِأَكثَرِهِم مِن عَهدٍ وَإِن وَجَدنا أَكثَرَهُم لَفاسِقينَ).
- قوله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ).
دلالة المعصية في القرآن
كما حذر القرآن الكريم من الوقوع في العصيان في عدة مواضع، منها ما كان يشمل العصيان العام، ومنها ما كان يتعلق بعصيان الله -عز وجل- ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، ومن هذه الآيات:
- قوله -تعالى-: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا).
- قوله -تعالى-: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا).
- قوله -تعالى-: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ).
- قوله -تعالى-: (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ).
- قوله -تعالى-: (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّـهَ حَدِيثًا).