السنن المستحبّة قبل أداء صلاة العيد
أحاطت سنة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- بعدد كبير من السنن المستحبّة التي كان يلتزم بها قبل الخروج لأداء صلاة العيد، ويُندب للمسلمين اتباع تلك السنة المباركة. وفيما يلي استعراض لبعض من هذه السنن:
- الغسل: يُعتبر الغسل طقساً مهماً يقوم به المسلم لتنقية جسمه من الأحداث، سواء أكانت صغيرة أو كبيرة، ثم يُتبع ذلك بالوضوء والاستعداد لصلاة العيد. من المفضل أن يتطيب المسلم باستخدام أطيب الروائح، وهذا الطيب يُستحب فقط للرجال عند مغادرتهم.
- التجمّل: يُستحب أن يعتني المسلم بمظهره وملابسه؛ فقد رُوي عن النبي أنه كان يرتدي بردة حمراء في يوم العيد، مما يُظهر تعظيمه لهذه الشعيرة. وهذا ينبه إلى أهمية ارتداء أفضل وأجمل الملابس لإظهار فرحة العيد، بينما يُفضل أن ترتدي النساء ملابس منسقة وساترة.
- الذهاب إلى المسجد مشياً وبتغيير الطريق: يُستحب للمسلم أن يذهب إلى المسجد سيراً على الأقدام وأن يغير طريق الذهاب والعودة. فقد رُوي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يغير المسارات في أيام الأعياد، مما يُظهر حكم ومواعظ عدة، ومنها:
- تعليم المسلمين كيفية الاحتفال بالعيد وتوجيههم للاقتداء به -عليه الصلاة والسلام-.
- إظهار شعائر الله تعالى في المسارين، مما يشهد لهم بتعبّدهم وسعادتهم.
- تهنئة المسلمون في الطريق والقيام بالسلام عليهم، مما يزيد من الألفة والمحبة.
- التحقق من أحوال المسلمين لحاجة المساعدة، سواء من صدقات أو قضاء حوائجهم.
السنن المستحبّة قبل أداء صلاة عيد الفطر تحديداً
هناك سنن إضافية خاصة بعيد الفطر بخلاف ما تم ذكره، وأهمهما:
الإفطار
كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يتناول عددًا فرديًا من التمرات قبل الخروج لأداء صلاة عيد الفطر. وقد ورد في الحديث: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات). يُستحب للمسلمين اتباع هذه السنة احتفالًا بإتمام عبادة الصيام في شهر رمضان المبارك.
زكاة الفطر
من الأفضل أن يخرج المسلم زكاة الفطر قبل أداء صلاة العيد، ويحبذ عدم تأخيرها. وقد اعتاد النبي -عليه الصلاة والسلام- إخراج زكاة الفطر بعد صلاة الفجر، أي قبل صلاة العيد، وكان يُصنّف بين أصحابه على الإسراع في إخراجها، وذلك لقوله -تعالى-: (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى). وقد ذكر المفسرون أن هذه الآيات نُزِلت في سياق زكاة الفطر وصلاة عيد الفطر، كما جاء في “فتح الباري” بأن قوله تعالى (قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى) أُشير به إلى صلاة العيد وزكاة الفطر.