السياحة في كمبوديا
شهدت صناعة السياحة في كمبوديا تحسناً ملحوظاً على مر الزمن، مما أبرز الحاجة إلى تقديم العديد من الخدمات بهدف تلبية احتياجات السياح. هؤلاء السياح يساهمون بدورهم في تعزيز سوق العمل وزيادة الإيرادات المالية عبر جذب العملات الأجنبية، مما يؤدي إلى تحسين جودة حياة الأفراد والمستوى الاجتماعي. وفي هذا السياق، تم إنشاء العديد من الفنادق والمطاعم والمرافق الترفيهية والتجارية والرياضية. كما أن العاصمة بنوم بنه ومدينة سيام ريب تحتويان على نحو أربعين شركة سياحية. يُذكر أن كمبوديا تستقبل الكثير من السياح من دول متعددة، حيث يأتي معظمهم من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وفرنسا، بالإضافة إلى زوار من أوروبا وأستراليا والدول المجاورة كتايلاند، مما جعل من الضروري على السلطات تعزيز السياحة وتطوير البنية التحتية.
أشهر المعالم السياحية في كمبوديا
تضم كمبوديا العديد من المواقع السياحية البارزة التي تستقطب أعداداً كبيرة من السياح كل عام. وفيما يلي بعض من هذه المعالم:
- مدينة أنغكور: (Angkor) تقع في قلب غابات كمبوديا قرب مدينة سيام ريب. كانت تُعتبر عاصمة إمبراطورية الخمير بين القرنين التاسع والخامس عشر الميلادي، وتعد الأنغكور الموقع الأكثر جذباً للسياح في كمبوديا بفضل تاريخها المميز. يضم الموقع أكثر من 1000 معبد بأحجام مختلفة ويشهد زيارة ملايين السياح سنوياً، منها معبد أنغكور وات الذي يُعتبر أكبر نصب ديني في العالم وقُدر له أن يصبح جزءاً من قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1992.
- معبد بانتى سري: (Banteay Srei) يبعد مسافة قصيرة عن تلال بنوم دي في أنغكور، ويعتبر رمزاً للفن الخميري الأصيل ويحمل لمسات معمارية فريدة. تم بناء المعبد من الحجر الرملي الأحمر ويعود تاريخه إلى القرن العاشر الميلادي.
- موقع كوه كير الأثري: (Koh Ker) يقع في شمال كمبوديا ويبتعد حوالي 120 كيلومتراً عن سيام ريب. يشتهر بكثافة غاباته التي تحتوي على العديد من المعابد، ويمثل أحد المواقع الهامة في فترة حكم الخمير وقد أدرج ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 1992.
- مدينة كراتي: (Kratie) تطل هذه البلدة الصغيرة على ضفاف نهر الميكونغ شرق كمبوديا وتعتبر عاصمة محافظة كراتي. تتميز بتنوع ثقافتها وأسواقها التجارية، بالإضافة إلى جمال شواطئها الرملية البيضاء والجزر الكبيرة.
- محطة تل بوكور: (Bokor Hill Station) تقع في قمة جبل بوكور ضمن حديقة بريه مونيفونج الوطنية، وهي تعود للعصور القديمة حيث تضم العديد من المعالم الفرنسية مثل الكنيسة والفندق والمقر الملكي.
- المعبد الفضي: (Silver Pagoda) يوجد في الجهة الجنوبية للقصر الملكي، يتميز بواجهته الرخامية الإيطالية وأرضيته المرصوفة بأكثر من 5000 بلاطة فضية، مما يجعله مقراً للاحتفالات الملكية ومقصداً للزوار.
- منطقة تونلي ساب: (Tonle Sap) تتضمن بحيرة تونلي ساب ونهر تونلي ساب، التي تتميز بالمياه العذبة والتنوع البيولوجي الغني، مما جعلها تُصنّف من قبل اليونسكو كمحمية بيئية في عام 1997.
- مدينة سيهانوكفيل: (Sihanoukville) تُعتبر العاصمة الساحلية لمحافظة سيهانوكفيل وتشتهر بشواطئها ومستنقعاتها الساحلية، وأيضاً تعتبر مركزاً للتجارة والصناعة في البلاد.
- معبد برياه فيهيار: (Preah Vihear Temple) يقع في محافظة برياه فيهير على ارتفاع 525 متراً، ويُعتبر من أجمل المعابد التي شيدت خلال فترة إمبراطورية الخمير وتم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 2008.
- مدينة سيام ريب: (Siem Reap) تُعتبر عاصمة محافظة سيام ريب، معروفة بأعداد السياح الكبيرة الذين يزورونها للاستمتاع بالمتاحف المتنوعة والمباني ذات الهندسة المعمارية الصينية ومصانع الحرير. المدينة تحتوي على العديد من الفنادق والمطاعم والمنتجعات التي تم تأسيسها لخدمة هذا العدد من السياح.
أهمية القطاع السياحي في كمبوديا
يلعب القطاع السياحي دوراً محورياً في التنمية الشاملة لكمبوديا، حيث يسهم في النمو الاقتصادي بشكل كبير. يحتل قطاع السياحة المرتبة الثالثة بعد الزراعة وصناعة الملابس، ويمثل مصدراً رئيسياً للعائدات المالية، ويعزز هذا القطاع الحد من الفقر وإبراز الهوية الثقافية للدولة. بالإضافة إلى ذلك، يلعب السياحة دوراً مهماً في تعزيز الحياة الاجتماعية والسياسية.
أسباب ازدهار السياحة في كمبوديا
هناك العديد من الأسباب التي جعلت كمبوديا نقطة جذب للعديد من السياح، بعد أن كانت معزولة لعقود. من هذه الأسباب: التاريخ الثري للدولة والمعالم السياحية المتنوعة، بما في ذلك المعابد القديمة، والتراث الثقافي الغني الذي يعزز السياحة الثقافية. كما تسهم الموارد الطبيعية والشواطئ الجميلة في تعزيز السياحة البيئية. تُعتبر السهول الرسوبية المحيطة بالتلال والجبال خطوط دفاع تحمي البلد من الكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى التطور المستمر في الأنشطة السياحية والمنظمات المعنية بتطوير السياحة.
سياسات تطوير السياحة في كمبوديا
وضعت الحكومة الكمبودية مجموعة من السياسات والاستراتيجيات الرامية إلى تعزيز القطاع السياحي تشمل:
- تطبيق الخطة الوطنية للتنمية الاستراتيجية (NSDP) التي تهدف إلى تشجيع السياحة المحلية، وزيادة نسبة العاملين في هذا القطاع، وتحسين الأمان والسياحة، فضلاً عن تطوير البنية التحتية عبر تحسين وسائل النقل البرية، البحرية، والجوية.
- إطلاق حملة ترويجية عالمية للقطاع السياحي في عام 2008 تحت عنوان “كمبوديا مملكة العجائب”، مما ساعد على تعزيز الحركة السياحية.
- تنفيذ وزارت السياحة مشروعين في عام 2011، يرتكز الأول على تعزيز السياحة البيئية والثاني على وضع خطة استراتيجية لتنمية السياحة للفترة من 2011 حتى 2020، وتحديداً في مناطق مثل بنوم بنه، سيام ريب، وتونلي ساب.
- توقيع اتفاقية السماء المفتوحة (Open Sky Policy) لتسهيل حركة الطيران مما أدى إلى تحسين الخدمات المقدمة في المطارات.
أعداد السياح في كمبوديا
فيما يلي جدول يوضح أعداد السياح القادمين إلى كمبوديا على مدار السنوات الأخيرة:
السنة (م) | عدد السياح (نسمة) |
---|---|
2014 | 4,502,775 |
2015 | 4,775,231 |
2016 | 5,011,712 |
2017 | 5,602,157 |
2018 | 6,201,077 |
نظرة عامة عن كمبوديا
تقع كمبوديا في جنوب شرق قارة آسيا حيث تحدها فيتنام من الشرق ولاوس من الشمال الشرقي وتايلاند من الغرب. كما تمتد حدودها البحرية على خليج تايلاند من الجهة الجنوبية الغربية، وتغطي كمبوديا مساحة تقارب 181,035 كيلومتر مربع، حيث تُعتبر السهول الوسطى أبرز مميزاتها، إذ تشغل ثلثي المساحة وتلتقي بالغابات الجبلية الخضراء مع مياه الخليج في الجنوب. مناخ البلاد مداري، حيث يمتد فصل الجفاف من ديسمبر إلى أبريل، بينما تتساقط الأمطار بين مايو ونوفمبر، مما قد يؤدي إلى فيضانات أو جفاف.“Country profile: Cambodia”, www.worldvision.com.au,2015، Retrieved 2020-1-6. Edited.
لمزيد من المعلومات حول موقع ومناخ كمبوديا، يمكنك الاطلاع على مقال “أين تقع كمبوديا”.
تحتل كمبوديا المرتبة 69 عالمياً من حيث عدد السكان، حيث يقطنها حوالي 16,926,984 نسمة وفق إحصائيات عام 2020، معظمهم يتواجدون في العاصمة بنوم بنه، ذات الموقع الاستراتيجي بالقرب من نهر الميكونغ وبحيرة تونلي ساب. يتمتع السكان بتنوع عرقي حيث يُعتبر الخمير هم الأغلبية، إلى جانب عرقيات أخرى مثل التشام والصينيين والفيتناميين. يساهم هذا التنوع في جعل اللغة الخميرية اللغة الرسمية بينما تُستخدم لغات أخرى. الغالبية العظمى من السكان يعتنقون الديانة البوذية، بينما تعتنق النسبة المتبقية الإسلام والمسيحية وديانات أخرى.
لمعرفة المزيد حول دولة كمبوديا، يمكنك الاطلاع على مقال “معلومات عن دولة كمبوديا”.