من هو ستيفن هوكينغ؟
وُلِد ستيفن هوكينغ (Stephen Hawking) في أكسفورد، إنجلترا، عام 1942، في عائلة ذات تاريخ طويل في الفحص العلمي والفكري. وعندما بلغ مرحلة النضوج، أصبح واحدًا من أبرز علماء الفيزياء النظرية وعلم الكون في العالم. توفي في كامبريدج عام 2018.
اشتهر هوكينغ بنظرياته الرائدة في علم الفيزياء، بما في ذلك جوانب النسبية والكون والثقوب السوداء. بالإضافة إلى ذلك، كتب العديد من المؤلفات التي مساعدت في جعل العلوم في متناول الجميع.
الحياة العلمية والعملية لستيفن هوكينغ
يمكن كتابة ملخص لحياة هوكينغ العلمية والعملية بالشكل التالي:
الحياة العلمية
درس هوكينغ الفيزياء في جامعة أكسفورد، حيث حصل على شهادة البكالوريوس بمرتبة الشرف عام 1962. ثم استكمل دراسته للحصول على درجة الدكتوراه في علم الفيزياء والكونيات عام 1966، وأصبح لاحقاً عضوًا في معهد علم الفلك في كامبريدج عام 1968، وتم اختياره كزميل باحث في كلية جونفيل وكايوس في كامبريدج.
الحياة العملية
عمل هوكينغ في عدة مجالات في الفيزياء وشغل العديد من المناصب الرئيسية، بما في ذلك:
- العمل في مجال النسبية العامة: ركز على فيزياء الثقوب السوداء، وكرس حياته لدراسة خصائصها من خلال استخدام قوانين النسبية وميكانيكا الكم.
- عضو في الجمعية الملكية البريطانية: تم انتخابه كزميل في الجمعية عام 1974، وأصبح من أصغر الأعضاء فيها.
- أستاذ في فيزياء الجاذبية: عُين أستاذًا لفيزياء الجاذبية في كامبريدج عام 1977.
- أستاذ في الرياضيات: أُسند إليه منصب أستاذ في الرياضيات بجامعة كامبريدج عام 1979، وهو المنصب الذي شغله إسحاق نيوتن سابقًا، مما أكسبه لقب “وريث نيوتن”.
- تأسيس مركز علم الكونيات: أسس مركزًا متخصصًا في علم الكونيات النظري بجامعة كامبريدج.
كما أشرف هوكينغ على العديد من الطلاب والباحثين، وأقام ندوات حول العالم، وكان باحثًا زائرًا في المعهد المحيطي للفيزياء النظرية في واترلو، أونتاريو، كندا عام 2008.
مرض ستيفن هوكينغ
ظهرت أول علامات مرض هوكينغ أثناء دراسته في أكسفورد، حيث بدأ يعاني من تعثر وسقوط متكرر، كما واجه صعوبة في الكلام أحيانًا. ومع ذلك، لم يولي اهتمامًا كبيرًا للمرض حتى لاحظ والده الأعراض وأخذه إلى الطبيب لإجراء الفحوصات.
تم تشخيصه بمرض التصلب الجانبي الضموري (Amyotrophic lateral sclerosis)، وهو مرض عصبي عضلي غير قابل للشفاء، حيث تبدأ الأعصاب التي تتحكم في العضلات بالتدهور تدريجيًا. وقد قُدِّر عمره المتبقي آنذاك بسنتين ونصف.
على الرغم من تحديات المرض، استمر هوكينغ في دراسته وتوجه إلى البحث، وبمرور الوقت، واجه صعوبات أكبر في التحكم في حركته، مما جعله يستخدم الكرسي المتحرك بحلول عام 1969.
في عام 1985، فقد هوكينغ القدرة على الكلام نهائيًا، واعتمد على برنامج صوتي يعمل على جهاز الكمبيوتر، يمكن التحكم به من خلال حركة الرأس والعين. في النهاية، فقد السيطرة الكاملة على جسده، لكنه تمكن من استخدام عضلة خده المتصلة بجهاز استشعار للتحكم بالبرنامج الصوتي.
إنجازات وجوائز هوكينغ
حصل ستيفن هوكينغ على العديد من الجوائز والإنجازات في ميدان الفيزياء، على الرغم من التحديات التي واجهها بسبب مرضه. من أبرز الجوائز التي نالها:
- ميدالية بيوس الحادي عشر عام 1975.
- جائزة ألبرت أينشتاين عام 1979.
- وسام الإمبراطورية البريطانية (CBE) عام 1982.
- جائزة رفيق الشرف عام 1989.
- وسام كوبلي من الجمعية الملكية عام 2006.
- وسام الحرية الرئاسي الأمريكي عام 2009.
مؤلفات ستيفن هوكينغ
تعد مؤلفات ستيفن هوكينغ من بين الأكثر شهرة، ومنها:
- الهيكل الواسع النطاق للزمان والمكان (The Large Scale Structure of Space-Time): يتناول الفيزياء النظرية للفضاء الزماني والمكاني، وأول طبعة نُشرت عام 1973 بالتعاون مع عالم الرياضيات جورج إليس.
- الفضاء الفائق والجاذبية الفائقة (Superspace and Supergravity): صدر في عام 1981.
- الكون المبكر جدًا (The Very Early Universe): صدرت أول طبعة له في عام 1983.
- تاريخ موجز للزمن (A Brief History of Time): يتناول فيه أهم نظريات الفيزياء من الانفجار الكبير إلى الثقوب السوداء، وصدر لأول مرة عام 1988، حيث حقق مبيعات تجاوزت 10 ملايين نسخة خلال 20 عامًا.
- الكون باختصار (The Universe in a Nutshell): طرح فيه بعض الأفكار المرئية لنظرياته حول الكون، ونُشر لأول مرة في 2001.
- تاريخ الأكثر إيجازًا للزمن (A Briefer History of Time): كُتب بأسلوب مبسط، مع تعديلات لتحديث المعلومات، ونُشر عام 2005.
- التصميم العظيم (The Grand Design): شارك في تأليفه العالم الفيزيائي ليونارد ملودينوف، ونشر عام 2010.
وفاة ستيفن هوكينغ
توفي هوكينغ عام 2018 نتيجة مرضه التصلب الجانبي الضموري، والذي كان من المفترض أن يفتك به منذ أكثر من 50 عامًا كما قُدِّر له. يُعتبر ستيفن هوكينغ نموذجًا في التغلب على التحديات، حيث حقق إنجازات بارزة خلال 76 سنة من حياته.