التمييز بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة
يبذل بعض الأشخاص جهودًا حثيثة لتصوير قبة الصخرة على أنها هي المسجد الأقصى، ولكن الحقيقة تختلف تمامًا عن ذلك. فقبّة الصخرة تقع بجوار المسجد الأقصى وهي تعتبر جزءًا من المجمع، بينما يشمل المسجد الأقصى كافة المساحة المحيطة ضمن السور الذي يحيط بالبلدة القديمة، والتي تصل مساحتها إلى مئة وأربعة وأربعين دونمًا.
يحتوي مجمع المسجد الأقصى على قبة الصخرة والمسجد المعروف بالجامع القبلي، بالإضافة إلى العديد من المعالم الأخرى التي يصل عددها إلى مئتي معلم، تشمل ساحات، وقباب، وجدران داخلية وخارجية. أما قبة الصخرة، فهي تقع في أعلى نقطة داخل هذا المجمع وتعتبر مركزاً بارزاً في المنطقة المحاطة بالسور.
أي منهما أُنشئ أولاً: المسجد الأقصى أم قبة الصخرة؟
تم بناء المسجد الأقصى قبل قبة الصخرة بفترة طويلة. فقد رُوي عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنه قال: (قلت يا رسول الله، أي مسجد وُضع في الأرض أولاً؟ قال المسجد الحرام. قلت ثم أي؟ قال المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة). وكان سيدنا يعقوب -عليه السلام- هو أول من أسس المسجد الأقصى، ثم تمت إعادة البناء في عهد سيدنا سليمان -عليه السلام- وفق تصميم سُداسي الشكل.
وعندما أُسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ليلة الإسراء والمعراج، لم يكن في المسجد الأقصى سوى السور المحيط، المعروف بحائط البراق، حيث ربط رسول الله دابته. ولهذا السور أبواب تؤدي إلى ساحات المسجد الأقصى، وقد ورد في القرآن الكريم: (سُبحانَ الَّذي أَسْرَى بِعَبدِهِ لَيْلًا مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِن آيَاتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).
أهمية المسجد الأقصى وقبة الصخرة
للمسجد الأقصى وقبة الصخرة ميزات ودلالات عظيمة، من أهمها ما يلي:
- الصلاة في المسجد الأقصى تعادل خمسمائة صلاة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة).
- استحباب شد الرحال إلى المسجد الأقصى.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى).
- استحباب ختم القرآن الكريم لمن يزور المسجد الأقصى.
وكذلك يُستحب الصيام فيه.
- استحباب مجاورة المسجد الأقصى.
فقد كان الصحابيان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس يعيشان بالقرب منه.
- الإحرام من المسجد الأقصى للحج أو العمرة.
لأن الإحرام منه يُغفر للمسلم ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، فقد حثّ على ذلك رسول الله بقوله: (من أهل بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أو وجبت له الجنة).
- استحباب تقديم الزيت للمسجد الأقصى.
لكي تُسير قناديله لمن لم يتمكن من زيارته. فقد رُوي عن ميمونة -رضي الله عنها- أنها سألت رسول الله: (أفتنا في بيت المقدس، فقال: أرض المحشر والمنشر، فأتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره. قالت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: فلتهدي له زيتاً يُسرج فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه).
- مكانة قبة الصخرة داخل المسجد الأقصى تشبه مكانة الحجر الأسود في البيت الحرام.
يُذكر أن جبريل عليه السلام جاء في ليلة الإسراء والمعراج إلى قبة الصخرة ووضَع إصبعه فيها حتى خرقها وربط فيها البراق.