مقدمة حول الإمبراطورية الفارسية
تمثل الإمبراطورية الفارسية (بالإنجليزية: Persian Empire) السلالة الحاكمة التي عُرفت تاريخياً في بلاد فارس (إيران) الحالية، والتي حكمت من القرن السادس قبل الميلاد حتى القرن العشرين بعد الميلاد. يُعتبر كورش الكبير مؤسس هذه الإمبراطورية الأولى، حيث تم تأسيسها في عام 550 قبل الميلاد. وكانت تُعرف أيضاً بالإمبراطورية الأخمينية، وقد اعتُبرت واحدة من أعظم الإمبراطوريات في تاريخ البشرية، إذ امتدت من شبه جزيرة البلقان غرباً إلى وادي إندوس في الهند شرقاً، متضمنةً مناطق شاسعة مثل إيران، مصر، تركيا، وأجزاء من أفغانستان وباكستان.
الخلفية التاريخية للإمبراطورية الفارسية
يُعتقد أن الإمبراطورية الفارسية نشأت من تجمع لبعض القبائل البدوية التي كانت ترعى الماشية في مناطق مختلفة من إيران. بفضل القيادة الفذة لكورش، تمكنت هذه القبائل من تأسيس إمبراطورية قوية تُعَدّ من بين أبرز مراكز الثقافة، العلوم، والتكنولوجيا لأكثر من مئتي عام. ومع ذلك، تعرضت للإفلاس في عام 333 قبل الميلاد بعد الحملة العسكرية القوية التي قادها الإسكندر الأكبر.
أبعاد الحضارة في الإمبراطورية الفارسية
امتازت الإمبراطورية الفارسية بالعديد من مظاهر الحضارة التي نافست بها حضارات كبرى كانت موجودة في تلك الحقبة. ومن أبرز هذه المظاهر:
- أنشأ الفرس شبكة طرق فريدة ربطت بين ثلاث قارات هي أفريقيا، أوروبا، وآسيا.
- طوروا أول خدمة بريدية معروفة في العالم القديم.
- ابتكروا أشكالاً فنية متنوعة تضمنت المنحوتات الصخرية، الأعمال المعدنية، المنسوجات، والفنون المعمارية.
الديانة التي كانت سائدة في الإمبراطورية الفارسية
عُرف الفرس بالإيمان بالتوحيد وعبادة إله واحد، وهو مفهوم أُسس على يد زرادشت، الذي جمع آرائه في مجموعة من القصائد تُسمى جاثاس، والتي أصبحت فيما بعد جزءاً من الكتاب المقدس لهذه الديانة. بناءً عليه، تُعتبر الزرادشتية واحدة من أقدم الديانات التوحيدية في العصور القديمة، حيث ظهرت بين (1500-500) قبل الميلاد، ولا تزال قائمة كأقلية في إيران والهند حتى اليوم. أما الدين الإسلامي فقد دخل المنطقة بعد الفتوحات الإسلامية في القرن السابع.
إدارة الإمبراطورية الفارسية
ابتكر ملوك الفرس، وخاصة كورش الكبير وداريوس الأول، نظام إدارة فعّال للدولة. اعتمدوا نظام تقسيم البلاد إلى نحو عشرين وحدة إدارية، ولكل وحدة حاكم خاص بها. كما وضعوا منظومة قانونية طبّقوها بعدالة، وأطلقوا نظاماً خاصاً لإدارة الأراضي، حيث تم منحها للإقطاعيين واللوردات مقابل ولائهم للإمبراطور وجيشه. وقد ساهم هذا النظام في جعل معظم السكان من المزارعين والحرفيين.