العالم بطليموس
يُعتبر بطليموس عالماً بارزاً في مجالات الفلك والجغرافيا، وهو عالم فلكي مصري يوناني من أصل روماني. يُعد بطليموس واحداً من أعظم العلماء الذين تركوا بصماتهم في التاريخ منذ العصور القديمة. وُلد في بلدة تقع في أقصى صعيد مصر، وعاش فترة طويلة في مدينة الإسكندرية، حيث تعلم فيها علم الفلك من أسلافه، بما في ذلك هيبارخوس النيقي. استمر في إسهاماته العلمية حتى وفاته عام 168 م.
التراكيب الرياضية لبطليموس
يجسد الكتاب المعروف باسم “التراكيب الرياضية” آراء بطليموس حول حركة الأرض، حيث عارض الفكرة التي تدعي أن الأرض تتحرك. وأكد على الشكل الكروي للأرض، مشيراً إلى أن جاذبيتها تتجه نحو مركزها. حسب نظريته، تدور الشمس والأرض والكواكب حول الأرض بسرعات ثابتة ومتنوعة. كما توصل إلى نظرية بأن النجوم تتواجد كنقاط مضيئة في سماء لامتناهية وتتحرك حول الأرض. كان بطليموس المرجع الأساسي في الفلك في معظم الدول الأوروبية حتى عام 1543 م، حين قدم الفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكوس نظريته التي تنص على أن الأرض ليست ثابتة، بل تدور مثل باقي الكواكب، مما أنكر العديد من المفاهيم الخاطئة التي تضمنها عمل بطليموس.
بدأ بطليموس كتابه بتقديم خرائط مفصلة للدول، تتضمن قائمة واسعة بأماكن هذه الدول وخطوط عرضها وطولها. رسم ستاً وعشرين خريطة ملونة للعالم، لكنه بالغ في تقدير المسافة بين إسبانيا والصين، مما أدى إلى تقليله من حجم المحيط. هذا الخطأ ساعد كريستوفر كولمبوس في تنظيم رحلته الشهيرة عام 1492، والتي استغرقت ستة أشهر اكتشف خلالها العديد من الجزر والدول. كما تناول بطليموس نظريات أخرى تتعلق بعلم الفلك وعلم التنجيم، موضحاً العلاقة بين حركة الكواكب وما يحدث للبشر، وهو ما ساهم في انتشار الخرافات وظاهرة التنجيم. أيضاً، أشار إلى ظاهرة انكسار الضوء عندما ينتقل عبر وسائط مختلفة في الكثافة.
مؤلفات بطليموس
أسهم بطليموس بالعديد من المؤلفات المهمة، ومن أبرزها:
- كتاب المجسطي، وهو مزيج من اللغة العربية واليونانية ويعني “المجيد”.
- كتاب فلك التدوير.
- كتاب نظام الأرضيين المركزي.
- نظام بطليموس.
- تراث فلكي.