الظواهر الطبيعية
تاريخياً، كانت الحضارات المختلفة في شتى بقاع العالم تراقب العديد من الظواهر الطبيعية التي أسهمت بشكل ملحوظ في تغيير مفاهيمها وأساليب تفكيرها. حتى أن بعض هذه الحضارات اعتبرت تلك الظواهر آلهة تستحق العبادة، حيث قامت بتقديم القرابين ووصفها في نصوصها ورسمها على الجداريات.
وفي ظل التطورات العلمية والتكنولوجية الحديثة، تمكن العلماء من تفسير العديد من هذه الظواهر، إلا أن بعض الظواهر لا تزال تشكل ألغازًا علمية يسعى الباحثون لفك طلاسمها. في هذه المقالة، سنستعرض أبرز الظواهر الطبيعية التي استطاع علماء الفيزياء استيضاحها وتفسيرها.
أهم الظواهر الطبيعية التي تم تفسيرها
توجد العديد من الظواهر الطبيعية التي تم فهمها عبر مختلف فروع الفيزياء، وكانت في السابق تُعتبر غامضة وصعبة الفهم. بل إن بعض الحضارات القديمة كانت تعبدها كأنها آلهة. ومن بين أبرز هذه الظواهر:
- ظاهرة الشفق القطبي أو الأرورا: تُعتبر هذه الظاهرة من أجمل الظواهر الطبيعية، حيث تحدث في المنطقة القطبية من الأرض (شمالاً وجنوبًا والمناطق المجاورة لها). يظهر الشفق القطبي بمجموعة من الألوان الزاهية التي تضيء السماء، ولها تأثيرات على الاتصالات اللاسلكية والشبكة العنكبوتية، نظرًا لتداخل الموجات والانبعاثات الكهرومغناطيسية القادمة من الشمس عند وصولها إلى سطح الأرض. تؤدي هذه الظاهرة إلى تأيّن طبقات الغلاف الجوي القريبة من المناطق القطبية، مما يتسبب في قطع الاتصالات في بعض الأماكن التي تتعرض لتلك الظاهرة.
تمكن العلماء من تفسير هذه الظاهرة من خلال استكشاف الفضاء وتطوير أجهزة إلكترونية متطورة. وقد وجدوا أن هذه الألوان تنتج عن العناصر المكونة للغلاف الجوي مثل الأكسجين، الهيليوم، والهيدروجين. عندما تتعرض المناطق القطبية لهبوب الرياح الشمسية يُحدث ذلك تفاعلات تؤدي إلى اكتساب الإلكترونات طاقة تنتقل بها إلى مدارات أعلى، مما ينتج عنه تأيّن هذه العناصر. وعندما يعود الإلكترون إلى مداره الأصلي، تنبعث ألوان رائعة مثل الأحمر والأخضر والأخضر المزرق. وقد كانت الحضارات القديمة تفسر هذه الظاهرة بأنها نتاج صراع أرواح المحاربين.
- ظاهرة المد والجزر: تُعتبر هذه الظاهرة من أبرز الظواهر الملحوظة في الطبيعة، حيث تحدث في المناطق القريبة من المسطحات المائية والأنهار، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى المياه في البحار والأنهار إلى مستويات مرتفعة، ويحدث فيضانات في مناطق متعددة، مثل فيضانات نهر النيل. بينما كانت الحضارات القديمة تفسر هذا الفيضان بأنه غضب إلهي، أثبتت الدراسات الحديثة أن السبب وراء تلك الظاهرة هو جاذبية القمر، حيث يؤثر موقعه على ارتفاع وانخفاض منسوب المياه.