العوامل التي تؤثر على عملية التعلم

التعلم

يعرف التعلم في اللغة على أنه اكتساب المعرفة في مجالات متنوعة، وفي الاصطلاح هو النشاط الذي يهدف إلى إعداد المهارات والمعلومات الجديدة. يتم تحقيق التعلم من خلال تغيير السلوكيات والقيم والأفكار، بالإضافة إلى كيفية فهم الأمور. التغيير الذي يحدث نتيجة للتعلم ليس مؤقتاً بل يبقى مع الشخص طوال حياته. يتطلب من المعلم أن يمتلك مهارات خاصة لهذه العملية التعليمية، وأن يكون مهيئاً للقيام بهذه المهمة التربوية. يجب أن تتوفر عدة شروط في المعلم، بما في ذلك القدرة على التعبير بوضوح عن أفكاره، معرفة علم النفس، فهم المداخل الشخصية للطلاب، وامتلاك صفات تجذب الطلاب على المستوى الوجداني.

العوامل المؤثرة في التعلم

حدد المختصون في علم النفس التربوي مجموعة من العوامل التي تؤثر على عملية التعلم، وهي كالتالي:

خصائص المتعلم

تعتبر هذه الخصائص من أهم العوامل التي تحدد فعالية التعلم؛ حيث تختلف القدرات الحركية والعقلية والصفات الجسدية بين المتعلمين، وكذلك شخصياتهم واتجاهاتهم وقيمهم.

سلوك المعلم والمتعلم

يوجد تفاعل دائم بين سلوك المعلم وسلوك المتعلم، مما يؤثر على نتائج عملية التعلم. ترتبط شخصية المعلم الذكي بأساليب التدريس الفعالة التي تعتمد على التفاعل.

بيئة المدرسة

يجب توفير وسائل تعليمية وتجهيزات تتعلق بالمادة الدراسية التي يتم تقديمها.

المادة الدراسية

يختلف التحصيل الدراسي بين المتعلمين؛ فنجد أن بعض الطلاب يميلون لمواد معينة أكثر من غيرها. لذلك، يجب تقديم المادة الدراسية بشكل واضح ومنظم لتعزيز فعالية التعلم.

صفات المتعلمين

تتنوع القدرات الحركية والعقلية بين طلاب نفس الصف، كما تختلف ميولهم وقيمهم واتجاهاتهم وخبراتهم السابقة نتيجة انتمائهم لطبقات اجتماعية واقتصادية متنوعة.

تأثير القوى الخارجية

تشير القوى الخارجية إلى العوامل التي تحدد فعالية التعلم، مثل البيئة الثقافية والمنزل والجيران، وهذه الأمور مهمة لأنها تحدد صفات وأنماط السلوك لدى الطلاب داخل الصف الدراسي.

نظرة المجتمع إلى المدرسة

تتأثر عملية التعليم وفعاليتها بنظرة المجتمع إلى المدرسة، حيث تتوقع بعض المجتمعات من المدرسة أن تسهم في تطوير شخصيات الطلاب بشكل اجتماعي وفكري وتفاعلي. تسعى المجتمعات إلى توفير الفرص التعليمية لأبنائها، إلا أنه توجد مجتمعات لا تشجع أبناءها على بذل الجهود المستمرة في التعلم، مما يؤدي إلى إرسالهم للمدرسة كوسيلة للتخلص من المشاكل المنزلية، مما يضعف دور المدرسة في تعليم هؤلاء الطلاب.

شروط عملية التعلم

وضع العلماء مجموعة من الشروط التي تؤثر على نتائج التعلم وتساعد في تسهيل هذه العملية، على النحو التالي:

عوامل تعتمد على المتعلم

تنقسم هذه العوامل إلى خمسة أقسام، وهي:

  • الذكاء.
  • النضج.
  • الاستعداد.
  • الخبرة والتدريب.
  • الدافعية.

العوامل الجغرافية

تشمل العوامل الجغرافية العوامل الموضوعية والمادية، وتنقسم إلى سبعة أقسام:

  • البيئة.
  • أساليب التدريس.
  • تقنيات التدريس.
  • المنهج، سواء كان نظرياً أو عملياً.
  • الخبرات المعدة مسبقاً.
  • العقاب والتحفيز.
  • وسائل التعليم.

العوامل الذاتية

النضج

يمثل النضج التغيرات الجسدية والعصبية والحسية التي تحدث نتيجة للمخطط الوراثي، وهو من العوامل الأساسية في عملية التعلم. يعتبر من الضروري أن تكتمل نضوج أعضاء الجسم ليتمكن الشخص من التعلم واكتساب الخبرات، وتظهر هذه العلاقة من خلال النقاط التالية:

  • توحيد معدل النضج رغم اختلاف الظروف التعليمية.
  • زيادة النضج، وكلما زاد النضج زادت فرص التقدم في التعلم.
  • تسهيل تعلم المهارات المعتمدة على الأنماط السلوكية الناضجة أكثر من غيرها.
  • قد تؤدي ترك الطفل دون تدريب قبل بلوغ مرحلة النضج إلى آثار سلبية، خصوصاً إذا ارتبط الأمر بالفشل.

الدافعية

تعرف الدافعية بأنها حالة من النقص الداخلي التي تُثار بفعل القوى أو الميل الداخلي، مما يؤدي إلى توليد سلوكيات تدعم استمرارية الدافعية. تسهم الدافعية في التعلم عبر النقاط التالية:

  • توجيه السلوك نحو مصادر التعلم.
  • توليد سلوكيات لتعزيز التعلم.
  • استخدام الوسائل المناسبة لتحقيق التعلم.
  • الحفاظ على السلوك الضروري لحدوث عملية التعلم.

مبادئ التعلم الجيد

يهدف التعليم إلى فهم واستيعاب المعلومات والمهارات، ويصبح ذلك ممكنًا من خلال توفر مجموعة من المبادئ، وهي كالتالي:

  • تشجيع الطلاب على التفاعل والتواصل المستمر مع المعلمين، سواء داخل الصف أو خارجه، مما يعزز مفهوم القيم والخطط المستقبلية.
  • تعزيز الاندماج والتعاون بين الطلاب، لأن المشاركة تعزز عملية التعلم الجماعي، حيث يتطلب التعليم الجيد التعاون بدل الانعزال والتنافس.
  • تحفيز الطلاب على التعلم النشط من خلال الكتابة والنقاش حول المحتوى التعليمي وربطه بخبراتهم السابقة أو تطبيقه في حياتهم اليومية.
  • توفير تغذية راجعة، بحيث يكون المتعلمون على دراية بما اكتسبوه وما يحتاجون إلى تحسينه، مما يساعدهم على تقييم المعرفة التي حصلوا عليها.
  • تأمين وقت كافٍ للتعلم؛ لأن الوقت هو العامل الأساسي المؤثر في جودة التعليم.
  • توقع نتائج مرتفعة من جميع فئات المتعلمين، حيث إن رفع التوقعات يعزز استجابة المتعلمين.
  • توفير تنوع في طرق التعليم لتوسيع الفرص أمام المتعلمين لإظهار مواهبهم وأنماط تعلمهم الخاصة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *