الأرزاق وآجال الحياة تحت قضاء الله تعالى

الأرزاق والآجال بيد الله تعالى

خلق الله -سبحانه وتعالى- السماوات والأرض وقدَّر فيها الأرزاق والأقوات، وأوجد لكل شيء قدرًا وأجلًا محكمًا، وهذا يشمل كافة الكائنات التي أوجدها الله -عز وجل-، فهو على علم بمستقر ومستودع جميع هذه الكائنات. يقوم المسلم بإيمان بأن ما قدَره الله له من رزق وآجل هو حكمته البالغة.

عند التأمل في واقعنا، نجد أن مسألة الأجل والرزق تؤرق بعض الناس، حيث لم يتوكلوا على الله بتوكلٍ صحيح، ولم يحسنوا الظن به -سبحانه وتعالى-. لذا، تعتبر قضايا الرزق والأجل من الموضوعات المعقدة والخطيرة، مما يستدعي الحاجة لتصحيح هذه المفاهيم وتوضيحها.

النقاط الأساسية التي يجب على المسلم مراعاتها في قضيتي الأجل والرزق

يجب على المسلم فهم الأمور الأساسية المتعلقة بالأجل والرِزق لضمان استقرار مفهومه، ومنها ما يلي:

  • إن الأرزاق والآجال بيد الله -سبحانه وتعالى- وحده

الإيمان بذلك يعتبر ركنًا من أركان العقيدة، حيث تكفَّل الله -تعالى- برزق البشر وجميع الكائنات حتى قال -عز وجل-: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ).

  • إن الآجال والأرزاق مكتوبة ومعلومة عند الله -سبحانه وتعالى-

وهذا يتجلى في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول: (إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ويُقَالُ له: اكْتُبْ عَمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ).

  • إن على الإنسان أن يسارع بالتوبة قبل حلول أجله

يجب على المسلم الذي يدرك أن الله -سبحانه وتعالى- هو المتولي للرزق والأجل أن يبادر بالتوبة في كل حين، ليكون مستعداً للقاء الله -تعالى-، إذ قد ينتهي أجله في أي لحظة.

الآيات القرآنية المتعلقة بالأرزاق والآجال

قد أوضح الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الحكيم العديد من الآيات التي تبين أهمية الإيمان والتوكل عليه في مسائل الرزق والأجل، ومن تلك الآيات:

  • قال الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ).
  • قال الله -تعالى-: (يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا قُلْ لَوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ).
  • قال الله -تعالى-: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ* فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ).
  • قال الله -تعالى-: (خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ* وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *