الفرق بين الكرامة والمعجزة
تناول العلماء العديد من الفروقات بين الكرامة والمعجزة، ومن أبرز هذه الفروقات:
- الاستخدام: يُستخدم الأنبياء المعجزات كحجة على المشركين لتليين قلوبهم القاسية، بينما يعتمد الأوصياء الصالحون على الكرامة لتحسين حالتهم النفسية وتهدئة قلوبهم.
- الأثر والثمرة: تعود آثار المعجزات بالفائدة على الأنبياء وقومهم، بينما غالبا ما تكون ثمار الكرامة محصورة في الولي نفسه.
- صاحبها: المعجزات خاصة بالأنبياء والرسل، وتظهر كدليل على نبوتهم؛ بينما الكرامة تنسب للأولياء الصالحين الذين يتبعون النبي ويستقيمون على شريعته. وقد اعتبر بعض العلماء أن الكرامات تدخل ضمن معجزات الأنبياء، لأنّ حصولها للولي يأتي نتيجة اتباعه للنبي.
- التحدي: ترتبط المعجزات بالتحدي، بينما الكرامة لا تتطلب ذلك.
- الإشهار: تُعرَض المعجزات بشكل علني أمام الناس، بينما يُفضل إخفاء الكرامة والتكتم عليها.
- أحداثها: تشمل المعجزات جميع الخوارق، في حين تقتصر الكرامات على بعضها.
- الانتهاء: من الخصائص المميزة للمعجزات أنها تؤثر بشكل دائم، بينما تظل الكرامة مرتبطة بعنصر الزمان والمكان، فأي شيء يُعتبر كرامة في زمن ما قد لا يُعتبر كذلك في زمن آخر.
- التكرار: يمكن للنبي تكرار المعجزة، بينما لا يمكن للولي أن يكرر كرامته.
- المكانة: تُعتبر معجزات الأنبياء فوق مستوى الكرامات، فهناك آيات كبرى تدل على الأنبياء، بينما الآيات الصغرى تعود للصالحين. كما أن الأولياء لا يصلون لمراتب الأنبياء والمرسلين في الثواب والفضل، رغم إمكانية مشاركتهم في بعض الأعمال.
أمثلة على المعجزات والكرامات
المعجزات
استعرض القرآن الكريم العديد من المعجزات الخاصة بالأنبياء والرسل، ومن أبرز هذه المعجزات:
- خروج ناقة صالح -عليه السلام- من الصخرة.
- تحويل عصا موسى -عليه السلام- إلى ثعبان.
- انبعاث الماء من يدي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
- حديث الجماد، مثل حنين الجذع للرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.
الكرامات
توجد العديد من الكرامات التي حدثت على أيدي الصالحين، منها:
- مائدة مريم، كما ورد في قوله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ}.
- قصة الثلاثة الذين حُبِسوا في الغار، حيث سقطت صخرة ضخمة على باب الغار، فدعا كل منهم ربه متوسلاً بأعظم عمل صالح قام به في حياته، حتى أزال الله تعالى عنهم الصخرة وفتح لهم الباب.