دورة حياة الخلية
تشير دورة حياة الخلية إلى العملية التي يتم من خلالها تطور وانقسام الخلايا. تتضمن هذه العملية سلسلة من الإشارات التي تُتيح للخلية النمو وتصحيح الأخطاء الجينية. يتم رصد كل خلية بشكل دقيق لضمان سلامة الجينات التي تحتويها، وعند حدوث أي خلل، يتم القضاء على الخلايا التالفة من خلال آلية تعرف باسم موت الخلايا المبرمج. بناءً عليه، تعتمد الرقابة على آليتين رئيسيتين:
- سلسلة من البروتينات التي تتابع نمو الخلية من مرحلة إلى أخرى: خلال كل دورة من دورات انقسام الخلايا، يتم نسخ الكروموسومات مرة واحدة، وهذه العملية تُسمى “توليف الحمض النووي”، حيث تُفصل الكروموسومات لإنشاء خليتين متطابقتين وراثياً مع الخلية الأم. تستغرق هذه الأحداث فترات زمنية محددة لتوفير وقت كافٍ لإعادة تنظيم ونمو الخلايا الناتجة، ثم تدخل الخلية مرحلة من السكون والاستقرار بعد الانقسام.
- آلية أخرى تتعلق بنقاط التفتيش داخل الخلية: لا تسهم هذه العملية في تقدم دورة حياة الخلية، بل تؤدي إلى تأخيرها لتجنب أخطاء التحوّر أو الأخطاء الجينية.
العلاقة بين دورة حياة الخلية والسرطان
تمتلك الخلايا آليات ضابطة خلال عملية التكاثر، والسرطان هو مرض ينجم عن طفرات في التكاثر الخلوي. يعني ذلك أن وجود خلل يسمح بتزايد غير مسيطر عليه للخلايا، حيث يرتبط هذا التزايد بانخفاض الإشارات التي تجعل الخلايا الطبيعية تدخل في دورة موت الخلية. نتيجةً لهذه العلاقة، يتطور مرض السرطان، والذي يمكن أن ينتج إما عن طفرات في الجينات الفردية الزائدة عن الحاجة، أو عن تحور معين في نوع من الخلايا. قد يؤدي ذلك إلى ظهور أورام خبيثة أو ضعف في جهاز المناعة مما يسهم في انتشار هذه الخلايا الضارة.
مرض السرطان
يظهر السرطان عندما تفقد الخلايا السيطرة على التقسيم الوراثي أثناء التكاثر. يُعد هذا العملية متعددة الخطوات، تبدأ من خلايا طبيعية في الجسم وتنتقل عبر مراحل تؤدي إلى تحولها إلى خلايا شاذة تتكاثر وتنتشر بشكل غير منضبط. في هذه الحالة، تحدث طفرة في الخلية تدفع الخلايا السرطانية للتكاثر، ومع مرور الوقت، يتم تفعيل موت الخلايا الطبيعية بشكل متزامن مع تكاثر الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى انتشار الأورام. تظهر عدة أنواع من مرض السرطان بناءً على الطفرات المحددة التي تحدث.
