تصنيف المعاصي وتأثيرها على الصوم
تتوزع المعاصي خلال شهر رمضان إلى نوعين أساسيين هما كما يلي:
- نوع مُفطِر: يشمل الزنا، شرب الخمر، الاستمناء، والجماع.
- نوع غير مُفطِر: يتضمن الغيبة، النميمة، وغيرها من المعاصي.
تُعتبر جميع هذه الأفعال ممنوعة، وتتراوح بين الصغائر والكبائر، وتكون تأثيراتها في شهر رمضان أكبر. وقد قام الفقهاء بتحديد المفطرات بشكل عام إلى اثني عشر نوعًا، منها ما يلي:
- الأكل عمداً.
- الشرب عمداً.
- إدخال شيء من الأنف أو الفم مثل السعوط.
- الاكتحال أو وضع مواد في العين أو الأذن بشرط الشعور بمذاقها في الحلق.
- إدخال أي شيء يمكن أن يصل إلى المعدة.
- لمس شيء يصل إلى الدماغ.
- القيء عمداً.
- الحيض.
- النفاس.
- الجماع.
- نزول المني بواسطة الاستمناء باليد أو عبر النظر.
- الردة عن الدين.
- العزم على الفطر أو التردد فيه.
تعريف الصيام
يُعتبر الصيام ركيزة أساسية من ركائز الدين وأحد أبرز شعائر الإسلام. في شهر رمضان، تتجدّد النوايا، ويتعزز الترابط الاجتماعي بين الأفراد، حيث تجتمع العائلات، وتتربى النفوس على ضبط الشهوات وأداء الصلوات. لذلك، يشعر الناس بالسرور بالقرب من رمضان، ويفتقدون الحزن في غيابه، إذ اختص الله -تعالى- بعطائه للصائمين.
الصيام هو الامتناع بنية عن أفعال معينة خلال فترة زمنية خاصة من شخص معين. حيث لا يتم الصيام دون نية، سواء كانت فرضًا أم نفلًا. أما الأفعال المحددة فهي المفطرات، والفترة الزمنية تمتد من الفجر حتى غروب الشمس، والشخص المعني هو المسلم العاقل، فلا يُعقد الصيام دون الامتناع.
عدم الامتناع عن هذه المفطرات خلال وقت الصيام يُعتبر أحد المفطرات، وتُقسم إلى فئات بعذر وآخر بدون عذر. قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). وذكر ابن كثير في تفسيره: “لأن الصوم فيه تزكية للجسد وتضييق لمنافذ الشيطان”.
مفطرات الصوم
تنقسم المفطرات في الصيام إلى قسمين على النحو التالي:
- معذر: مثل المرض وكبر السن والسفر وما إلى ذلك.
- غير معذر: كالأكل والشرب عمدًا والجماع وغيرها، حيث يُعد الأول معذورًا والثاني عاصيًا.
كما تُصنف المفطرات من حيث أصلها كما يلي:
- بعض المفطرات مُباحة في أصلها؛ مثل الأكل والشرب المباحين، والسفر المشروع، والجماع بين الزوجين.
- وبعضها محرم في أصله؛ مثل الاستمناء وتناول الطعام المحرم كحم اللحم الخنزير أو المشروبات المحرمة مثل الخمر، بالإضافة إلى الزنا واللواط والسفر لأغراض محظورة. ما كان محرمًا في أصله يُعتبر فعله أكثر حرمة من غيره.
مواعظ الصيام
ذكر أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال الله: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به). وقد قال ابن رجب كلمات قيمة في هذا السياق، حيث أشار بعض السلف إلى أنه: “طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره، لأن المؤمن الصائم يعلم أن رضا ربه في ترك شهواته، فيقدم رضا الله على هواه”.
وأضاف: “إذا كان هذا عن المحرمات التي تم الامتناع عنها بسبب الصوم كالأكل والشرب ومباشرة النساء، فإن ذلك يبرز أهمية الامتناع عن المحرمات بشكل عام مثل الزنا وشرب الخمر وأخذ الأموال بغير حق وسفك الدم المحرم، إذ أن ذلك يُغضب الله في جميع الأحوال والأزمان والأماكن”.