الفروق بين التعليم وأساليب التدريس

فهم الفروق بين التعليم والتدريس

تعمل كليات التربية الحديثة على تأهيل معلمين يمتلكون القدرة على مواجهة التحديات المعاصرة واستثمارها فيما يعود بالفائدة على العملية التعليمية. على الرغم من أهمية تمتع المعلم بمهارات سلوكية ومهنية عالية، فإنه من الضروري أيضاً أن يمتلك محتوى معرفي وثقافي تربوي شامل، يتيح له فهم المصطلحات العلمية المتعلقة بالسلوك الاجتماعي التعليمي. هذا الفهم يمكنه من التعرف على أنواع السلوكيات التي قد يواجهها خلال مسيرته المهنية، وكيفية التعامل معها وفقاً للنظريات التربوية المقررة، وبالتالي الاستفادة منها لحل المشكلات التربوية المحتملة. كما أن المعلمين غالباً ما يواجهون تحديات سلوكية خاصة، مما يضعهم في موقف يتطلب منهم القدرة على التغلب عليها بما يتناسب مع طبيعة السلوك البشري. وفي إطار الحديث عن المصطلحات التربوية الهامة، فإن أهم ما ينبغي على المعلمين والطلاب التميز بينه هو مفهومي التعليم والتدريس.

سنقوم بتوضيح الفروق بين هذين المصطلحين:

التعليم

التعليم هو مصطلح شامل، يمكن استخدامه في أي سياق تعليمي داخل الحياة. إنه عملية غير مقصودة أو موجهة، حيث تمثل الحياة محطات تجريبية، ويعبر كل ما يتعلمه الفرد، سواء في إطار أكاديمي أو خارجه، عن عملية التعليم. يمكن القول إن هذا السياق التعليمي يمتاز بوجود عناصر محددة، وهي:

  • المعلم، والذي يمكن أن يكون أي شخص.
  • المادة أو الهدف التعليمي، الذي قد لا يكون بالضرورة أكاديمياً.
  • المتعلم، وهو المستفيد من القيمة التعليمية أو الهدف التعليمي.

التدريس

على النقيض من التعليم العام، يعد التدريس عملية مقصودة ومنظمة. يتم تنفيذه غالباً في المدارس والجامعات، تحت إشراف المعلم، بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف المخطط لها مسبقاً.

يمكننا الاستنتاج من التعريفين أن السياق التعليمي يتحدد ما إذا كان تعليمياً أو تدريسياً بناءً على وجود عناصر معينة، وهي:

  • السلوك التربوي والسياق التعليمي.
  • البيئة المحيطة بالسياق التعليمي مثل المدرسة أو المنزل.
  • الشخص المسؤول عن التعليم.

وبالنسبة للسياق التعليمي الذي يُعرف بالتدريس، فإنه يشترط فيه وجود العناصر التالية:

  • المعلم، الذي يجب أن يكون مؤهلاً تربوياً وأكاديمياً، ويحمل الشهادات المناسبة.
  • المادة أو الهدف التعليمي، الذي يجب أن يتماشى مع منهج محدد أو قيم وأخلاقيات تربوية واضحة.
  • المتعلم، الذي يعد المحرك الأساسي لهذه العملية التعليمية.
  • فصل دراسي مخصص للتعليم.

يجدر بالذكر أن جميع النظريات التربوية الحديثة تؤكد على أهمية جعل الطالب هو محور العملية التعليمية، بحيث لا يقتصر دوره على تلقي المعلومات في قالب أكاديمي صارم، بل يتحتم عليه أن يكون جزءاً فعالاً من هذه العملية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *