السيميائية وفقاً لشارل ساندرز بيرس

السيميائية وفقًا لبيرس

تعتبر السيميائية من النظريات النقدية الرائدة التي تُعنى بدراسة الفنون الأدبية، وقد برزت في فترة ما بعد الحداثة كاستجابة للنظريات الحداثية، خاصة المنهج البنيوي، الذي اتخذ من المحايثة والانغلاق أسلوبًا له، مما أدى إلى استبعاد كل ما يتعلق بالمعنى الخارجي للنص. ومن هنا جاءت السيميائية لتناقض هذا المفهوم، مع التركيز على العلامة وما تعكسه من دلالات ومعاني.

تعريف السيميائية وتاريخها

تُعرف السيميائية (Semiotics) أيضًا بالسيميولوجيا، أو علم العلامة، وهي مجموعة من الدراسات التي يصعب تحديد تعريف موحد لها بسبب اتساع مجالها. فتتواجد سيميولوجيا سوسير ذات الأسس اللسانية، وسيميوطيقا بيرس التي ترتكز على الخلفيات المنطقية والرياضية والظاهراتية.

هناك أيضًا سيمياء التواصل كما قدمها بريتو ومونان وبويسنس، وسيمياء الدلالة لدى بارت ولاكان، بالإضافة إلى سيمياء الثقافة التي تناولها الروسي يوري لوتمان والإيطالي أمبرتو إيكو. وتتنوع السيميائيات بحسب الموضوعات البحثية والأنساق الدلالية المختلفة مثل سيمياء الصورة، وسيمياء السرد، وسيمياء المشاعر، وسيمياء الانتماء.

انتشر هذا المصطلح منذ أوائل القرن العشرين بفضل عالم اللسانيات السويسري فرديناند دو سوسير، الذي نشر محاضراته بعد رحيله تحت مصطلح علم السيميولوجيا، والذي يهتم بدراسة الحياة الدلالية للعلامة ضمن الأنظمة الاجتماعية. بينما ارتبط مصطلح السيميotics (السيميائية) بالفيلسوف الأمريكي شارل سندرس بيرس، الذي رفع من طابعها المنطقي الفلسفي.

سيميوطيقا بيرس

تستند السيميائية وفقًا للفيلسوف الأمريكي شارل سندرس بيرس إلى المنطق والظاهراتية والرياضيات، حيث تُدار دراسة العلامة وما تحمله من دلالات متنوعة. يعبر هذا المفهوم عن “السيموزيس” (Semiosis)، أي العملية الدلالية المستمرة التي لا نهائية، والتي تتضمن ثلاثة عناصر رئيسية وهي الممثل، الموضوع، والمؤول، وهذا ما صنفه بيرس ضمن أقسام العلامة.

تعريف العلامة في سيميائية بيرس

يُعرف بيرس العلامة بأنها شيء يُعبر عن شيء آخر بطريقة ما، مما يعني أنها تولد في عقل الشخص علامة بديلة أو حتى أكثر تطوراً، حيث يحصل أن تُصنف العلامة وفق تسميات من ابتكار بيرس تمثل الشكل الدلالي الناتج عن سمات الشيء وتقوم بدور التمثيل ضمن عملية دلالية تتسم بالأبعاد الفكرية المتعددة.

مراحل العلامة عند بيرس

العلامة وفقًا لبيرس تتوزع ضمن المراحل التالية:

• الممثلة

(بالإنجليزية: Representamen) تمثل الحامل المادي للعلامة، وتوازي الدال في نظر سوسير، والرمز كما عند أوجدين وريتشاردز.

• المفسرة

(بالإنجليزية: Interpretant) تتطابق مع المدلول لدى سوسير، وتعتبر الفكرة الناتجة عن تأثير موضوع العلامة في ذهن المفسر أو المتلقي.

• الموضوع

(بالإنجليزية: Object) والذي يتوافق مع المشار إليه وفق تعريف أوجدين وريتشاردز. حيث يعتبر الموضوع جزءًا من العلامة وليس مجرد عنصر من عناصر العالم المحيط، ويمتلك نوعين: الأول هو الموضوع الديناميكي، الذي يشير إليه العلامة، والثاني هو الموضوع المباشر الذي يعد جزءًا من تركيبة العلامة.

• الركيزة

(بالإنجليزية: Ground) هي الفكرة التي تشير إليها الممثلة.