التفريق بين التكيف الاجتماعي والتكيف الثقافي

التمييز بين التكيّف الاجتماعي والتكيّف الثقافي

يُعتبر التمييز بين التكيّف الاجتماعي والتكيّف الثقافي من الأمور الأساسية التي ينبغي إدراكها، خاصة عندما ينتقل الأفراد إلى بيئات ثقافية تختلف عن ثقافاتهم الأصلية. قد يتطلب هذا الانتقال القيام ببعض التعديلات للتكيف مع المجتمع الجديد. في ما يلي استعراض لكلا المفهومين:

التكيّف الاجتماعي وتعريفه

يتعلق التكيّف الاجتماعي بالتغييرات المتعلقة بالسلوك البشري وتكييف السلوك الفردي والجماعي ليتماشى مع الأنظمة والقواعد والقيم التي تسود في مجتمع معين.

تحدث عملية التكيّف كاستجابة من الفرد للبيئة المحيطة، حيث يسعى لتلبية احتياجاته ودوافعه من خلال تغيير سلوكياته. يُعتبر التكيّف الاجتماعي جزءًا أساسيًا من التنشئة الاجتماعية، ويُعزز من خلال آليات الرقابة الاجتماعية.

يسهم هذا في تعزيز اهتمام الفرد بالأفعال التي تعزز من تقبله الاجتماعي، مما يمكّنه من التكيف مع مختلف مواقف الحياة عبر تسهيل بناء الذات وتحقيق الراحة. يُصبح التكيّف الاجتماعي ضروريًا بشكل متزايد عندما يؤثر التغيير الاجتماعي على جوانب حيوية من الحياة، مثل الهجرة، التغيرات العمرية، والتطور الصناعي السريع.

التكيّف الثقافي وخصائصه

يُشير التكيّف الثقافي إلى عملية تعديل الأنماط الفكرية والسلوكية عند الانتقال إلى ثقافة جديدة، بحيث يصبح الفرد قادرًا على التكيف والعيش ضمن تلك الثقافة. تتضمن الثقافات مجموعات من الأفراد الذين يتشاركون في القيم والمعتقدات، بالإضافة إلى العناصر الثقافية مثل اللغات، المهرجانات، الطقوس، والاحتفالات. إليكم بعض الأمثلة على التكيّف الثقافي:

  • ثقافة الشباب: يتسم الشباب بوجود ثقافة مشتركة بينهم، حيث يتواصلون من خلال مجموعة من القيم الجديدة التي تختلف عن تلك التي نشأ عليها آباؤهم، مما يمكّنهم من ابتكار ثقافات جديدة.
  • الثقافة التقليدية: قبل عصر العولمة، كانت الثقافات ترتكز بشكل مباشر على عناصر مثل فن الطهي، ارتداء الملابس التقليدية، والاستماع إلى الموسيقى التقليدية، ولكنها حاليًا تعد أسلوب حياة للأجداد وليس بؤرة التركيز كما كان في السابق.
  • ثقافة الإنترنت: غيّر الإنترنت من طرق تفاعل الأفراد وعلاقاتهم بعضهم ببعض، حيث تتيح لنا وسائل التواصل الاجتماعي أن نكون “ناشرين”، نتشارك أفكارنا ومعتقداتنا مع الآخرين.
  • الثقافة السائدة: الثقافة السائدة تُعتبر الثقافة الأكثر هيمنة، وتُعبر عن القيم الثقافية الأكثر بروزًا داخل المجتمع.
  • الثقافات الفرعية: تتواجد العديد من الثقافات الفرعية، وغالبًا ما تكون مؤقتة وتظهر لمدد قصيرة قبل أن تختفي، ولكن بعضها قد يكتسب شعبية كبيرة لدرجة استحواذها على الثقافة السائدة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *