تعريف شامل بالمقامات الموسيقية العراقية

المقامات العراقية

تُعتبر المقامات العراقية من مؤلفات الموسيقى والغناء الفريدة، حيث تتداخل فيها مجموعة من الأنغام المتميزة التي تكمل بعضها البعض، مما يساهم في تكوين بنية لحن غنائية محكمة. تضم المقامات انتقالات جميلة بين القطع الموسيقية وألوانها، وتعكس مهارة المغني، المعروف باسم (قارئ المقام)، الذي يعتمد على قدراته الصوتية وخبراته الفنية. يتميز ارتجال المغني بالالتزام بأسس متوارثة وقواعد محددة تنطبق على الشكل الفني للمقام عمومًا، بالإضافة إلى قواعد فرعية تتعلق بكل مقام بشكل منفصل.

خصائص المقامات العراقية

تُعبر المقامات العراقية عن الهوية الثقافية البغدادية، حيث يشعر البغداديون بالحماس ويستمدون الإلهام من هذا الإرث النغمي الذي يعكس بصدق مشاعرهم وإحساسهم، مما يجعل هذه الظاهرة فريدة تعبر عن عمق الأصالة. تمتاز كل مقام بقواعد وأسس معينة، مما يمنحها طابعًا خاصًا، ولا يزال لهذه المقامات حضور قوي في العصر الحالي. يبقى الأداء الفني للمطربين مختلفًا بالمعاني الجوهرية والمضمون رغم اختلاف الأشكال الفنية، حيث يشترك الجميع في القواعد الأساسية للمقام.

المقامات بصوت النساء

يشير طه غريب إلى مساهمة النساء في فن المقام العراقي، الذي تاريخيًا كان محتكرًا على الرجال، قائلاً: “استطاعت بعض الأصوات النسائية المتنوعة أن تؤدي بعض المقامات، مستفيدة من طبيعة أصواتهن، وفتحت المطربة صديقة الملاية المجال لتسجيل عدد من الأسطوانات عام 1925، مما ساعد على ظهور أصوات نسائية مثل جليلة العراقية، وبدرية أنور، وزهور حسين، ولميعة توفيق، ومائدة نزهت، وفريدة محمد علي.”

الأسس الفنية للمقامات العراقية

تتمثل الأسس الفنية للمقامات العراقية في النقاط التالية:

• التحرير: هو بداية الغناء وفق أسس متعارف عليها، حيث يفتتح المغني بكلمات ومفردات مميزة، وتمتاز كل مقام بكلمات خاصة تميزه وتترافق مع اللحن الفريد.
• الأوصال: تُضفي الأوصال تنوعًا على المقامات العراقية، حيث تشمل مجموعة من الألحان التي تساهم في تلوينها.
• القرار: تشير هذه العبارة إلى الأصوات العميقة التي يستقر عليها المغني أثناء أداء المقامات، حيث ينتقل من الطبقات العالية إلى طبقات القرار المنخفضة.
• الميانة: تعتبر الميانة من الأسس الفنية الأساسية، حيث ينتقل المغني بعد الانتهاء من التحرير والأوصال الفريدة إلى الأداء في الطبقات المرتفعة.
• التسليم: هو الجزء الذي يختم به المغني أداء المقام، وتختلف أساليب التسليم باختلاف المقامات، حيث يمتلك كل مقام طابعه الخاص.