التمايز بين الكساد والركود والانكماش
تعتبر المصطلحات الاقتصادية مثل الكساد والركود والانكماش شائعة التعاطي عند مناقشة الظروف الاقتصادية غير المواتية. وغالبًا ما يحدث لبس بين هذه المفاهيم. هنا نعرض الفرق بين هذه المصطلحات الاقتصادية من خلال تحليل التفاصيل الخاصة بكل منها:
الفهم العام
تختلف كل من الكساد والركود والانكماش من حيث التعريف كما يلي:
تعريف الكساد
يتم تعريف الكساد (بالإنجليزية: Depression) بوصفه حالة اقتصادية سلبية تترتب عليها آثار مالية ضخمة. يرتبط الكساد باستمرار انخفاض الناتج المحلي الإجمالي، مما يؤدي إلى تراجع في الطلب من قبل المستهلكين، وبالتالي تأثيرات ضارة على الإنتاج. يتمثل التحدي الرئيس للكساد في مدته الطويلة، حيث قد يستمر لفترات تمتد لعقود.
تعريف الركود
يعتبر الركود (بالإنجليزية: Recession) تدهورًا في النشاط الاقتصادي، ويحدث عندما ينخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي لفترتين متتاليتين أو أكثر. يمكن ملاحظة الركود من خلال تراجع المؤشرات الاقتصادية المتنوعة، مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، والعمالة، والبطالة، والدخل، وصناعة المنتجات، ومبيعات السلع.
يتجلى الاختلاف الجوهري بين الركود والكساد في عمق الحالة؛ حيث يعد الكساد حالة أكثر حدة وطولاً، بينما الركود يمثل انخفاضًا أكثف من حيث المدة، والذي لا يتجاوز عادة عدة سنوات.
تعريف الانكماش
يشير الانكماش (بالإنجليزية: Deflation) إلى الحالة المعاكسة للتضخم، حيث يُعبر عن انخفاض الأسعار وزيادة القوة الشرائية. رغم أن البعض قد يفترض أن الانكماش إيجابي بسبب تعزيز القوة الشرائية، إلا أنه في الحقيقة علامة على وقوع الاقتصاد في حالة ركود وشيك وتراجع في النشاط الاقتصادي.
يمكن تفسير مخاوف المستهلكين من الانخفاض المستقبلي للأسعار، مما يدفعهم لتأجيل عمليات الشراء انتظارًا لأسعار أدنى، مما بدوره يؤدي إلى تراجع حدود الطلب وبالتالي الإضرار بالإنتاج.
الأسباب المؤدية
تتباين الأسباب الكامنة خلف كل من الكساد والركود والانكماش، وفيما يلي أبرز الأسباب:
أسباب الكساد
تتضمن العوامل الرئيسة المسببة للكساد ما يلي:
- انهيارات في سوق الأسهم والسندات.
- تراجع الطلب على الإنتاج الصناعي.
- مراقبة الأسعار والرواتب.
- حدوث حالة انكماش.
- زيادة غير مبررة في الأسعار.
- انعدام الثقة في الأداء الاقتصادي.
أسباب الركود
من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الركود الاقتصادي:
- الظروف الاقتصادية الخارجية والتحولات الهيكلية في الاقتصاد.
- عوامل مالية؛ إذ إن التوسع الكبير في الاقتراض خلال فترات الانتعاش الاقتصادية يمكن أن يؤدي إلى الركود.
- العوامل النفسية التي تُسهم في المبالغة في استثمار رأس المال خلال فترات النمو الاقتصادي.
أسباب الانكماش
يمكن تلخيص أسباب الانكماش الاقتصادي بما يلي:
- زيادة العرض التي تُفضي إلى خفض الأسعار بسبب المنافسة أو انخفاض تكاليف الإنتاج.
- تراجع الطلب نتيجة السياسات النقدية أو مخاوف المستهلكين من الظروف الاقتصادية، مما يدفعهم للتقليل من الإنفاق وتفضيل الادخار.
الآثار الناتجة
تختلف العواقب الناتجة عن الكساد والركود والانكماش، وفيما يلي توضيح لهذه العواقب:
آثار الكساد
ينجم عن الكساد الاقتصادي عدد من الآثار السلبية تشمل:
- زيادة في نسبة البطالة.
- انهيار التجارة الدولية.
- ارتفاع نسبة الانكماش.
- تراجع أسعار المساكن، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد العام.
آثار الركود
يتسبب الركود الاقتصادي في مجموعة من النتائج السلبية، منها:
- زيادة معدل البطالة نتيجة محاولة الشركات تخفيض التكاليف، مما يؤدي لتسريح موظفين.
- انخفاض أرباح الشركات بسبب انخفاض الأسعار.
آثار الانكماش
يؤدي الانكماش إلى عدة نتائج سلبية، منها:
- ارتفاع مستويات البطالة نتيجة انخفاض أرباح الشركات، مما يدفعها للتقليل من التكاليف بإلغاء بعض وظائف الموظفين.
- زيادة معدلات الفائدة، مما يؤثر على معدل الاقتراض في الاقتصاد الوطني.
- تراجع الإنتاج، مما يؤدي بدوره إلى انخفاض الأجور وبالتالي الطلب على السلع.