لمحة عامة عن الحروب الفارسية اليونانية
بدأ النزاع بين اليونان وفارس في عام 547 قبل الميلاد، حينما استولى كورش الكبير على المدن الإيونية اليونانية. وقد عانت الإمبراطورية الفارسية من التمرد الذي قام به سكان إيونية الذين كانوا يسعون نحو الاستقلال، ما أسفر عن خسائر جسيمة لكلا الجانبين.
ما هي الحروب الفارسية اليونانية؟
تشير الحروب الفارسية اليونانية إلى الصراعات التي وقعت بين الإمبراطورية الإخمينية والدول اليونانية خلال الفترة من 499 إلى 449 قبل الميلاد. وبدايةً، قام ارستاغوراس، حاكم مدينة ميليتوس التابعة للفرس، بشن هجوم على مدينة ناكوس بدعم من الفرس، لكن العملية العسكرية باءت بالفشل مما أدى إلى عزله. ومع ذلك، قبل إقالته، تمكّن من حثّ مدن آسيا الصغرى على الانتفاض ضد الفرس، مما تسبب في ثورة أيونية استمرت حتى عام 493 قبل الميلاد.
تاريخ النزاع بين الفرس واليونانيين
بعد حصول ارستاغوراس على دعم من أثينا وإرتيريا، تمكنت القوات اليونانية في عام 493 قبل الميلاد من إحراق عاصمة الفرس. ولكن دارا الأول، ملك الفرس، عاهد نفسه بالانتقام من أثينا، وبعد إعادة تنظيم قواته، قاد الفرس هجومًا على ميليتوس، وتمكنوا من سحق التمرد الإيوني في معركة شهدت باسم لادة.
بدأ دارا حملة عسكرية لوقف التمرد اليوناني على إمبراطوريته، وعقابًا لأثينا على حرق العاصمة سارد، مما أطلق الحرب الأولى للفرس على اليونان في عام 492 قبل الميلاد، حيث أسفرت عن سيطرة اليونان على مقدونيا وتراقيا، إلا أنه كانت هناك حاجة لوقف الحملة لاحقًا.
تواصلت الحملات الفارسية على اليونان في عام 490 قبل الميلاد، حيث بدأت عبر البحر الأيوني بقيادة القائدين داتيس وأرتيفارنيس. وبعد إنجاز الحملة في إخضاع تراقيا، كانت النية لتجاوز أثينا، لكن الأثينيين ألحقوا خسائر فادحة بالفرس في معركة ماراثون، مما أدى إلى إنهاء تلك الحملة بخسارة قاسية.
توفي الإمبراطور دارا، مخلفًا مهمة الانتقام من اليونان لابنه خشايارشا الذي قاد بنفسه الحملة العسكرية. وقد حققت القوات الفارسية انتصارًا في معركة ترموبيل، وتسببوا في تدمير كبير لمدينة أثينا بعد تهجير سكانها. ولكن، سرعان ما انتقمت اليونان لنفسها بإلحاق هزيمة منكرة بالفرس في معركة سالاميس، حينما حاول الفرس تدمير الأسطول اليوناني، حيث انتهى بذلك الغزو الفارسي لليونان.
فوز اليونان
عقب الهزيمة التي ألحقها اليونانيون بأعدائهم، أطلقوا هجمات مضادة ضد الفرس بعد إعادة تنظيم صفوفهم، وشنوا هجومًا على جيش ميردينيوس، الذي كان مستقرًا في سهول بوتيه. هنا، وقعت معركة كبيرة بين قوتين، الفرس اليقظين واليونانيين بقيادة ملك إسبارطة. كانت هذه المعركة من أبرز المعارك في تاريخ الطرفين، حيث ألحقت هزيمة ساحقة بالفرس الذين فقدوا معظم مقاتليهم في مقابل عدد قليل من القتلى بين اليونانيين.