الواقع الاجتماعي
في الآونة الأخيرة، تجلى الواقع الاجتماعي بأبعاده المتنوعة نتيجة سلوكياته وأنماطه، مما أثر على مختلف تفاعلات الحياة الاجتماعية. تعكس هذه التفاعلات مفاهيم متعددة للتواصل، حيث يظهر أن الأسلوب الذي تتبعه وسائل الإعلام في كل دولة يعكس تكوينها في إطار النظامين السياسي والاجتماعي، فضلاً عن طبيعة العلاقات الاجتماعية التي تربط بين أفرادها. لذا، يمكن القول إن أي نوع من الاتصال يمثل شكلًا من أشكال التفاعل الاجتماعي، يتم من خلاله تبادل الرسائل وإجراء مجموعة من العمليات التي تسهم في تعزيز العمومية والمشاركة. يهدف هذا التواصل إلى نقل المعلومات وتيسير الفهم بين الأفراد والمجتمعات على اختلافها.
ما هي الفروقات الأساسية بين الاتصال السياسي والاتصال العمومي؟
يوجد عدد من الفروقات الجوهرية بين الاتصال السياسي والاتصال العمومي، نذكر منها:
- الاتصال السياسي يُعتبر الخطاب الرئيسي ضمن نماذج الاتصال المكرسة للاتصالات العامة، حيث غالبًا ما تقوم السلطات الحكومية بتوجيه هذه الرسائل لتحقيق السيادة الوطنية، ما يعكس ممارسة حق المواطنة والواجب الانتخابي.
- يساهم الاتصال السياسي في تعزيز الثقة بين المؤسسات والمواطنين، ويضمن مشاركتهم في الحكم لتطبيق المبادئ الديمقراطية. كما يتحول الاتصال السياسي إلى عمومي عندما يتم تداوله في حلقات وغرف البرلمان التي تناقش قضايا المصلحة العامة.
- الاتصال السياسي هو جزء لا يتجزأ من الاتصال العمومي.
- غالبًا ما يكون الاتصال السياسي محاطًا بمصالح شخصية، حيث يسعى لتحقيق أهداف سياسية محددة مع الحفاظ على صورة المصلحة العامة في رسائله.
- يحمل الاتصال السياسي رهانات انتخابية وممارسات تستهدف تحسين الأداء السياسي للوزارات والفئات السياسية، بينما يركز الاتصال العمومي على إعلام الجمهور بالخدمات العامة المتاحة.
- يتوجب على الاتصال العمومي أن يستثمر القنوات التواصلية للتعرف على احتياجات المواطنين، والحفاظ على حوار مستمر لتعزيز البنية والقدرات المتعلقة بالخدمات مثل الصحة والتمويل والتعليم والإسكان.
ما هو الاتصال السياسي؟
الاتصال السياسي يعد نموذجًا من نماذج علم الاتصال، حيث يمثل الرسائل التي تُرسل من قبل الحكام أو رجال السلطة، مستندًا إلى عدة أدوات مثل الخطابات والحوار. يهدف هذا الاتصال إلى السيطرة والتحكم في سلوك الجماعات، ويُعتبر من الظواهر المعقدة التي تحتاج إلى تحليل لفهم الغموض المرتبط بتقنيات وسائل الإعلام وتأثيرها في توجيه الآراء والتسويق السياسي.
ما هو الاتصال العمومي؟
تتداخل مفاهيم الاتصالات بشكل عام، لكن الاتصال العمومي يُعرف على أنه الاتصال الاجتماعي الذي تؤديه المؤسسات الحكومية ذات الطابع الوطني والمركزي من خلال الأجهزة والمؤسسات المحلية اللامركزية. يسعى هذا الاتصال بشكل عام إلى نقل المعلومات ذات المنفعة العامة، حافظًا على الروابط الاجتماعية، ويُطلع المواطنين على مجريات الحياة السياسية، التنموية، الاقتصادية، والاجتماعية. كما تتولى المؤسسات العمومية مسؤولية الإشراف على هذا النوع من الاتصال، إذ يلعب دورًا حيويًا في تجسيد روح وثقافة المواطنة في النقاش الديمقراطي.
من هم المستهدفون في الاتصال العمومي؟
بالتأكيد، يُعتبر الجمهور هم الجهة المستهدفة، بما في ذلك السكان والمواطنين والمستخدمين. وفي المقابل، فإن من يقوم بهذا النوع من الاتصال هم السلطات المحلية والعمومية والوطنية.