اسم أحد الصحابة المذكور في القرآن الكريم

زيد بن حارثة: صحابي ذُكر في القرآن الشريف

الإشارة إلى زيد في القرآن الكريم

يُعتبر الصحابي الجليل زيد بن حارثة هو الصحابي الوحيد الذي ورد ذكره في القرآن الكريم. فقد ذُكر في سورة الأحزاب في قوله -تعالى-: (فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً).

سيرة زيد في القرآن

أتى ذكر زيد بن حارثة في القرآن الكريم لنقض عادة التبني التي كانت سائدة في الجاهلية، حيث تبناه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وتزوج من ابنة عمته زينب بنت جحش. بعد أن ألغى الإسلام نظام التبني، أوحى الله -تعالى- لزيد أن يطلق زينب، وأن يتزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه.

كان يُطلق على زيد لقب زيد بن محمد، ويُعتبر من أعز أصدقاء رسول الله، حيث اختار النبي على والده. كان زيد من أوائل من اعتنقوا الإسلام ومن الصفوة العشرة المبشرين بالجنة. يعتبر زيد الصحابي الوحيد الذي ذُكر اسمه بشكل صريح في الآية القرآنية التي تناولت قصة زواجه من زينب بنت جحش، وقد تم إغفال ذكر اسمه في بداية الآية لتأكيد مكانته ورفع قدره.

نبذة عن الشيخ زيد بن حارثة

زيد بن حارثة المعروف بشراحيل الكلبي، وهو صحابي جليل وكنيته أبو أسامة. يُعتبر زيد من أوائل الذين آمنوا من الموالي. وقد آخى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه-. تُوفي زيد عن عمر يُناهز خمسة وخمسين عامًا، واستمر الصحابة في مناداته بزيد بن محمد حتى أنزل الله قوله: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ).

زيد هو أوّل من أسلم من بين الذكور، وكان عبداً عند خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وعندما شاهده النبي -صلى الله عليه وسلم- أُعجب به وأخذه وأعتقه، ثمّ تبناه قبل أن يتلقى الوحي بتحريم التبني. أبدى والدا زيد الحزن لفقده فقاموا بزيارة مكة ليسترجعوه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، لكن زيد اختار البقاء مع النبي. وبقي معه حتى بعثه، فآمن به وأسلم.

وفقًا لما رواه سلمة بن الأكوع، فقد شارك زيد في سبع غزوات، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُؤمّره على المسلمين. ذات مرة، تعرض بعض الناس لانتقادات بسبب إمارة ابنه أسامة بن زيد، لكن النبي -صلى الله عليه وسلم- دافع عنه قائلاً: (إنْ تَطْعَنُوا في إمَارَتِهِ، فقَدْ كُنْتُمْ تَطْعَنُونَ في إمَارَةِ أبِيهِ مِن قَبْلِهِ، وايْمُ اللَّهِ إنْ كانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمْرَةِ، وإنْ كانَ لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ بَعْدَهُ). وفي غزوة، أصيب زيد بن حارثة وبكى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-.

فيما يتعلق بسراياه، فقد بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الجموم وإلى العيص ليتصدى لقوافل قريش بعودة من الشام إلى مكة. أيضًا، قاد زيد سريّات إلى الطرف وحسمي في شهر جمادى الآخرة من السنة السادسة للهجرة. استشهد زيد في غزوة مؤتة في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة، وكان أحد القادة الثلاثة الذين عيّنهم النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقد آثر زيد الحفاظ على راية المسلمين حتى اخترق جسده العديد من الرِّماح، ووافته المنية وهو مغمور بدمائه.

مناقب زيد بن حارثة

تحلى زيد بن حارثة بالعديد من الفضائل، منها:

  • كان يُعرف بلقب أحب النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • أوّل من أسلم وصدّق من الموالي.
  • عُدّ من الأشخاص الذين يمتلكون مكانة خاصة لدى النبي، حيث كان يُطلق عليه زيد بن محمد حتى تم إلغاء نظام التبني، وكان من أحب الناس إليه، وذلك في قول النبي: (وايْمُ اللَّهِ إنْ كانَ لَخَلِيقًا لِلْإِمْرَةِ، وإنْ كانَ لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وإنَّ هذا لَمِنْ أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ بَعْدَهُ).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *