الخصائص البيئية والطبيعية في أوقيانوسيا
تقدم أوقيانوسيا مجموعة من الخصائص البيئية المتميزة، ويمكن تلخيص هذه الخصائص كما يلي:
الجزر القارية في أوقيانوسيا
تُعتبر نيوزيلندا وجزر ميلانيزيا الكبرى جزرًا قارية، وتتميز بكونها تشكلت جزئيًا من صخور قديمة جدًا، تمامًا كما هو الحال في أجزاء من القارات. وتتميز هذه الجزر أيضًا بمنحدرات شديدة، نتيجة تعرضها لظواهر التعرية بفعل الأمواج والفيضانات. ومن الجدير بالذكر أن بعض المناطق في غينيا الجديدة تقدم تضاريسًا وعرة، مما يجعلها شبه خالية من السكان.
الجزر البركانية في أوقيانوسيا
تقع معظم جزر أوقيانوسيا قرب حافة الصفيحة التكتونية في المحيط الهادئ. ومنذ أن بدأت هذه الصفيحة بالحركة نحو الشمال الغربي، تسبب ذلك في حدوث نشاط جيولوجي كبير مثل الانفجارات البركانية. تُعرف البحار المحيطة بهذه الجزر بـ”حلقة النار” بسبب كثرة البراكين النشطة على طول الحدود للصفيحة.
الجزر المرجانية في أوقيانوسيا
تُعرف الجزر المنخفضة في أوقيانوسيا بالجزر المرجانية، حيث تشكلت من حلقة من اليابسة أو الجزر المحيطة بأحواض الماء الضحلة. يتركب جزء كبير من هذه الأراضي من قطع مكسورة من المرجان والرمال البيضاء، وتتميز الجزر المنخفضة بتربتها الخصبة المكونة من المادة العضوية المتراكمة والغبار والسماد المستخدم في الزراعة. بعض الجزر المرجانية، مثل جزر تونغا وتونغاتابو ونيوي، تشكلت من الحجر الجيري للشعاب المرجانية التي تطورت على مدى آلاف أو ملايين السنين. ولا تتوفر فيها مصادر مائية سطحية، لذا يعتمد السكان بشكل كبير على مياه الأمطار المجمعة في الخزانات والمياه المستوردة للشرب.
المناخ في أوقيانوسيا
يتسم مناخ أوقيانوسيا عمومًا بالحرارة والرطوبة على مدار السنة، حيث تفتقر الجزر إلى فصول شتاء أو صيف واضحة. تشهد بعض المناطق تقلبات موسمية في الرياح والتيارات المحيطية والأمطار، وتعتمد الجزر المنخفضة على الرياح التي قد تجلب الأمطار الكافية لتهيئة بيئات غابية خصبة. يسجل معدل هطول الأمطار في أجزاء من غرب المحيط الهادئ أكثر من 200 سم سنويًا، بينما تهب الرياح القوية من الشرق في المناطق الاستوائية وتتجه بعد ذلك غربًا في مناطق أبعد عن خط الاستواء.
في المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة عادةً أقل وتزداد كميات الأمطار. فالجبال تؤدي إلى ارتفاع الهواء فوقها، مما يُسهم في تكوين السحب والأمطار، كما هو الحال في جزيرة كاواي في هاواي التي تتلقى حوالي 1170 سم من الأمطار في القمة، بينما لا تتجاوز كميات الأمطار على الشاطئ 25 سم سنويًا.
النباتات والحيوانات في أوقيانوسيا
تتنوع النباتات الاستوائية في المناطق ذات الهطول المطري الغزير، مثل جوز الهند وأشجار النخيل وأشجار البروادفروت. كما تدعم هذه الجزر تنوعًا هائلًا في الحياة الحيوانية، بما في ذلك الطيور الاستوائية، وخفافيش الفاكهة، والقوارض الزاحفة، والزواحف، والحشرات مثل البعوض وذباب الرمل. من الملاحظ أن العديد من الأنواع قد انقرضت أو أصبحت مهددة بالانقراض نتيجة الأنشطة البشرية مثل الزراعة وصيد الأسماك.
الجغرافيا الطبيعية في أوقيانوسيا
تتكون أوقيانوسيا من آلاف الجزر المنتشرة في وسط وجنوب المحيط الهادئ، بما في ذلك أستراليا، التي تُعتبر أصغر قارة من حيث المساحة الإجمالية. تقع معظم أراضي أستراليا وأوقيانوسيا تحت سطح المحيط الهادئ، الذي يُعد أكبر تجمع مائي على وجه الأرض. تمتد المنطقة من الشرق إلى الغرب بمسافة تقارب 12,000 كم، ومن الشمال إلى الجنوب بمسافة تصل إلى 6,000 كم، مما يعطيها إجمالي مساحة يصل إلى 8.5 مليون كم². تمتلك أستراليا السيطرة الرئيسية على أوقيانوسيا، إلى جانب نيوزيلندا التي تُعتبر القارة الثانية، بالإضافة إلى النصف الشرقي من جزيرة غينيا الجديدة.
الزلازل والتسونامي في أوقيانوسيا
تعاني أوقيانوسيا من زلازل متكررة نتيجةً لحركة الصفائح التكتونية، حيث يمكن أن تؤدي الزلازل تحت الماء إلى حدوث أمواج تسونامي المدمرة، التي تسبب أضرارًا فادحة عند وصولها إلى السواحل. واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ هاواي كانت عند تعرض مدينة هيلو لتسونامي في 1 أبريل 1946، مما نتج عنه وفاة 159 شخصًا. كما شهدت بابوا غينيا الجديدة أمواج تسونامي في 17 يوليو 1998، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 2100 شخص وإصابة 1000 آخرين، بالإضافة إلى تشريد أكثر من 10,000 شخص.