التأثير المحتمل للفيتامينات على العقم
تُعتبر الفيتامينات والمعادن جزءًا أساسيًا من العناصر الغذائية الدقيقة الموجودة بشكل طبيعي في الجسم، كما يمكن الحصول عليها من المكملات الغذائية. تلعب هذه الفيتامينات والمعادن دورًا مهمًا في دعم وظائف الجسم المختلفة. يُعتبر اتباع نظام غذائي صحي من أفضل الطرق لضمان حصول الجسم على جميع المغذيات المطلوبة. يُنصح النساء بتناول الفيتامينات قبل الحمل لتجنب المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على الجنين، مثل العيوب الخلقية في الدماغ والعمود الفقري، والتي قد تنشأ في الأسابيع الأولى من الحمل. علاوة على ذلك، قد يُسهم تناول الفيتامينات في تقليل حالات العقم. من الجدير بالذكر أن معظم الدراسات العلمية التي تناولت تأثير الفيتامينات والمكملات الغذائية على الخصوبة والعقم كانت دراسات صغيرة ولا تزال الحاجة قائمة لتأكيد فعاليتها. فيما يلي بعض هذه الفيتامينات:
- فيتامين هـ: تتباين الآراء حول تأثير فيتامين هـ على الخصوبة والعقم. وفقًا لمراجعة نُشرت في عام 2018 في المجلة العربية لجراحة المسالك البولية، فإن فيتامين هـ قد يُحسن من حركة الحيوانات المنوية، مما قد يزيد من خصوبة الرجال بفضل تأثيره المضاد للأكسدة. ومع ذلك، لم تكن هناك أبحاث كافية تثبت فوائد فيتامين هـ للنساء ذوات مشاكل الخصوبة.
- حمض الفوليك: يُعتبر حمض الفوليك الشكل الصناعي لفيتامين ب9، حيث يتم تحويله إلى الفولات في الجسم. يُوجد الفولات بشكل طبيعي في بعض الأطعمة، وقد أظهرت الأبحاث في جامعة Harvard T.H. Chan School of Public Health في عام 2018 أن هذا الفيتامين قد يُساعد في حدوث وثبات الحمل. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتحديد فعاليته. في الرجال، وُجد أن حمض الفوليك مع الزنك قد يُحسن من خصائص الحيوانات المنوية.
- فيتامين ج: يُعرف فيتامين ج بخصائصه المضادة للأكسدة، والتي تُخفف من تأثير الجذور الحرة على الخلايا. تشير بعض الدراسات إلى أن فيتامين ج قد يُحسن من صحة الحيوانات المنوية من خلال تقليل عملية تجزئة الحمض النووي. كانت دراسة عُقدت في عام 2016 في جامعة شيراز الدولية للعلوم الطبية قد أظهرت تحسن تركيز وحركة الحيوانات المنوية للرجال الذين تناولوا فيتامين ج.
- فيتامين د: قد يكون لانخفاض مستوى فيتامين د في الجسم علاقة ببعض مشاكل الخصوبة مثل مشاكل الإباضة. وجدت الأبحاث أيضًا أن معدلات النجاح في عمليات التلقيح الصناعي حتى للأزواج الذين لديهم مستويات مرتفعة من فيتامين د أفضل. تشير دراسة شملت 2700 امرأة خضعن لعمليات الإخصاب في المختبر إلى أن النساء ذوات المستويات الطبيعية من فيتامين د كانت لديهن فرص أكبر في الحمل.
وأشار الباحثون إلى أن هذه النتائج تُبرز العلاقة بين مستويات فيتامين د وحدوث الحمل، ولكنها لا تُثبت أن مكملات فيتامين د تُعزز فرص الإنجاب. حذر الخبراء النساء من تناول جرعات زائدة من فيتامين د، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكم الكالسيوم في الجسم، مما قد يُضر بالعظام والقلب والكلى.
- فيتامينات ب: يُساهم فيتامين ب6 في تقليل مستويات الهوموسيستين، المرتبط بمجموعة من المشاكل الصحية. وجدت دراسة عام 2017 أن تناول حمض الفوليك وفيتامين ب6 وب12 ساهم في خفض مستويات الهوموسيستين لدى النساء.
أهمية المعادن في الخصوبة والعقم
تُعتبر التغذية السليمة ضرورية لتعزيز خصوبة الجسم، وهناك مجموعة من المعادن المهمة التي تلعب دورًا في هذا السياق، نذكر منها:
- الكالسيوم: يعد الكالسيوم من المعادن الأساسية لصحة العظام والتوازن الهرموني. وجدت دراسة أجريت في عام 2013 أن النساء اللاتي يتناولن منتجات الألبان المدعمة بالكالسيوم وفيتامين د لديهن مستويات أعلى من فيتامين د في الدم واحتمالات أقل لمشاكل الإباضة.
- الحديد: يؤدي نقص الحديد إلى فقر الدم، وبالتالي قد يؤدي إلى العقم. يمكن الحصول على الحديد من المصادر الغذائية الحيوانية والنباتية مثل الفول والعدس.
- السيلينيوم: يعتبر السيلينيوم عنصرًا حيويًا يتواجد في عدة مصادر غذائية، ووجدت دراسة في عام 2017 أن الرجال الذين يعانون من انخفاض الحركة في الحيوانات المنوية قد شهدوا زيادة بعد تناول مكملات السيلينيوم.
بالإضافة لذلك، تم رصد أن تناول السيلينيوم في النساء قد يُقلل من خطر حدوث مشاكل في الطور الأصفر, إلا أنه لا توجد دراسات حول تأثير مكملات السيلينيوم في الخصوبة عند النساء.
- الزنك: يُعتبر الزنك معدنًا ضروريًا لنمو الحمض النووي، حيث يرتبط نقصه لدى الرجال بانخفاض عدد الحيوانات المنوية. وأظهرت دراسة في عام 2018 وجود علاقة بين نقص الزنك وانخفاض نتائج تحليل السائل المنوي.
- اليود: يساعد اليود على إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، ويُعد من المعادن الضرورية للأمهات الحوامل. يُنصح النساء اللاتي يُخططن للحمل بالتأكد من استهلاك كميات كافية من اليود لدعم نمو الجنين.
علاقة المكملات بالعقم
قد تُفيدة بعض المكملات الغذائية في تعزيز الخصوبة، لكن يجب الحذر، فبعضها قد تكون له آثار جانبية. تحتوي هذه المكملات على مكونات مثل الفيتامينات، ومضادات الأكسدة، والمركبات العشبية. يجب دائماً استشارة الخبراء قبل تناول أي مكملات قد تحتوي على مكونات عشبية لتفادي أي تفاعلات سلبية مع الأدوية الأخرى.
يُعتبر استخدام المكملات العشبية بديلاً محتملاً لمشاكل العقم، لكن لا يوجد دليل طبي قوي يدعم فعاليتها. في الواقع، قد تؤدي مكونات معينة إلى آثار غير مُتوقعة. أظهرت دراسة من جامعة ويسترن كيب أن الإفراط في استخدام مضادات الأكسدة قد يُسبب تأثيرات عكسية للرجال. لذلك، يجب إجراء أبحاث إضافية لتحديد فعالية هذه المكملات في معالجة العقم.
- مرافق الإنزيم Q10: يُعتقد أن هناك ارتباطًا بين انخفاض مستوى هذا الإنزيم في السائل المنوي لدى الرجال بمشاكل في الحركة. يُحتاج لإجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد تأثيره وتحسين جودة البويضات.
- الكارنتين: تدعم معظم الدراسات فكرة أن تناول مكملات الكارنتين أو الأستيل -كارنتين يُحسن من كمية وحركة الحيوانات المنوية لدى الرجال.
الغذاء ودوره في العقم
يُعرّف العقم بأنه الفشل في حدوث الحمل بعد مرور عام من محاولة الإنجاب، رغم الممارسة المنتظمة للعلاقة الزوجية وعدم استخدام وسائل منع الحمل. تُعتبر التغذية الجيدة عاملاً مُساعدًا على تحسين الخصوبة لدى كلا الجنسين. إن تغييرات بسيطة في نمط الحياة مثل الوزن والنظام الغذائي يمكن أن تُساعد على تحسين فرص الحمل.
من المهم تعزيز التغذية الصحية، حيث يُعتقد أن النظام الغذائي المتوازن قبل الحمل قد يُسهم في تحسين الخصوبة لدى الجميع عن طريق تحسين صحة العوامل الحيوية مثل البويضات والحيوانات المنوية.
- اتباع نظام غذائي يفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية.
- السمنة أو زيادة الوزن، حيث تتداخل مع الدورة الشهرية.
- نقص الوزن، ما قد يؤدي إلى انقطاع الدورة الشهرية.
أطعمة تعزز الخصوبة
تُعتبر التغذية الجيدة أساسية لدعم القدرة على الحمل. يجب على النساء الحفاظ على وزن صحي واختيار أطعمة تعزز صحة الجنين. وكذلك ينبغي على الرجال اتباع نظام غذائي متوازن.
- من الأطعمة المفيدة التي قد تُساعد في تعزيز خصوبة النساء:
- حمض الفوليك: موجود في الخضار الورقية والشوفان والفواكه.
- الكالسيوم: يتوفر في منتجات الألبان.
- الحديد: يُمكن الحصول عليه من اللحوم ونقص الحديد يمكن أن يُؤدي إلى مشاكل في الخصوبة.
- الأحماض الدهنية: تأتي من مصادر مثل الأسماك والمكسرات.
- الأطعمة التي تعزز خصوبة الرجال:
- الزنك: يوجد في المحار واللحوم.
- فيتامين هـ: يُحصل عليه من المكسرات.
- فيتامين ج: يأتي من الفواكه مثل البرتقال.
أطعمة يجب تقليلها
من المهم تقليل تناول بعض الأطعمة التي قد تُؤثر سلبًا على الخصوبة:
- الدهون المتحولة الموجودة في الأطعمة المُصنّعة.
- الكافيين، يجب ألا يتجاوز 200 مليغرام يوميًا.
- الكربوهيدرات المكررة مثل المعكرونة البيضاء.
- الأطعمة المُصنّعة.
نصائح إضافية لتعزيز الخصوبة
على الرغم من وجود حالات عدم وجود علاج مؤكد، هناك بعض الإرشادات التي قد تساهم في تعزيز الخصوبة:
- الحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- تقليل الضغط والتوتر.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- التوقف عن التدخين.
- شرب الماء بكميات كافية.
- تجنب الأدوية الضارة.
- تجنب انواع الرياضات العنيفة لدى النساء.