آداب السلوك أثناء تناول الطعام

ما هو الإتيكيت؟

يُعرف الإتيكيت بأنه الفن السلوكي للحياة أو فن التعامل مع الناس. إنه علم يشمل الأنشطة الإنسانية والمعايير السلوكية المنظِّمة لها. يعود أصل المصطلح إلى الثقافة الغربية، حيث يرتبط بجوانب السلوك البشري وتطبيق الحكمة في التعامل الاجتماعي. ويشير ديل كارنيجي، في كتابه “فن التعامل مع الناس”، إلى أن الإتيكيت هو فن نبيل ويدل على آداب السلوك الإنساني، وهو يتطلب قواعد خاصة تُطبق بشكل شامل في كل أنحاء العالم. يُعبر الإتيكيت عن سلوك الفرد المهذب وخصائصه الحميدة التي تظهر في تفاعلاته مع الآخرين، ويعتبر ممارسة اختيارية لا تفرض على الأفراد.

وفقاً للموسوعة البريطانية، يُعرف الإتيكيت بأنه سلوك يساعد الفرد على التفاعل بشكل متناغم مع الآخرين والبيئة المحيطة به. إنه يعكس التصرف الجيد واللباقة في التعامل، مما يسهم في بناء علاقات اجتماعية ناجحة، حيث يحترم الفرد نفسه ويُظهر الاحترام للآخرين. يعتقد البعض أن الإتيكيت هو مجرد مجموعة من تقاليد الغرب التي يسعى الأفراد لتقليدها ليظهروا كأشخاص متقدمين، لكن ذلك يُبعد الكلمة عن معناها الحقيقي. إذ أن كلمة “إتيكيت” في أصلها فرنسية وتعني “السلوك المُهذب”. بشكل عام، يُضبط الإتيكيت السلوك الاجتماعي، خاصة مع انفتاح العالم على بعضه البعض، مما أدى إلى اعتباره ضرورة اجتماعية لا غنى عنها. وقد أُقيمت من أجله عدة مؤتمرات واتفاقيات في الزمن الماضي.

إجمالًا، يُعتبر الإتيكيت فناً وعلمًا قائمًا بذاته مثله كمثل العلوم الأخرى. إنه شكل من أشكال الاحترام الفردي تجاه الذات والآخرين، ويعكس التعامل الحسن واللطيف معهم. يُمكن القول إن الإتيكيت يمثل الأناقة السلوكية، فليس من الضروري أن تقتصر الحضارة على الأناقة في الملابس والمنازل فقط، بل تشمل الأناقة السلوكية أيضاً. أما مرجعية الإتيكيت فهي الثقافة الإنسانية الشاملة والتي تكون غالبًا متقاربة بين البلدان، وتشمل المعاني العربية لهذا المصطلح: الذوق العام، الذوق الاجتماعي، وآداب السلوك الاجتماعي، بالإضافة إلى القدرة على التصرف في المواقف الحرجة بنجاح. إنه يُعبر عن تنسيق السلوك الاجتماعي وفقاً للقواعد المعاصرة ويمثل رمزًا أخلاقيًا ينبع من داخل الفرد، ويعكس تقاليد المجتمع الذي ينتمي إليه.

إتيكيت مائدة الطعام

قد يشعر بعض الأشخاص بالخجل عند الجلوس على مائدة الطعام مع آخرين، خاصةً في الفعاليات الرسمية مثل الاجتماعات واللقاءات الخاصة. ولكن يُمكن تجنب الإحراج من خلال معرفة بعض القواعد الأساسية الخاصة بتناول الطعام، ومن أبرز هذه القواعد ما يلي:

  • يجب على المدعو الانتظار للدعوة للجلوس قبل الجلوس على المائدة.
  • يُفضل عدم البدء في تناول الطعام إلا بعد إشارة من المضيف أو المضيفة، حيث تدل الإشارة على بدء تناول الطعام.
  • يمكن طلب أشياء غير متوفرة على المائدة بطريقة لبقة، لكن يُفضل تجنب طلب أطباق غير متاحة.
  • ينبغي الاستراحة أثناء تناول الطعام، ويفضل عدم وضع الذراعين على المائدة.
  • لا يُفضل بدء الوجبة بتناول الخبز.
  • عند تمرير المملحة، يُفضل تمريرها للشخص الجالس بجوار الشخص المطلوب بدلاً من مد اليد أمام الآخرين.
  • يُفضل وضع فوطة المائدة على الركبة، ويُستحسن عدم فردها بشكل كامل.
  • في حالة تساقط الطعام على الملابس، يمكن إزالته بواسطة الشوكة أو السكين النظيفة.
  • عند استخدام المملحة، يجب أخذ القليل من الملح بطريقة أنيقة، مع مراعاة عدم ملامسة المملحة للطعام.
  • يجب الامتناع عن استخدام عيدان تنظيف الأسنان على المائدة، ويمكن طلبها عند الحاجة.
  • يمكن تناول الفاكهة الصلبة باليد، بينما يجب تقشير الأنواع الأخرى وتقطيعها باستخدام الشوكة والسكين.
  • يمكن شرب الحساء باستخدام الملعقة أو من الكوب، مع تجنب إصدار صوت من الملعقة أثناء ذلك.
  • يُفضل تناول الحلوى بالشوكة أو الملعقة، بينما يُفضل تناول المثلجات باستخدام الملعقة.
  • تُقطع قطع الخبز باليد، ومن غير اللائق دهن الخبز بالزبد بطريقة تُوقع الفتات.
  • يُفضل ترك المشروبات الساخنة لتبرد قليلاً، مع تقليل الصوت عند الشرب.
  • عند تقديم الشاي، يجب التخلص من كيس الشاي بطريقة مرتبة.
  • يجب على المدخنين الامتناع عن التدخين في المناسبات الاجتماعية الرسمية.
  • إذا كان التدخين مسموحًا، ينبغي عدم إطفاء أعقاب السجائر في الأكواب.

إتيكيت تناول الطعام على المائدة

من المهم معرفة أساسيات إتيكيت الطعام لتفادي الإحراج في المناسبات أو بين مجموعة من الأشخاص. ومن الأساسيات المهمة:

  • يجب مضغ الطعام بفم مغلق لتجنب تطاير المذاق ولتقليل الضوضاء الناتجة عن المضغ.
  • تناول لقيمات صغيرة للمساعدة في إبقاء الفم مغلقاً أثناء المضغ.
  • تجنب التحدث أثناء مضغ الطعام، والانتظار حتى البلع.
  • اتخاذ رشفات صغيرة للأطعمة الساخنة لتفادي تلطيخ الملابس أو الطاولة.

إتيكيت تناول بعض الأطعمة

قد يكون تناول بعض الأطعمة بشكلٍ لائق أمام الآخرين تحديًا، ولهذا يُنصح بتجنب تناولها في المناسبات الاجتماعية أو التدرب على كيفية تناولها. ومن هذه الأطعمة:

  • الزيتون: تتم إزالة البذور باستخدام الأصبع.
  • الحساء: يُفضل إمالة الطبق أثناء تناول الحساء مع غمس الملعقة بعيداً عن الشخص.
  • الدجاج: يمكن استخدام الأصابع في الوجبات العادية، ولكن في المناسبات الرسمية يُفضل استخدام الشوكة والسكين.
  • الإسباجيتي: تُلف بالشوكة بعد سكبه في الطبق، ويمكن استخدام ملعقة لتسهيل ذلك.

نصائح لإتيكيت المائدة

إليكم بعض النصائح والإرشادات العامة لإتيكيت المائدة:

  • يجب تأكيد الحضور للدعوة عند تلقيها، لمساعدة المضيف في التحضير.
  • من المستحب إحضار هدية بسيطة للمضيف كعلامة تقدير.
  • ينبغي الانتظار لإشارة المضيف قبل المغادرة بعد الانتهاء من الطعام.
  • يُنصح بالانتظار قرابة ساعة بعد الوجبة قبل المغادرة.
  • استحسن إرسال رسالة شكر للمضيف، مع التعليق الإيجابي على الوجبة.

إتيكيت تقديم الطعام

تعد طريقة تقديم الطعام جانباً مهماً يتجاهله الكثيرون. يختلف أسلوب التقديم حسب المناسبة، وفيما يلي بعض النصائح لتقديم الطعام وفق قواعد الإتيكيت:

إتيكيت تقديم الطعام في الحفلات الصغيرة

في الحفلات الصغيرة مع الأصدقاء والعائلة، يُنصح بتقديم مقبلات وأطعمة صغيرة. يُفضل إعداد بوفيه ذاتي الخدمة، حيث يُتيح للضيوف حرية اختيار ما يناسبهم ويُسهل عملية تقديم الطعام.

إتيكيت ترتيب المائدة في المناسبات المختلفة

تقديم الطعام يُعتبر فنًا يتطلب إبداعًا، وإليك بعض قواعد الإتيكيت لتقديم الطعام:

  • اختيار الألوان المُريحة للنظر، حيث أن المظهر يؤثر على تجربة تناول الطعام.
  • تخصيص طاولة للضيوف لتسهيل الترتيب والتنسيق.
  • يجب تقديم الحلوى والقهوة جانبًا، بعد التأكد من تنظيف المائدة جيدًا من آثار الوجبة الرئيسية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *