آثار خلل الغدة الدرقية على تساقط الشعر

الغدة الدرقية

تقع الغدة الدرقية في منطقة الرقبة، أسفل تفاحة آدم، وتعتبر واحدة من الغدد الصماء الهامة التي تلعب دورًا محوريًا في تنظيم العديد من العمليات الحيوية داخل جسم الإنسان، مثل عمليات التمثيل الغذائي. يتم ذلك من خلال إفراز هرمونات تتحكم في نشاط خلايا متعددة في الأنسجة الأخرى. تتميز الغدة الدرقية بشكلها المميز الذي يشبه الفراشة. من المهم الإشارة إلى أنه يمكن أن تحدث عدة اضطرابات تؤدي إلى زيادة إفراز هرمونات الغدة الدرقية، مما يُعرف بحالة فرط نشاط الغدة الدرقية. بالمقابل، هناك اضطرابات تؤدي إلى نقص إفراز هذه الهرمونات، مما يُعرف بقصور نشاط الغدة الدرقية. في كلا الحالتين، يمكن أن يتسبب اضطراب مستوى هرمونات الغدة الدرقية في مشاكل مثل جفاف الشعر وتقصّفه، وكذلك قد يصبح شعر فروة الرأس وشعر الجسم رقيقًا وعرضة للتساقط.

الغدة الدرقية وتساقط الشعر

تمر بصيلات الشعر بدورة نمو طبيعية تتكون من مرحلتين رئيسيتين: مرحلة النمو ومرحلة السكون، التي يتم فيها تساقط الشعر. للحفاظ على صحة الشعر، يجب أن يتواجد عدد كافٍ من بصيلات الشعر في مرحلة النمو لتعويض الشعر المتساقط في مرحلة السكون، مما يساعد على الحفاظ على كثافة الشعر. لذا، أي زيادة في عدد بصيلات الشعر في مرحلة السكون يمكن أن يضعف الشعر ويؤدي لتساقطه بشكل أكبر من المعتاد. إن مشاكل الغدة الدرقية تؤثر بشكل مباشر على نمو الشعر، سواء كانت بسبب فرط إفراز هرمونات الغدة الدرقية أو قصورها. يتميز تساقط الشعر الناتج عن مشاكل الغدة الدرقية بالانتشار العام في فروة الرأس بدلاً من كونه محصورًا في مناطق معينة، مما يؤثر على الكثافة والمظهر العام للشعر دون ظهور بقع صلعاء. من الجدير بالذكر أن تساقط الشعر الناتج عن مشاكل الغدة الدرقية يظهر عادة بعد عدة أشهر من بدء المشكلة وذلك بسبب طول دورة نمو الشعر.

علاج تساقط الشعر الناتج عن مشاكل الغدة الدرقية

عند علاج قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية باستخدام الجرعات المناسبة من الأدوية وتنظيم الاضطراب الهرموني، يمكن أن يتم علاج تساقط الشعر تلقائيًا في معظم الحالات. لكن من المهم أن يتحلى المريض بالصبر، حيث قد يستغرق الأمر عدة أشهر بعد بدء العلاج لتحفيز نمو الشعر من جديد. لذلك، يُنصح بالتشاور مع الطبيب حول إمكانية استخدام أدوية متخصصة لعلاج تساقط الشعر مثل مينوكسيديل في فترة الانتظار. ويجب العلم أن الشعر الجديد الذي قد يبدأ في النمو قد يختلف قليلاً في الملمس واللون عن الشعر الأصلي. من ناحية أخرى، قد يؤدي استخدام أدوية علاج فرط نشاط الغدة الدرقية أيضًا إلى تساقط الشعر، كما أن هرمون ليفوثيروكسين، المستخدم لتعويض النقص في هرمونات الغدة الدرقية، قد يتسبب في تساقط الشعر، خصوصًا في الشهر الأول للعلاج. يُعتبر هذا التأثير الجانبي مؤقتًا وعادةً لا يترك آثارًا دائمة.

أعراض قصور الغدة الدرقية

قصور الغدة الدرقية يشير إلى نقص في إفراز هرمونات الغدة الدرقية. غالبًا ما يحدث هذا بسبب التهاب الغدة الدرقية المزمن، أو تلف ناتج عن العلاج الإشعاعي، أو نتيجة إزالة الغدة الدرقية. في البداية، قد لا تظهر أعراض واضحة، لكن إذا لم يتم معالجة النقص يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية عديدة مثل السمنة وآلام المفاصل وأمراض القلب. تختلف أعراض قصور الغدة الدرقية من شخص لآخر وتعتمد أيضًا على شدة الحالة، ومن بين هذه الأعراض:

  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • جفاف الجلد.
  • زيادة الحساسية تجاه البرودة.
  • الإصابة بالإمساك.
  • زيادة الوزن.
  • مواجهات في الذاكرة.
  • وجود تضخم في الغدة الدرقية في بعض الحالات.
  • ضعف العضلات.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • انخفاض معدل ضربات القلب.
  • ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
  • اضطراب الدورة الشهرية وعدم انتظامها.
  • بحة الصوت.

عوامل الخطر للإصابة بقصور الغدة الدرقية

يمكن أن يتعرض أي شخص للإصابة بقصور الغدة الدرقية، لكن هناك فئات معينة أكثر عرضة لذلك، ومن بين هذه الفئات:

  • النساء.
  • الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم 60 عامًا.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بقصور الغدة الدرقية.
  • الأشخاص المصابون بأمراض مناعية ذاتية مثل حساسية القمح.
  • الذين تلقوا علاجًا إشعاعيًا في منطقة الرقبة أو الجزء العلوي من الصدر.
  • النساء خلال فترة الحمل حتى ستة أشهر بعد الولادة.

مضاعفات ناتجة عن قصور الغدة الدرقية

يمكن أن يؤدي عدم علاج قصور الغدة الدرقية إلى العديد من المضاعفات الصحية، منها:

  • مشاكل في القلب والأوعية الدموية: حيث يمكن أن يؤثر نقص هرمونات الغدة الدرقية على صحة القلب نتيجة زيادة مستوى الكوليسترول الضار.
  • العقم: يؤثر قصور الغدة الدرقية على خصوبة الرجال والنساء، حيث أن هرمونات الغدة الدرقية تنظم أيض الهرمونات الجنسية التي تتحكم في إنتاج الحيوانات المنوية والبويضات. تشير الدراسات إلى أن هذا القصوري يمكن أن يؤدي إلى ضعف في الانتصاب وانخفاض الرغبة الجنسية لدى الرجال، إضافة إلى إنتاج أشكال غير طبيعية من الحيوانات المنوية.
  • مشاكل في الجهاز العصبي: قد يتسبب قصور الغدة الدرقية على المدى الطويل في تلف الأعصاب الطرفية، مما يؤدي إلى ضعف العضلات أو تنميل وآلام في الأطراف.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *