العالم لابلاس
يُعتبر بيير لابلاس عالماً مميزاً في مجالات الفيزياء والرياضيات وعلم الفلك، حيث وُلِد في فرنسا ويعد من أبرز العلماء الفرنسيين في التاريخ. قدم لابلاس مساهمات غزيرة ساعدت في تطوير العديد من النظريات العلمية في الفيزياء، كما عمل على وضع الأسس والقواعد في الرياضيات ونجح في ربط الأبحاث الفلكية بالميكانيكا، فضلاً عن إسهامه الكبير في صياغة نظرية الاحتمالات التي كان لها تأثير كبير على علم الرياضيات، وأعانت في فهم منهج نيوتن في التحليل الرياضي.
حياة العالم لابلاس
وُلِد لابلاس في مدينة بومونت أون أوجيه الفرنسية بتاريخ 23 مارس عام 1749م. بعد إنهاء دراسته، شغل منصب مدرس في الكلية العسكرية في باريس عام 1771م، ومن ثم انتقل للتدريس في أكاديمية باريس. خلال فترة تدريســه، حصل على منحة لدراسة الفيزياء وعلم الفلك، مما سمح له بالانضمام لقسم الرياضيات في الأكاديمية لمتابعة أبحاثه التي تربط بين الرياضيات وعلم الفلك. خلال هذه الفترة، أعد العديد من الأبحاث حول الفلك وحركة الكواكب، وألف مؤلفات في مجالات التفاضل والتكامل.
في عام 1812م، أعلن عن نظرية الاحتمالات التي ربط فيها بين العديد من المفاهيم الرياضية، مما جعلها تتداول بشكل واسع بين الأكاديميين وطلاب الرياضيات. ولقد أسهمت هذه النظرية في تغيير الكثير من المفاهيم القديمة المتعلقة بتحليل الاحتمالات. بعد العديد من الإنجازات العلمية، توفي لابلاس في 5 مارس 1827م.
مساهمات لابلاس العلمية
الميكانيكا السماوية
كان مصطلح الميكانيكا السماوية من ابتكار لابلاس، حيث استخدمه لشرح حركة الأجسام السماوية كالكواكب والنجوم. حرص على دمج أفكاره في الميكانيكا مع علم الفلك الرياضي من خلال كتابة العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع. وقد جمع كل الدراسات التي توصل إليها في مجلدات دراسية، تجاوز عدد طبعاتها الثلاث. ومن النقاط البارزة التي تناولها في مجال الميكانيكا السماوية تحليل مكونات مجرة درب التبانة والسديم الفضائي والثقوب السوداء، بالإضافة إلى دراسات متعلقة بالضوء وسرعته.
نظرية الاحتمالات
استند لابلاس إلى دراسة الفيزياء في تطوير نظرية الاحتمالات بالاستناد إلى الصيغة المعروفة في هذه النظرية، حيث وضع قانوناً لدراسة الاحتمالات، وهو:
Pr = s+1/n+2
تفسير هذا القانون ينص على أن نتيجة الاحتمال بين النجاح والفشل (Pr) يعتمد على قيمة الاحتمال (s)، حيث يتم جمع 1 وقسمة عدد مشاهدات الاحتمال (n)، ثم جمع 2.
قدم لابلاس مثالاً عملياً عن احتمال شروق الشمس في اليوم التالي لتوضيح نظرية الاحتمالات، لكن فكرته قوبلت بالرفض. رغم ذلك، ما زال القانون الذي وضعه حول نظرية الاحتمالات مستخدماً في العديد من الدراسات في مجالات الفيزياء والرياضيات.