العوامل المؤثرة في كفاءة الأداء الوظيفي
يؤثر عدد من العوامل في كفاءة الأداء الوظيفي للعاملين، ومن بين هذه العوامل:
بيئة العمل
تعتبر بيئة العمل المحيطة بالموظف عاملًا حاسمًا في تحديد مزاجه وانضباطه وكفاءته العامة داخل المؤسسة. لذا يتعين توفير بيئة عمل تدعم العاملين وتساهم في زيادة إنتاجيتهم. تشمل هذه البيئة العناصر الهيكلية مثل الإضاءة، والتهوية، الأثاث، والمعدات المكتبية، بالإضافة إلى أجواء العمل في الشركة. فإذا كان الجو المهيمن على بيئة العمل مبنيًا على التعاون، والمنافسة الإيجابية، والفهم المتبادل، فسوف يشعر الموظفون بالحماس والدافع لأداء واجباتهم بكفاءة.
يسهم العمل في بيئة صحية ودعم الزملاء لبعضهم الآخر بشكل كبير في تعزيز القدرة الإنتاجية. ويمكن تحقيق هذا المناخ الإيجابي من خلال تعزيز قيم مثل: الشفافية، والتعاون، والعمل الجماعي، والإنجاز، وجعلها جزءًا متكاملًا من ثقافة الشركة. كما يمكن تكريم الموظفين الذين يظهرون التزامًا بهذه القيم خلال عمليات التقييم.
أهداف العمل
تعد تحديد أهداف العمل بشكل واضح من العوامل الفعّالة في رفع مستويات الإنتاجية، إذ أنها تمثل معايير يقاس من خلالها أداء العاملين. معظم الشركات تقيم إنتاجية موظفيها من خلال مدى تحقيقهم لتلك الأهداف. لذا يُعتبر توضيح الأهداف للموظفين وسيلة فعالة لتحفيزهم على توجيه جهودهم نحو إنجاز المهام المطلوبة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد وضع الأهداف في تقليل أي غموض قد يواجه الموظف. فعندما يدرك الموظفون ما يتوجب عليهم تحقيقه، لن يواجهوا تساؤلات حول من يتعين عليه القيام بمهمة معينة، أو ما هو المتوقع منهم إنجازه، أو المواعيد النهائية للتسليم، مما يتيح لهم صرف وقتهم في إتمام الأعمال بفعالية.
العلاقات مع الزملاء والقادة
إن العمل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص يمكن أن يؤثر بشكل ملحوظ على أداء الموظف، سواء بشكل إيجابي أو سلبي. حيث أن القدرة على تبادل الأفكار ووجهات النظر تعزز حرية الموظف في العمل، مما يتيح له إمكانية تحقيق أهدافه الشخصية ويعزز إنتاجيته. ومن الضروري أن يتحلى الموظف بموقف إيجابي تجاه زملائه لتعزيز التناغم بين الفريق.
يساعد العمل مع أفراد مختلفين أيضًا في تعزيز مهارات التعاون بينهم، مما يساهم في تطوير أفكار مبتكرة لمشاريعهم. كما يعزز التواصل وتبادل المعلومات ويساعد في بناء روح الانتماء بين الموظفين لتحقيق أهداف مشتركة.
ولا يمكن إغفال الدور الحيوي الذي يلعبه القادة؛ إذ أن تأثير القائد الجيد يُلهم أعضاء الفريق ويحفزهم على التحلي بموقف إيجابي. كما يقدم القادة الدعم والمعرفة والتدريب اللازمين للموظفين لتحسين مهاراتهم، مما يسهم في تحسين أدائهم بشكل ملحوظ.
المهارات والصفات الشخصية
تُعد المهارات والخصائص الشخصية عناصر أساسية تؤثر في مستوى أداء الموظف. حيث ينبغي أن يملك الفرد المهارات المناسبة للوظيفة التي يشغلها. فقد يبدو الشخص مُبهرًا خلال المقابلات ولكن يمكن أن يتسبب ذلك في خيبة أمل في الأداء الفعلي إذا لم تتوافق مهاراته مع متطلبات الوظيفة.
على الرغم من إمكانية تدريب الموظفين لتطوير مهاراتهم، إلا أنه قد يفتقر بعضهم إلى سمات شخصية معينة مثل الثقة أو الحزم. ومن المهم الإشارة إلى أنه لا يمكن تغيير الطبيعة الشخصية للفرد، لكن يمكن تعزيز أفضل ما لديه من خلال الندوات وورش العمل التحفيزية.