الحكمة من مشروعية الحج والعمرة
قد شرع الله سبحانه وتعالى الحج والعمرة لعدد من الحكم المهمة، ومن بينها:
- عبر هذه الفريضة، يُظهر المسلم شكره لله تعالى على نعمة الصحة والمال الذي استخدمه فيما يرضيه، مما يعكس عبوديته له.
- تجسد الوحدة والأخوّة الإسلامية حيث يرتدي الجميع نفس الملابس، ويعبدون إله واحد، ويتجهون نحو قبلة واحدة، ليُزيل ذلك كل الفروقات بينهم من حيث اللون والجنس واللغة والوطن.
- تشكل هذه المناسك مدرسةً لتعزيز العمل الصالح والإيمان، فيكتسب المسلم التواضع والصبر، ويتذكر أهوال يوم القيامة، ويشعر بلذة عبادة الله، مما يساعده على إدراك عظمة الخالق عز وجل.
- تُعتبر تجسيداً لأخلاق الأنبياء والرسل في عبادتهم وجهادهم ومواقفهم.
- تعمل بمثابة ميزانٍ يمكن المسلمين من التعرف على أحوال بعضهم البعض، سواء في العلم أو الجهل، الغنى أو الفقر، الاستقامة أو الانحراف.
- تمثل فرصة لكسب الأجر، ومغفرة الذنوب، ونزول الرحمة الإلهية، وتكفير السيئات.
حكم الحج
لقد اتفق علماء الأمة على وجوب الحج على المسلم مرة واحدة في حياته، وقد استندوا إلى الكتاب والسنة النبوية في ذلك، مع وجود استثناءات لبعض الحالات الطارئة التي قد تجعل الحج واجباً أكثر من مرة، مثل نذر المسلم لأداء الحج. كما يُحرم الحج إذا كان من مال حرام، ويُعتبر مكروهاً إذا خرج المسلم لأداء الحج دون إذن ممن يجب عليه استئذانه، كوالديه أو أي شخص يحتاج إلى رعايته مثل الدائن الذي لا يملك سداد ديونه. وقد اختلف العلماء في ما إذا كان الحج واجباً على الفور أو يمكن تأخيره؛ حيث يذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى القول بأن الحج واجب على الفور، بينما يرى الشافعية وأحمد أن الحج واجب على التراخي مستندين إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يؤدِ الحج فور تشريعه من الله.
حكم العمرة
أجمع أهل العلم على مشروعية العمرة، لكنهم اختلفوا في وجوبها. حيث يرى كل من الإمام مالك وأبو حنيفة أنها سنة مستحبة وليست واجبة، وهو الرأي الذي أيده ابن تيمية. بينما يعتقد الشافعي وأحمد أن العمرة واجبة، وقد اعتمد هذا الرأي الإمام البخاري، في حين ذهب ابن باز إلى أنها كالحج، حيث تجب مرة واحدة في العمر.
