المواد المستخدمة في بناء صومعة الكتبية
تألف بناء صومعة الكتبية من مجموعة متنوعة من المواد، حيث تم استخدام الحجارة والطوب والخشب كأساس للبناء. في تصميم صومعة الكتبية، تم الاعتماد على السيراميك والجص والخشب، إذ بُني المسجد في الأساس من الطوب، الذي شكل الأعمدة والأروقة والمحراب وجدار القبلة. بينما استخدم الحجر الرملي لإنشاء الجدران الخارجية التي تواجه الاتجاهات الجنوبية والشرقية والغربية، في الوقت الذي استند فيه الجدار الشمالي إلى جدار قلعة المرابطين.
تم استخدام بلاط السيراميك باللون الأخضر لتزيين المئذنة وإحاطتها، بينما تم بناء جسم المئذنة من الطوب الرملي الكبير الحجم. كما تُشير المعلومات إلى أن الزخارف المنحوتة المحيطة بالأطراف المقوسة مصنوعة أيضًا من الحجر الرملي.
ما هي صومعة الكتبية؟
تُعرف صومعة الكتبية أيضًا بمسجد الكتبية، أي مسجد بائعي الكتب، وتقع في مدينة مراكش المغربية. يعود تاريخ بنيانه إلى فترة سقوط المرابطين ودخول الموحدين إلى المغرب، حيث قام عبد المؤمن ببناء مسجد كبير في موقع قصر المرابطين.
بُني المسجد على أرض شبه منحرفة تُعتبر من الأراضي المقدسة في المغرب، ويتكون مكان الصلاة من 17 بلاطة تمتد بشكل متعامد على اتجاه القبلة بشكل حرف (T). يُذكر أن هذا النمط المعماري كان شائعًا في بلاد ما بين النهرين في القرن التاسع.
تبلغ ارتفاع مئذنة صومعة الكتبية 77 مترًا، بينما يبلغ عرض جوانب المئذنة 13 مترًا. علاوة على ذلك، يعد مسجد الكتبية الأهم في مدينة مراكش، ويعتبر أيضًا الأكثر أهمية في الإمبراطورية الموحدية التي امتدت من إسبانيا إلى غرب المغرب.
تاريخ صومعة الكتبية
تم إنشاء مسجد الكتبية من قبل الحاكم الموحد عبد المؤمن مرتين بتصميم مشابه في نفس الموقع خلال القرن الثاني عشر، وقد اكتمل بناء المسجد الأول عام 1157م، بينما بدأ بناء المسجد الثاني بعد عام واحد وانتهى في عام 1162م. تجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد دليل صارم يفسر سبب بناء عبد المؤمن لمسجدين متشابهين تقريبًا في نفس الموقع خلال فترة زمنية قصيرة.
توجد بعض النظريات حول أسباب بناء هذين المسجدين في نفس المكان، مثل:
- أن المسجد الثاني بُني لتعديل اتجاه القبلة غير الدقيق في المسجد الأول، إلا أن اتجاه القبلة في المسجد الثاني أقل دقة من الأول.
- أن المسجد الثاني كان أوسع لاستيعاب العدد المتزايد من سكان مدينة مراكش، وبالتالي توفير مكان إضافي للمصلين.
- رغبة عبد المؤمن في إنشاء عدة مباني عامة لتعزيز إرثه الشخصي كونه بانيًا عظيمًا.