فن العصور القديمة قبل التاريخ

مفهوم فنون ما قبل التاريخ

يشير مفهوم فنون ما قبل التاريخ إلى جميع أشكال الفن التي وُجدت قبل أن يبدأ الإنسان في تسجيل الأحداث التاريخية. تقدم القطع الأثرية من هذه العصور لمحة عن بدايات فنون الصورة والحرف اليدوية، حيث كان الفن وسيلة للتفاعل بين المجتمعات البشرية المختلفة، بالإضافة إلى كونه تعبيراً عن أنماط حياة القبائل القديمة من خلال الرسوم والنقوش على الجدران والكهوف. يعتبر تمثال فينوس ويلندورف أحد أبرز الأعمال الفنية من هذه الحقبة.

أهمية فنون ما قبل التاريخ

تتضح أهمية دراسة فنون ما قبل التاريخ من خلال دلالتها على حياة الأفراد الذين عاشوا في تلك الأزمنة. فيما يلي توضيح لبعض أشكال هذه الفنون:

• النقوش: يعتقد بعض الباحثين أن العديد من الأعمال الفنية من فترة ما قبل التاريخ وُضعت بشكل متراكم، مما يعكس رغبة البشر في التعبير عن استمراريتهم. تُعد النقوش والرسوم والهياكل الموجودة على جدران المعابد والكهوف أمثلة على ذلك.
• صور الحيوانات: تتعدد صور الحيوانات التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث ساعدت في التعرف على الأنواع الحيوانية التي كانت موجودة في تلك العصور، والتي كان الإنسان يعتمد عليها في حياته اليومية مثل الصيد. من بين هذه الحيوانات هناك الماموث والغزال الضخم، بالإضافة إلى الخيول والخنازير البرية والأسماك والطيور والرنة والثيران الأمريكية، اللاتي تم تمثيلهن بكثرة في هذه المرحلة.
• المرأة: توجد بعض التماثيل القديمة المنحوتة على شكل نساء، مثل تمثال فينوس ولندروف، والتي تساعد الباحثين في فهم الوضع الاجتماعي والاهتمامات المرتبطة بجسد المرأة وعلاقتها بالحمل والخصوبة.
• الفخاريات والمزهريات: يُعتبر إنتاج المزهريات الفخارية خطوة مهمة في تطور الصناعات اليدوية نحو السيراميك، وقد وُجدت آثار لفخاريات في كل من الصين ومصر وأجزاء من وسط وجنوب أوروبا.

أمثلة على فنون ما قبل التاريخ

توجد العديد من الأمثلة على فنون ما قبل التاريخ، وفيما يلي بعض من أبرزها:

• كهف التاميرا: يُعتبر هذا الكهف أول اكتشاف لفنون ما قبل التاريخ في عام 1879 على يد الإسباني مارسيلينو سانز دي ساوتولوا وابنته، وهو يقع على سفح تلة التاميرا شمال إسبانيا.
• ستونهنج: وهو تشكيل حجرية ضخمة تشبه الأعمدة، موضوعة بجانب بعضها البعض، وقد يكون نحتها قد خدم كأداة للتقويم أو لقياس الوقت في تلك الفترة.
• كهف لاسكو: يتواجد هذا الكهف في فرنسا ويحتوي على مجموعة متنوعة من الرسومات، من بينها رسمة لحصان يُعتقد أنها ترتبط بطقوس الصيد. وقد وُجدت آثار للرماح على جدران الكهف المجاورة.