التربية الإعلامية: أهمية تنمية المهارات للتمييز بين المعلومات ووسائل الإعلام

مفهوم التربية الإعلامية

تُعتبر وسائل الإعلام والاتصال من أبرز مظاهر العصر الحديث، حيث تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل قناعات الناس واهتماماتهم. ومن هنا، تظهر أهمية منهج التربية الإعلامية كضرورة ملحة، إذ تتماشى مع أساليب حياة الطلاب وتساهم في خلق بيئة تفاعلية مثمرة بين الطلاب والمعلمين. تُعدّ هذه العملية شاملة، تستهدف تعزيز الوعي الإعلامي من خلال ممارسة صياغة النصوص الإعلامية، وتقييم الخطاب الإعلامي السائد عبر القنوات التقليدية والوسائل الجديدة. كما تشمل دراسة سلوكيات الجماهير وأنماط ردود أفعالهم. ومن جهة أخرى، فتحت شبكات التواصل الاجتماعي آفاقًا جديدة في مجال التربية الإعلامية، مقدمة بذلك أسئلة وأجوبة مبتكرة.

أهمية التربية الإعلامية

تتزايد أهمية التربية الإعلامية كضرورة حيوية للأجيال الجديدة، التي شهدت تقدمًا هائلًا في تقنيات الاتصال والتواصل. إذ أن استهلاك المحتوى الإعلامي دون وعي أو إدراك يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير محسوبة. لذلك، يُعدّ من الضروري تعزيز ثقافة المجتمع وإشراكه في إنتاج محتوى إعلامي ذي قيمة ومعنى. إن اكتساب هذه المهارات والوعي الثقافي يترك أثره طوال حياة الفرد، ويُعتبر مؤشرًا على نمو المجتمع ورقيّه. وقد أكدت منظمة اليونسكو على مركزية هذا الدور، حيث نصّت على أن (التربية الإعلامية جزء من الحقوق الأساسية لكل مواطن في جميع أنحاء العالم).

التطور العالمي للتربية الإعلامية

واجه مفهوم التربية الإعلامية العديد من التحديات عند نشأته، خصوصًا في جانب التطبيق العملي. إذ كان هناك زيادة في ظاهرة متابعة الأطفال للتلفاز وأشرطة الفيديو، واهتمام الشباب بالمجلات والأفلام. لذلك، تم تخصيص الندوة العامة لليونسكو عام 1982 لمناقشة قضايا التربية الإعلامية والتحديات التي تواجهها، انطلاقًا من أن وسائل الإعلام أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس، مما يستدعي تعزيز الوعي بكيفية استخدامها بشكل صحيح في المناهج التعليمية في المدارس والجامعات، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من هذه الوسائل.

أصبح مفهوم التربية الإعلامية منهجًا معتمدًا في العديد من البلدان، حيث بادرت أستراليا بتطبيقه كجزء من المنهج الدراسي الإلزامي بدءًا من مرحلة الروضة وصولاً إلى الصف الأول الثانوي. وفي القارة الآسيوية، كانت الفلبين هي الأولى التي دمجت التربية الإعلامية في نظام التعليم، وقد لحقتها دول أخرى في تطبيق سياسات تجعل من التربية الإعلامية جزءًا أساسيًا من المناهج الدراسية الجامعية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *