لقاح الدرن: أهميته وأعراضه

يعتبر تطعيم الأطفال في مراحلهم المبكرة من الأمور الحيوية، حيث يوفر لهم درعًا واقيًا ضد الأمراض مدى الحياة. وهذا السبب يدفع الدول، بما في ذلك مصر، لتقديم هذه التطعيمات بشكل مجاني للأطفال، لضمان نشوء جيل يتمتع بصحة جيدة ويفتقر للأمراض المزمنة مثل الدرن، شلل الأطفال، والحصبة وغيرها.

ما هو تطعيم الدرن؟

عندما تستقبل الأم مولودها الجديد، يكون من الطبيعي أن تبدي اهتمامًا كبيرًا بالتطعيمات اللازمة لطفلها. من بين هذه التطعيمات، يأتي تطعيم الدرن المعروف أيضًا باسم السل.

الدرن هو مرض جرثومي ينتج عن عدوى بكتيرية تنتقل بشكل أساسي عن طريق استنشاق الهواء الملوث. من المعتاد أن يترك تطعيم الدرن أثرًا أو علامة واضحة على جسم الطفل بعد تلقيه، وهذا أمر عادي ومتعارف عليه. ومع ذلك، قد تطرأ بعض المضاعفات التي تحتاج إلى استشارة الطبيب.

ويُصنف الدرن على أنه مرض معدٍ يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل التعب، السعال، الحمى، وضيق التنفس. عادةً ما تصيب هذه العدوى الرئتين، لكنها قد تؤثر أيضًا على مناطق أخرى من الجسم مثل الغدد الليمفاوية، العظام، المفاصل، والكلى، وفي بعض الحالات الشديدة، يمكن أن تؤدي إلى التهاب السحايا.

ينتقل مرض الدرن من شخص لآخر عبر السعال، العطس، أو البصق، ويمثل ذلك سببًا رئيسيًا لأهمية التطعيم كوسيلة للوقاية.

تطعيم الدرن للأطفال

يُعطى تطعيم الدرن للأطفال المعرضين للإصابة بالسل. يعتبر الوقت المثالي لتلقي هذا التطعيم في الفترة ما بين عدة أيام بعد الولادة وحتى عمر ستة أشهر، مع إمكانية إعطائه حتى عمر خمس سنوات.

يستحق التطعيم الأطفال الذيم يعيشون مع شخص مصاب بالدرن، أو أولئك الذين عاشت عائلتهم في مناطق تُسجل فيها حالات من السل لفترة طويلة. كذلك، الأطفال الذين سيقيمون في منطقة مرتفعة الخطورة بهذا المرض لأكثر من ثلاثة أشهر.

الآثار الإيجابية لتطعيم الدرن

يُعتبر تطعيم الدرن من بين الاستخدامات الأكثر شيوعًا في مجال التطعيمات على مستوى العالم. فهو جزء من استراتيجيات التطعيم الوطنية التي تشمل نسبة تتجاوز 80% من الأطفال حول العالم. يساهم التطعيم في حماية الأطفال من عدة أشكال من السل، بما في ذلك التهاب السحايا السلي.

توجد أيضًا بعض الآثار الجانبية التي يمكن أن تظهر بعد تلقي مطعوم الدرن، ومن أبرزها:

الآثار الجانبية الشائعة

يختبر حوالى 90% من الأطفال الذين يحصلون على تطعيم الدرن آثارًا جانبية شائعة، ومن أبرز هذه الأعراض هو تيبس موضع التطعيم، يليها ظهور بثور مرتفعة.

الآثار الجانبية غير الشائعة

توجد بعض الآثار الجانبية غير الشائعة التي تصيب شخصًا واحدًا من بين كل مئة شخص يتلقون التطعيم، ومن أبرزها:

  • الصداع وارتفاع حرارة الجسم.
  • قرحة تظهر بعد أسبوعين إلى ستة أسابيع في منطقة الحقن، وقد تكون مؤلمة وتحتاج لوقت طويل حتى تُشفى بالكامل.
  • انتفاخ العقد اللمفاوية في منطقة الإبط.
  • تضخم العقد اللمفاوية مع مخاطر الإصابة بالعدوى لاحقًا.

الآثار الجانبية النادرة لتطعيم الدرن

توجد بعض الآثار الجانبية النادرة التي قد تحدث بعد تلقي مطعوم الدرن، وتُصيب شخصًا واحدًا من كل ألف شخص، من بينها التهاب العظام، تشكل خراجات في موضع الحقن، وتفاعلات جلدية شديدة، وعادةً ما تُشفى هذه الحالات خلال عدة أسابيع.

محاذير استخدام تطعيم الدرن

توجد فئات معينة ينبغي تجنب تلقي تطعيم الدرن لأسباب صحية، مثل:

  • الأطفال الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، مثل أولئك الذين يتلقون علاجات مثبطة للمناعة.
  • الأطفال المصابون بسرطان، والأمراض المناعية.
  • الأطفال الذين يشتبه في إصابتهم بفيروس يؤثر على المناعة.
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية معدية، مثل الإكزيما، حيث يُفضّل إعطاؤهم الحقنة في مناطق خالية من الطفح الجلدي.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ حساسية بعد تلقي التطعيم.
  • الأطفال حديثو الولادة الذين تناولت أمهاتهم أدوية معادية للمناعة.
  • الأشخاص الذين يعانون من درجات حرارة مرتفعة.
  • الأطفال الذين وُلِدوا سابقًا لأوانه ولم يستقر وضعهم الصحي بعد.

إرشادات للتطعيم

  • من الأفضل أن يتم الحصول على تطعيم الدرن في الفترة من يوم إلى ستة أيام بعد الولادة.
  • يتم إعطاء اللقاح عن طريق حقنة في الذراع الأيسر.
  • يجب مراعاة المحاذير المتعلقة بتطعيم الدرن.
  • يُنصح بعدم إعطاء أي لقاح حي آخر في نفس الذراع لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
  • يمكن إعطاء تطعيم الدرن بالتزامن مع تطعيمات حية أخرى، ولكن باستخدام حقن وأماكن مختلفة.

على سبيل المثال، يمكن إعطاء لقاح الحصبة، النكاف، والحصبة الألمانية في نفس اليوم مع تطعيم الدرن، إلا إذا كانت هناك حاجة لتأخيره لمدة تصل إلى أربعة أسابيع بعد التطعيم.

من المهم التأكيد على ضرورة التخلص بطريقة آمنة من الحقن والإبر والمواد المستخدمة خلال العملية.

نصائح للعناية بموضع حقن تطعيم الدرن

يوصى باتباع الإرشادات التالية لرعاية الطفل عقب تلقي مطعوم الدرن:

  • غسل ذراع الطفل بشكل عادي مع استخدام قطعة قماش باردة لتهدئة أي انتفاخ في موضع التطعيم.
  • تجنب تدليك الذراع أو الضغط عليه، ويمكن وضع ضمادة على منطقة القرحة.
  • ينصح بالتواصل مع طبيب الأطفال إذا كانت هناك شكوك بشأن وجود ردة فعل أو حساسية تجاه التطعيم.
  • في حال ظهور القرح، يُفضل إبقاءها معرضة للهواء لتسريع عملية الشفاء.
  • الحفاظ على نظافة منطقة الحقن، وتجنب حك أو فرك أو عصر القرحة أو وضع أي مرهم عليها.
  • تجنب وضع أي مطهرات أو لاصقات طبية على القرحة، حيث يمكن أن يؤخر ذلك الشفاء.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *