المنهج التجريبي في علم النفس الاجتماعي
يمثل المنهج التجريبي مجموعة من الظواهر والسلوكيات الناتجة عن ظاهرة معينة، حيث يمكن أن تتطور هذه الظواهر نتيجة تغيرات واضحة أو طفيفة في بعض العناصر المكونة لها. يتمثل الهدف من هذا المنهج في وضع الظاهرة موضوع البحث في حالة تجريبية، وملاحظة المتغيرات المرتبطة بها بعد طرح مجموعة من الفرضيات، مع الحرص على ثبات باقي المتغيرات. وقد أشار مورفي إلى أن المنهج التجريبي يعتبر من أبرز المناهج المستخدمة في علم النفس الاجتماعي، حيث يستند إليه هذا العلم بشكل واضح.
خطوات المنهج التجريبي
يتوجب على الباحث في المنهج التجريبي الالتزام بعدة خطوات أساسية، منها:
- تحديد الظاهرة المستهدفة بدقة وفصلها عن الظواهر الأخرى.
- تحديد المشكلة بشكل دقيق وعزلها عن العوامل المؤثرة عليها.
- توضيح الهدف من البحث، حيث يعد التفسير أحد الأهداف الرئيسية في البحث العلمي (تشمل التفسير، التنبؤ، والضبط).
- صياغة الفرضيات من أجل اختبار صحتها تجريبياً، عبر مقارنة التوقعات بالبيانات التي تم جمعها للوصول إلى النتائج المتعلقة بالظاهرة المشار إليها في البحث.
تعتمد هذه الطريقة بشكل أساسي على التجارب والفرضيات ومعالجة المتغيرات. عند استخدام الباحث لهذه الطريقة، يقوم بتصميم الموقف بحيث يكون مشابهاً لأقصى حد للموقف الطبيعي الأساسي. وقبل الشروع في تصميم البيئة التجريبية، يقوم الباحث بتصنيف المتغيرات إلى ثلاثة أنواع.
أنواع متغيرات المنهج التجريبي في علم النفس الاجتماعي
يمكن تصنيف متغيرات المنهج التجريبي في علم النفس الاجتماعي إلى ما يلي:
- المتغير المستقل
وهو المتغير الذي يستطيع الباحث التحكم فيه وتعديله، وقد يؤثر بشكل مباشر على المتغير التابع (مثل الظروف الاجتماعية في الأسرة).
- المتغير التابع
هو المتغير الذي يعتمد على المتغير المستقل، ويمكن تغييره وقياسه ضمن التجربة (مثل سلوك الانحراف لدى المراهقين).
- التعاريف التشغيلية
تشير إلى الخطوات والمراحل التي يستخدمها الباحث لقياس متغير معين.
- الفرضية
هي عبارة مؤقتة توضح العلاقة المحتملة بين متغيرين أو أكثر، حيث قد تدعم النتائج الفرضية أو تثبت عدم صحتها.
مميزات المنهج التجريبي في علم النفس الاجتماعي
تتضمن مميزات المنهج التجريبي في علم النفس الاجتماعي ما يلي:
- قربه من الموضوعية وابتعاده عن الذاتية التي قد يتسم بها منهج الاستقصاء.
- تمكين الباحث من التحكم في المتغيرات المؤثرة على الظاهرة السلوكية، مما يسمح له بتغيير ما يشاء والثبات على ما يشاء لتسهيل الدراسة.
تعتبر الأبحاث التجريبية مميزة عن الأبحاث التاريخية والوصفية من حيث القدرة على ضبط المتغيرات والتحكم فيها من قبل الباحث، مما يسهل الوصول إلى النتائج وحل المشكلات المدروسة. وتعتبر التجربة العلمية المصدر الرئيسي لتحقيق هذه النتائج والحلول، مع استخدام المصادر والمراجع الأخرى للحصول على البيانات والمعلومات المطلوبة بعد فحصها بدقة لضمان صحتها وموضوعيتها.
الصعوبات المتعلقة بتطبيق المنهج التجريبي في علم النفس الاجتماعي
قد تواجه الباحث صعوبات في تطبيق المنهج التجريبي على جميع الظواهر المرتبطة بمجال علم النفس الاجتماعي. فمن الصعب تصميم دراسة لبعض الظواهر مثل الحرب، العنف، الاعتداءات، والمظاهرات. ومع ذلك، يتمكن الباحث في نهاية تطبيق المنهج التجريبي من التحقق من آثار الأسباب والمتغيرات على النتائج، ويمكن إعادة استخدام هذا المنهج وتطبيقه على قضايا جديدة مستقبلاً.