الحكمة وراء زواج الرسول من أم سلمة

أسباب زواج النبي من أم سلمة

تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدد من النساء، وكان معظمهن أرامل باستثناء السيدة عائشة -رضي الله عنها-. هذا الزواج يحمل الكثير من المعاني والحكم، ومن بينهم كانت السيدة أم سلمة. حيث تزوجها النبي بعد وفاة زوجها، كعبرة إنسانية تجسد الرحمة والرأفة. وقد كانت السيدة أم سلمة في الستين من عمرها عند زواجها من النبي -صلى الله عليه وسلم-، مما يدل على وجود أسباب عميقة وراء هذا الزواج، ومنها:

  • أهداف إنسانية بالزواج من امرأة صابرة

فارقت السيدة أم سلمة أهلها ووطنها، وعاشت في مجتمع كان يعبد الأوثان. وعندما أرادت أن تهاجر مع زوجها وابنها سلمة إلى المدينة، واجهت اعتراضات من قومها الذين منعوها من الهجرة. فقد حاولت عشيرة أبي سلمة أخذ ابنها منها، مما أدى إلى انفصالها عن زوجها وابنها لفترة، حتى استطاعت الهجرة بعد عام، بفضل تدخل بعض رجال عشيرتها.

  • كفالة ورعاية الأيتام

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- دائم التشجيع على كفالة اليتامى عبر أفعاله وأقواله، حيث ورد عنه أنه قال: (أنا وكافِلُ اليَتِيمِ في الجَنَّةِ هَكَذا حَيثُ أشار بإصبعَيْه).

  • نموذج يحتذى به في رعاية المحتاجين

يسعى النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى نشر ثقافة التكافل الاجتماعي بين المسلمين من خلال كفالة ورعاية الأيتام.

نبذة عن أم سلمة

تُعرف هند بنت أبي أُمية القُرشية المخزومية بأنها أم المؤمنين، وكان والدها معروفًا بلقب “زاد الركب” لكرمه وجوده. تزوجت من ابن عمها أبي سلمة بن عبد الأسد، وهاجرت معه إلى الحبشة، ثم إلى المدينة. شهد أبو سلمة غزوة بدر، وأصيب في غزوة أحد ثم وافته المنية.

زواج الرسول من أم سلمة

بعد وفاة أبو سلمة وانقضاء فترة عدتها، جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ليخطبها. لكنها اعتذرت بسبب سنها الكبير وغيورها الشديدة وكثرة عيالها، فأجابها النبي قائلاً: (أنا أكبرُ منكِ، وأمَّا الغَيرةُ فيُذهِبُها اللهُ، وأمَّا العيالُ فإلى اللهِ ورسولِهِ). وكانت لديها خمسة أبناء هم: سلمة، وعمرو، وزينب، ودرة، وأم كلثوم، الذين تربوا في كنف النبي -صلى الله عليه وسلم-.

حكمة زواج النبي من أمهات المؤمنين

سنستعرض بعض الحكم المتعلقة بزواج النبي الكريم من عدة زوجات، ومنها:

  • حكم تشريعية: كزواجه -صلى الله عليه وسلم- من زينب بنت جحش، مما أدى إلى إبطال حكم التبني بشكل عملي.
  • حكم سياسية: لتعزيز التعاون بين القبائل العربية، كما في زواجه من جويرية بنت الحارث زعيمة بني المصطلق، حيث تزوجها بعد أسرها، مما أدى إلى عتق الصحابة للأسارى وتسبب في إسلام القبيلة بالكامل.
  • حالات إنسانية: مثل زواجه من أم سلمة وأم حبيبة بنت أبي سفيان، حيث كان عودتهما إلى أسرهما قد يؤدي إلى فتنة عن دينهما.
  • تخفيف عداوة الأعداء: كما في زواجه -عليه الصلاة والسلام- من صفية بنت حيي.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *