تعريف المشكلات الاجتماعية من حيث اللغة والمعنى الاصطلاحي

في الآونة الأخيرة، تفاقمت العديد من المشكلات في المجتمعات، حتى تلك المتقدمة، ومن أبرزها المشكلات الاجتماعية. سنتناول في هذا الموضوع تعريف المشكلة الاجتماعية، أسبابها، خصائصها، وطرق علاجها.

تعريف المشكلات الاجتماعية

تُعرّف المشكلة الاجتماعية بأنها حالة من التباين بين الأفراد في الآراء أو الأفكار أو الثقافات أو الطباع أو القيم والمبادئ التربوية. يتصاعد هذا الاختلاف مع الزمن، مما يؤثر سلبًا على المجتمع، وقد يسفر ذلك عن ظهور نزاعات أو انقسامات تؤدي إلى أضرار اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية.

تشمل المشكلات الاجتماعية قضايا مثل البطالة، تعاطي المخدرات، الفقر، انتشار العشوائيات، تدني مستويات الصحة، وغيرها من المشكلات التي تُعاني منها المجتمعات.

أسباب المشكلات الاجتماعية

تتعدد أسباب المشكلات الاجتماعية، ومن بينها:

• التغيرات الاجتماعية السريعة والمستمرة.
• ضعف التواصل بين الأفراد وتلاحمهم، بالإضافة إلى عدم تواصل الأفراد من مختلف الطبقات الاجتماعية.
• عجز المجتمعات عن معالجة المشكلات الاجتماعية وقلة مراقبتها.
• تأثر المجتمعات بالضغوطات السياسية والاقتصادية.

خصائص المشكلات الاجتماعية

تتميز المشكلات الاجتماعية بعدة خصائص، منها:

• ارتباطها بالمبادئ والقيم الاجتماعية والأخلاقية.
• تأثيرها السلبي على المجتمع.
• تعزيز الإرادة لدى الجميع لحل هذه المشكلات.
• وجودها في كافة المجتمعات.

طرق معالجة المشكلات الاجتماعية

لحل المشكلات الاجتماعية بشكل فعّال، يمكن اتباع الخطوات التالية:

• تحديد أنواع المشكلة الاجتماعية

الخطوة الأولى في معالجة المشكلات الاجتماعية هي تحديد المشكلة التي يعاني منها المجتمع، ولتحقيق ذلك يمكن طرح التساؤلات التالية المتعلقة بمشاكل الأصدقاء والأقارب:

• هل أشعر بالوحدة؟
• هل أشعر بالخجل؟
• هل أستمتع بالتجمعات الأسرية، أم تسبب لي القلق والتوتر؟
• هل أرغب في حل المشاكل الأسرية أو الاجتماعية؟
• هل لدي أصدقاء من خارج الأسرة يدعمونني؟
• هل لدي شريك عاطفي؟

أما عند الرغبة في التعرف على المشكلات المرتبطة بالعمل، يمكن استخدام الأسئلة التالية:

• هل أنا راضٍ عن وظيفتي؟ إذا كانت الإجابة لا، ما هي الأخطاء المرتكبة؟
• هل هناك جوانب في العمل أود تغييرها؟
• هل أستطيع التعامل مع الضغوط المرتبطة بعملي؟

خطوات معالجة المشكلات الاجتماعية

تتنوع طرق علاج المشكلات الاجتماعية، ومن أبرزها نموذج توماس دزوريلا، الذي يوضح أن هناك ثلاثة عناصر رئيسية لحل المشكلات الاجتماعية، وهي:

• حل المشكلة

تشير هذه المرحلة إلى العملية التي يقوم من خلالها الفرد أو مجموعة من الأفراد بالبحث عن حلول فعالة لمشكلة معينة، وتتميز هذه العملية بالتوجيه الذاتي حيث يتم تحديد المشكلة، اقتراح حلول متعددة، ثم اختيار الأنسب منها وتنفيذه.

• المشكلة

المشكلة هي وضعية تتطلب استجابات معينة، دون وجود حلول واضحة، ويتم العثور على الحلول في البيئة المحيطة، سواء الداخلية أو الخارجية.

• الحلول

الحلول هي الاستراتيجيات المستخدمة لمواجهة المشكلات الاجتماعية، وتكون نتيجة لعملية حل المشكلة.

• البرامج والعمليات في معالجة المشكلات الاجتماعية

يشير البرنامج إلى تحديد خطوات محددة لمواجهة مشكلة معينة، بينما تعني العملية البحث المستمر عن تطبيق منهجي للمشكلات وحلولها، كما ذُكر في بيان رئاسة جامعة كولومبيا. تتطلب العملية التركيز على العناصر البعيدة عن المشكلة والأكثر وضوحًا، مع وضع أهداف قابلة للتحقيق، وينبغي تشكيل فرق قادرة على معالجة المشكلة مع إجراء تجارب مختصرة.

أبرز المشكلات الاجتماعية

تُعاني عدة مجتمعات من مشكلات اجتماعية عديدة، ومن أبرزها:

• تعرض السيدات للعنف

تواجه النساء في مختلف المجتمعات، خصوصًا في الوطن العربي، مشكلات العنف بمختلف أشكاله، ومنها العنف الجسدي والجنسي. وتتنوع أسباب هذا العنف، من بينها:

• انخفاض مستوى تدين الأفراد وإيمانهم.
• انتشار عادات المجتمع التي تشجع على العنف ضد النساء.
• خجل النساء وضعف الثقة بالنفس مما يعزز العنف.

حل مشكلة العنف ضد المرأة

توجد عدة حلول يمكن تنفيذها لمواجهة هذه المشكلة الاجتماعية، منها:

• التوعية بواجبات وحقوق النساء لدى الشباب والمجتمع.
• إقامة ندوات ودورات توعوية للمتزوجين حديثًا حول أهمية إحترام المرأة وحمايتها.
• تشجيع الأهل على تربية أولادهم بالأساليب الدينية الصحيحة وتعليمهم حقوق النساء كما نصت عليه الشرائع.
• توظيف المسلسلات والأفلام لتوعية المجتمع بأهمية إحترام حقوق النساء.

• عمل الأطفال

تعتبر ظاهرة عمل الأطفال، التي تشمل الأفراد دون سن 18 عامًا، من المشكلات الاجتماعية المتزايدة، خاصة في الدول الفقيرة. تشمل أسباب هذه الظاهرة:

• مشكلات أسرية متنوعة.
• انخفاض مستوى التعليم والاهتمام بتطوير الطفل.
• رفقة الأصدقاء السيئين.
• عدم توفر أنشطة ترفيهية للأطفال.

حل مشكلة عمل الأطفال

لتحقيق حل فعّال لمشكلة عمل الأطفال، يجب مراعاة ما يلي:

• يجب أن تهتم الأسر بأطفالها وتجنب تعرضهم للمشاكل العائلية.
• يتعين على الحكومة إصدار قوانين تحظر عمل الأطفال قبل بلوغهم سن 18 عامًا.
• على منظمات المجتمع المدني إقامة ندوات توعوية للأطفال بشأن مخاطر العمل في مراحل عمرهم المبكرة.
• توفير الدعم المالي للأسر من خلال الجهات الاجتماعية، لتقليل الحاجة لعمل الأطفال.

• الزواج المبكر

تُعاني النساء، خصوصًا في الدول الفقيرة، من ظاهرة الزواج المبكر، حيث تُجبر الفتيات على الزواج قبل بلوغ السن القانونية. تشمل أسباب الزواج المبكر:

• تقليدية الزواج كعادة متأصلة في الأسر.
• الوضع الاقتصادي السيئ الذي يدفع الأسر لتقليل الأعباء المالية.
• الهروب من ظاهرة العنوسة بالزواج المبكر.

لحل هذه المشكلة، ينبغي اتخاذ الإجراءات التالية:

• سن تشريعات تعاقب الأفراد الذين يزوجون الفتيات في سن مبكرة.
• التوعية عبر وسائل الإعلام والبرامج المختلفة لبيان خطورة الزواج المبكر.
• تعزيز مفهوم المساواة بين الجنسين.