الحيوانات المحرمة في القرآن الكريم
حيوانات محرمة
تضمن القرآن الكريم إشارات لعدد كبير من الحيوانات مثل الحمار والبغل، والخنزير والكلب، والأنعام والإبل، بالإضافة إلى العنكبوت والنحل والنمل، وغيرها. وتتوزع هذه الحيوانات بين ما هو محرم، كحال الخنزير، وما هو مباح كالأنعام، بالإضافة إلى ما يعتبر شفاءً مثل النحل. ومع ذلك، لا يوجد نص خاص يلعن أيًا من هذه الحيوانات.
تحويل بعض البشر إلى قردة وخنازير
غضب الله -عز وجل- على بني إسرائيل ولعنهم، فمسخوا إلى قردة وخنازير. ولدى مخاطبة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- حول أصل هذه القردة والخنازير، أجاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: (إنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- لم يهلك أمة أو يعذبها ويجعل لهم نسلًا، وإنما القردة والخنازير السابقة كانت موجودة قبل المسخ). مما يعني أن تلك الكائنات كانت موجودة مسبقًا، أما عند وقوع غضب الله عليهم، تم تحويرهم إلى هيئات قردة وخنازير، ولم يُخلق لهم نسل أو ذرية.
الناقة الملعونة
خلال حديث عمران بن حصين، وُصف موقفًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حينما كانت امرأة من الأنصار على ناقة، وقد ضجرت من تلك الناقة ولعنتها، فأمرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يتركوها قائلاً: (خذوا ما عليها واتركوها، فإنها ملعونة).
هذا الحديث يحمل دلالات هامة حول مخاطر اللعن، حيث يؤكد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن المسلم لا يجب أن يكون لعانًا. وذكر بعض العلماء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بترك الناقة استجابة لدعاء المرأة والذي تمثل في اللعن. وذهب البعض إلى أن هذا السلوك كان بمثابة عقوبة لصاحبة الناقة لتجنب العودة للعن.
الحيوانات الفواسق
ذكرت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن هناك خمس فواسق يُعتمد على قتلها سواء في الحل أو الحرم وهي: الحية، الغراب الأبقع، الفأرة، الكلب العقور، والحدية. والفسق يعني الخروج عن الطاعة، وقد سميت هذه الحيوانات بالفواسق بسبب أذيَّتها وخبثها الشديد، وذُكر أنه حتى في الأماكن المقدسة يجوز قتلها.
الحيوانات المكرمة
توجد كذلك حيوانات مكرمة نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قتلها، ومنها النمل والنحل والهدهد، نظرًا لفائدتها للإنسان وعدم تسببها في الأذى. وورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة، النحلة، الهدهد، والصرد).
والنهي عن قتل النمل مستمر ما لم يسبب ضررًا. وبالنسبة للنحل، فهو ينتج العسل ويفيد الأشجار باللقاح. أما الهدهد فهو دليل سيدنا سليمان ولا يشكل أي خطر، لذا لا مصلحة في قتله. والصرد هو طائر كبير يُحرَّم أكله، ولذلك شُرع النهي عن قتله.