العالم الآخر كما تصوره الفراعنة

ما هو مفهوم العالم الآخر لدى الفراعنة؟

كان الفراعنة يعتقدون أن الحياة الآخرة تمثل عالمًا من النعيم الدائم، حيث تخيلوا أنها خالية من الأمراض، وتشبه عالمهم من حيث مظاهرها مثل السماء الزرقاء، السهول الخضراء، والأنهار. كما كانوا يؤمنون بوجود الآلهة التي تُعبد في هذا العالم. وكانت الروح تُمنح قطعة أرض للمتوفي، ينبغي عليه الحفاظ عليها وزراعتها، إما بجهوده الذاتية أو بمساعدة تماثيل صغيرة تُعرف باسم “الشبت”، والتي كانت تُعتبر مسحورة بقوى خاصة تحوّلها إلى عمالٍ يساندون المتوفى في الحياة الآخرة حسب اعتقادات الفراعنة.

ما الذي يحدث بعد الموت في اعتقاد الفراعنة؟

فيما يلي تسلسل الأحداث التي تجري للموتى وفقًا لمعتقداتهم:

  • عند الوفاة، تهاجر روح المتوفي إلى العالم السفلي، حيث يتولى أنوبيس، إله الموت، مهمة إرشاد الأرواح إلى قاعة الحقيقة لتُختبر قلوبهم.
  • تقوم ماعت، إلهة الوئام والتوازن والعدالة، بوضع قلب المتوفي على كفة ميزان، بينما توضع ريشة من ريشها في الكفة الأخرى. إذا كان القلب يساوي أو أخف من الريشة، فهذا يعني أن المتوفي عاش وفقًا لتعاليمها. أما إذا كان أثقل، فإن المتوفي يُعتبر غير ناجح في الاختبار، مما يؤدي إلى التهامه من قبل أمت، آكلة الموتى، ويخسر بذلك فرصته في حياة أخرى.
  • تُعرض روح المتوفي على 42 قاضيًا إلهيًا، حيث يجب عليه إنكار أي أفعال سيئة قام بها خلال حياته. إذا نجح في اجتياز جميع الاختبارات، يستقبله أوزوريس، إله الزراعة، الذي كان يُعتقد أنه الفرعون الذي قُتل على يد شقيقه سيث، ثم بُعث للحياة وتحول إلى إله بعد موته، وهو أيضًا رئيس قضاة العالم السفلي.

كيف كان الفراعنة يُعدّون موتاهم للحياة الآخرة؟

شراء المقتنيات الجنائزية

كانت المقتنيات الجنائزية تشمل العناصر التي يُعتقد أن الموتى سيحتاجونها في الحياة الآخرة، حيث كانت توضع في القبور مع الجثث. وتم بيع هذه المقتنيات في متاجر متخصصة أو معابد، وكانت تختلف بناءً على ثروة المتوفي. ويضع الأثرياء جواهر، أثاث، توابيت، طعام، وملابس، بالإضافة إلى كتاب الموتى، واللوحات التذكارية، وتماثيل الشبت السحرية، والتمائم التي كانت تُعتبر تحمي حاملها وتُساعد في شفاء الجروح وجلب الحظ. وكانت من أهم التمائم تميمة جعران القلب، التي كُنت وُضعت على قلب المتوفي للحفاظ عليه وضمان وصوله سليماً في الحياة الآخرة ليتسنى الحكم عليه.

شراء وتجهيز التابوت

يُعتبر التابوت من أهم المقتنيات الجنائزية، حيث وظيفته الرئيسية هي حماية جسد المتوفي والحفاظ عليه حتى يتمكن من الحياة مرة أخرى في العالم الآخر. وكانت التوابيت تُغلف من الداخل بالصلوات والتعاويذ الجنائزية، إلى جانب رسومات متنوعة عن العالم السفلي ومشاهد الحياة الآخرة والآلهة الموجودة هناك.

بناء المقابر

كان الفراعنة يعتبرون المقابر كبيوت للخلود، وكانوا يوليان بناءها أهمية قصوى. وكان هناك معايير محددة وترانيم وطقوس تُمارس أثناء إنشاء القبور، حيث كانوا يعتقدون أن بناء المقبرة بشكل جيد سيعطيها القدرة على إعادة إحياء المتوفي ومنحه الخلود في العالم الآخر.

لماذا اهتم الفراعنة بتحنيط موتاهم؟

كان اعتقاد الفراعنة يركز على ضرورة الحفاظ على جسد المتوفي بعد الوفاة، حيث يُفترض أنه سيُبعث في الحياة الآخرة. وقد شملت عملية التحنيط طقوسًا وتراتيل مختلفة، حيث كانت تُوضع التمائم على أجزاء مختلفة من الجسم أثناء عملية التحنيط، وكان الكهنة يتلون الصلوات عند وضع تلك التمائم.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *