العنف الممارس ضد العاملات في المنازل

الخادمات

خلق الله تعالى البشر متساوين في الحقوق والواجبات، حيث لا تمييز بينهم من حيث الأفضلية. هذه المساواة تعكس قيمة الإنسان، الذي يعد كائنًا نادرًا في هذا الكون، وهو المكرم بالعقل والحكمة والروح. ورغم اختلاف المستويات الاجتماعية بين الأفراد، تبقى قيمة الإنسان محفوظة بغض النظر عن وضعه.

للأسف، دفعت الأوضاع الاقتصادية الصعبة البعض للعمل في مجالات قد تكون شاقة، مما اضطرهم لترك أوطانهم ومدنهم وقراهم التي ترعرعوا فيها، بحثًا عن لقمة العيش. وما يزيد الأمور سوءًا أنهم يختارون الذهاب إلى أماكن مجهولة، وغير مؤكدين فيما يتعلق بمن سيقابلون هناك.

يعتبر مثال الخادمات من أوضح الأمثلة على هذه الفئة، حيث يتركن بلدانهن المأزومة أو شبه المأزومة للعمل في بلدان أخرى مقابل أجور شهرية زهيدة، ينفقنها على أسرهن. وفيما يلي بعض أنواع العنف التي قد تتعرض لها هؤلاء النساء.

العنف ضد الخادمات

تقوم العديد من الأسر باستقدام خادمة أو عدد من الخادمات من دول مختلفة للمساعدة في الأعمال المنزلية ورعاية الشؤون الأسرية، ولكن قد تتعرض بعض الخادمات لسوء المعاملة، أو تمييز سلبي من بعض هذه الأسر.

من أبرز أشكال العنف التي تتعرض لها الخادمات هو الإساءة المعنوية، والتي تشمل الشتائم، والتحقير، والتوبيخ المستمر سواء في الخلوات أو في الأماكن العامة، فضلًا عن إطلاق ألقاب مسيئة أو عنصرية تجرح مشاعرهن. تتمثل هذه الإساءة أيضًا في معاملتهن بطريقة تُظهر الدونية، مثل إطعامهنّ بقايا الطعام، أو تقديم الطعام لهن في أماكن بعيدة عن بقية أفراد الأسرة.

تشمل أساليب العنف أيضًا الإيذاء الجسدي، مثل الضرب أو الحبس، أو الاعتداء الجنسي من قبل ضعاف النفوس من أصحاب العمل. وهذه التصرفات تترك آثارًا نفسية وجسدية سلبية قد تؤدي إلى تغيرات سلوكية لدى الخادمة، مثل السعي للانتقام أو الإضرار بأطفال الأسرة الذين لا ذنب لهم.

علاوة على ذلك، يُعتبر تحميل الخادمة أكثر مما تستطيع من الأعمال اليومية، أو إجبارها على العمل في عدة منازل دون موافقتها ودون تعويض مالي مناسب، من أشكال الإساءة التي قد لا ينتبه لها الكثيرون. كما أن تأخير دفع راتبها الشهري يُعتبر أيضًا من صور العنف المتفشية في المجتمعات.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *