تمييز الغيبة عن النميمة وأثر كل منهما

الفارق بين الغيبة والنميمة

الغيبة تعني ذكر المسلم لأخيه المسلم بما لا يرضيه، سواء بالكلام المباشر أو بالإشارة أو من خلال الغمز. وقد نهانا الله -عزَّ وجلَّ- عن هذه العادة في كتابه الكريم، حيث قال -تعالى-: (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُُّمَزَةٍ). ومن المهم التفريق بين الغيبة والنميمة؛ فبينما تتعلق الغيبة بالتحدث عن شخص غائب، فإن النميمة تحمل معها الإفساد. فقد عرف الجوهري الغيبة بأنها “التحدث في غياب شخص محترم بشيء يسيء له لو سمعه”، وتكون if كانت المعلومات صحيحة، فيطلق عليها غيبة، وإذا كانت كاذبة تُسمى بهتاناً. يمتلك كلتا الظاهرتين تأثيراً سلبياً على الشخص المعني عندما يسمع ما يُقال عنه أثناء غيابه، بصرف النظر عما إذا كان الحديث صادقاً أم كاذباً.

توجد درجات للغيبة، حيث تُعتبر بعض الأشكال منها خطيرة، مثل القذف والتشهير، وهي من أسوأ أنواع الغيبة. بينما يعتبر البعض الآخر منها أقل تأثيراً، مثل استهزاء بشخص من حيث هيئته أو شكله، دون إخفاء اسمه. وفي المقابل، تتمثل النميمة في جهود الإيقاع بين شخصين أو زوجين، ونقل أحاديث عنهم سواء كانت صحيحة أم كاذبة، مما قد يؤدي إلى الإفساد والضرر. لذلك، حرم الله -عزَّ وجلَّ- كلتا الظاهرتين.

أحكام الغيبة والنميمة

وقد ورد تحذير صريح في كتاب الله تعالى ضد الغيبة والنميمة، حيث قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ). تعد الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب؛ لذا يجب على المؤمنين تجنبها وعدم مصاحبة الأفراد المشتغلين بها. وفي حال الاضطرار لمجالستهم، ينبغي تحذيرهم وتوعيتهم بعواقب هذه الأفعال.

كما نهى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن ممارسة الغيبة والنميمة، حيث قال: (رأيت أسري بي رجالاً لهم أظفار من نحاس يخدشون بها وجوههم وصدورهم، فقلت من هؤلاء؟ قيل له: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم). وهذا الحديث يُظهر عدم قبول المجتمع المسلم لمثل هذه الأفعال، حيث تؤدي إلى تدهور الروحانية، وتبعد الفرد عن العبادة والأعمال الصالحة. وفي هذا السياق، قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (الْمُسْلِمُ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ).

كيفية التخلص من الغيبة والنميمة

يجب على المسلم العمل على التخلص من هاتين العادتين السلبية، والابتعاد عنهما. ومن الطرق الفعّالة لتحقيق ذلك: تذكير النفس بغضب الله -عزَّ وجلَّ- وأن الغيبة والنميمة من أكبر الذنوب. أيضاً ينبغي التفكير في العيوب الخاصة وتقدير الأخطاء الشخصية، مما يعزز الوعي بضرورة التوقف عن استغابة الآخرين. إذا وقع المسلم في ممارسة الغيبة، يجب عليه محاسبة نفسه لتجنب الأمر مستقبلاً، وزيادة الأعمال الصالحة لتعويض الذنوب والآثام.

أضرار الغيبة والنميمة على الفرد والمجتمع

لا شك أن للغيبة والنميمة تأثيرات سلبية على الفرد والمجتمع، ومن أبرز هذه الأضرار:

  • تزيد من سيئات المسلم وتقلل من حسناته.
  • قد تؤدي إلى فقدان صاحبها للأجر عند الحساب، حيث لا يكون لديه رصيد من الأعمال الصالحة.
  • تنتشر مشاعر الحقد والكراهية بين الناس.
  • قد يتجنب الناس الاستغابة، مما يؤدي إلى تهميش المتحدثين.
  • صاحب الغيبة سيكون من أهل النار ما لم يستغفر الله ويتراجع عن أفعاله.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *