من المؤكد أن زيارة المريض تُعتبر من الحقوق والواجبات التي يتعين على المسلم القيام بها، إذ أن الإسلام يشدد على أهمية هذه المسألة ويبرزها كجزء من أخلاق المسلمين.
يتوجب علينا أيضًا تعليم أطفالنا هذه القيم منذ صغرهم، لتكون عادة لديهم عندما يرون شخصًا مريضًا؛ يجب أن يتوجهوا لزيارته، بما في ذلك الأصدقاء في المدرسة، ليكون هذا تدريبًا لهم. ولابد أن يدرك الآباء أنهم قدوة لأبنائهم، لذا يجب عليهم أولًا الاقتداء بتلك السلوكيات، ثم تعليمها للأطفال. في هذا المقال، سنتناول كيفية تعليم آداب زيارة المريض للأطفال.
تعليم آداب زيارة المريض للأطفال
يتعين على الطفل الالتزام ببعض السلوكيات التي تأخذ بعين الاعتبار ظروف المريض وحالته، ومن هذه السلوكيات:
- يجب على الطفل التحلي بالهدوء والحرص على عدم إزعاج المريض.
- كذلك ينبغي أن يتعلم الطفل أن الزيارة يجب أن تكون في الحدود المعقولة، حتى يتمكن المريض من الاستراحة.
- من المهم أن يتجنب الطفل رفع صوته أو التحدث بصوت خافت.
- عليه أن يتجنب إحضار مأكولات قد تكون غير مناسبة لحالة المريض.
آداب زيارة المريض
يجب الالتزام ببعض الآداب العامة للزائر، وعلينا توضيحها للأطفال، فهي بالغة الأهمية وتتضمن:
اختيار الوقت المناسب
يجب تجنب زيارة المريض في الأوقات التي يراها الزائر مناسبة، بل من الضروري اختيار الأوقات المناسبة، مع ضرورة الاستئذان قبل زيارة المريض.
عدم الإطالة في الزيارة
يجب مراعاة أن المريض قد يشعر بالألم ويكون لديه احتياجات خاصة أثناء وجود الزائر، لذا ينبغي عدم الإطالة في الزيارة.
غض البصر
- على الزائر أن يغض بصره عن أي شيء قد يؤذي المريض، مثل الجروح التي قد لا يرغب المريض في أن ينظر إليها أحد.
طمأنة المريض
- من المهم تقديم الدعم النفسي للمريض وتحفيزه بالطاقة الإيجابية، لذلك يُستحسن عدم الحديث عن أمور قد تزيد همومه، بل يجب اختيار مواضيع ترفع من معنوياته وتعطيه الأمل بالشفاء.
التقليل من طرح الأسئلة
- يُنصح بعدم توجيه الكثير من الأسئلة فقد يزيد ذلك من تعب المريض وإرهاقه؛ يجب أن تتركز الأحاديث حول الاطمئنان على صحته.
مراعاة الخصوصية
- يجب احترام خصوصية المريض وعدم طرح أسئلة قد تكون محرجة له، بل ينبغي مراعاة مشاعره وتركه ليتحدث عن الأمور التي يريدها.
الدعاء للمريض
- الدعاء يُعتبر من الأمور المستحبة للمريض، لذلك يُفضل أن يدعو الزائر للشفاء والعافية، مما يُدخل السرور على قلبه.
- قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضًا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض).
تذكير المريض بأجر الصبر
- على الزائر أن يشجع المريض ويُوضح له أن الصبر على المرض يحمل أجرا وثوابا عظيما عند الله، إذ أن هذا يعتبر ابتلاءً من الله وقد يكون صبره سببًا لرفع درجاته.
لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع، يمكنكم استكشاف:
أهمية زيارة المريض
- تُساعد زيارة المريض في تقوية العلاقات وتعزيز التواصل وترسيخ الألفة والمحبة.
- تساهم الزيارة في رفع معنويات المريض وتحسين نفسيته، كما تزيد من تفاؤله ورغبته في الشفاء.
- تعتبر وسيلة لإدخال الفرح إلى قلبه وقلب أهله، حيث يشعرون بمشاعر الآخرين تجاههم.
من الجدير بالذكر أنه يُحبذ تقديم المساعدة المطلوبة للمريض، سواء كانت مادية أو معنوية خلال الزيارة.
أدعية لشفاء المريض
- اللهم اشفِ فلانًا شفاءً لا يُغادر سقما، واحفظه بعينك التي لا تنام.
- اللهم أذهب البأس وواهب له الشفاء الكامل، لباس الصحة والعافية يا أرحم الراحمين.
فضل زيارة المريض
- تُعتبر زيارة المريض من الأعمال الصالحة المحبذة في الإسلام وثوابها هائل؛ حيث تُصلي الملائكة على زائر المريض. الدليل على ذلك هو قول النبي صلى الله عليه وسلّم: «ما من مسلم يعود مسلمًا غدوةً إلا صلت عليه سبعون ألف ملك حتى يُمسِّي، فإن عادَه عَشِيَّةً إلا صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يُصبِح، وكان له خريفٌ في الجنة».
- الحصول على رضا الله عز وجل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم، مرضتَ فلم تعُدني؛ قال: يا ربي، كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمتَ أن عبدي… مَرِضَ فلم تعُدْه، أما علمتَ أنك لو عُدْتَ له لوجدتَني عنده).
- تنزُّل الرحمة على الزائر، كما قال جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من عاد مريضًا خاضَ في الرحمة حتى إذا قعد استقرّ فيها).
الأدلة الشرعية الدالة على آداب زيارة المريض
هناك العديد من الأدلة التي تؤكد آداب زيارة المريض، منها:
- الدليل على أهمية اختيار الوقت المناسب لزيارة المريض: عن أنس بن مالك، أنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعود مريضًا إلا بعد ثلاث).
- الدليل على ضرورة قول الطيب للمريض: عن أم سلمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا حضرتُم الميت أو المريض، قولوا خيرًا، فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون).
- الدليل على عدم الإطالة في الزيارة: عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أبا ذر، زر غباً تزداد حبًا).
- الدليل على الدعاء للمريض: قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يزور مريضًا: (لا بأس، طهور إن شاء الله).