يمر الأطفال في المراحل العمرية الأولى بفترة نمو سريعة وملموسة، مما يدفع العديد من الأمهات إلى البحث عن الطرق المناسبة لمتابعة تطور أطفالهن، وتعزيز مهارات إدراكهم، وتطوير سلوكيات تواصلهم الاجتماعي مع الآخرين.
نمو الطفل في الشهر الخامس
خلال الشهر الخامس من حياة الطفل، يمكن ملاحظة العديد من التغيرات الملحوظة في سلوكيات وحركة الأطفال.
في المعتاد، يمكن أن يتضاعف وزن الطفل في هذه المرحلة مقارنةً بوزنه عند الولادة.
تشير معظم الدراسات إلى أن وزن الطفل يزداد في هذه المرحلة بمعدل يتراوح من 5 إلى 6 كيلوغرامات، بالإضافة إلى زيادة في الطول بمعدل يتراوح من 1 إلى 2 سم.
كما يبدأ معظم الأطفال في هذه المرحلة بعملية التحدث والتواصل مع الآخرين من خلال أصوات متقطعة.
يحاول الطفل جاهدًا الزحف نحو الأشياء القريبة منه، والاعتماد عليها، ورفعها أو تحريكها.
لكن الدراسات تشير إلى أن وتيرة النمو تبدأ في التباطؤ عند بلوغ الطفل الشهر الخامس، مقارنةً بالأشهر الأربعة الأولى.
شاهدي أيضًا:
نمو الطفل في الشهر السادس
تمثل الأشهر الأولى حتى الشهر السادس من العمر مراحل هامة في النمو، حيث تتشكل العضلات والخلايا العصبية، ويتم تقوية الإدراك والحركة لدى الأطفال.
في الشهر السادس، يلاحظ تطور واضح في سلوكيات الطفل، وهو أمر طبيعي في هذا العمر.
تشير الدراسات إلى أن الروابط العصبية في الدماغ تتشكل بشكل مكتمل، حيث يتناغم الجانب الأيمن مع الجانب الأيسر.
يؤدي ذلك إلى تحسين توازن جسم الطفل وتنسيقه، مما يُظهر تطورًا ملحوظًا.
في هذه المرحلة، يصبح بإمكان الطفل الإشارة والتحدث، مما يسهل على الأمهات فهم رغبات أطفالهن والاستجابة لمتطلباتهم، سواء كانت للأكل أو النوم أو غيرها، كما يساعدهن على التعرف على مشاعر الأطفال، سواء في حالة السعادة أو الحزن.
علامات النمو الإدراكي والمعرفي
تظهر علامات النمو الإدراكي والمعرفي لدى الأطفال من خلال الأساليب والطُرق التي يعتمدونها في التفكير واتخاذ القرارات.
رغم اختلاف معدلات الذكاء بين الأطفال، إليك بعض علامات النمو الإدراكي والمعرفي التي قد تظهر في الشهرين الخامس والسادس:
- زيادة معدل الذكاء وسرعة رد الفعل، حيث يظهر الطفل ذلك عند ملاحظته للأشياء المحيطة به.
- محاولة التعرف على الأشخاص والأصوات المختلفة، حيث يسعى العديد من الأطفال في هذه المرحلة لتمييز أشكالهم وملامحهم من خلال النظر في المرآة بصورة مستمرة.
- الكثير من الأطفال يظهرون فضولًا حول ما يحيط بهم، ويسعون لمعرفة الأشياء المختلفة وطريقة التعامل معها.
- زيادة تركيز الطفل واستعداده لمعرفة واكتشاف العالم من حوله، وهذا يظهر في سهولة إدارة انتباههم نحو شيء معين.
- الأطفال في هذه المرحلة يمتلكون قدرة كبيرة على التمييز بين الألوان والأحجام المختلفة.
علامات التطور الجسدي
يمكن ملاحظة تطور كبير في سلوكيات الطفل الحركية ورغبتهم في تطوير مهاراتهم الحركية.
إليك بعض العلامات الدالة على التطور الجسدي للطفل في هذه المرحلة العمرية:
- تطور العضلات، حيث يبدأ الطفل في تجربة ردود أفعال جديدة لم يكن قادرًا عليها في الأشهر الأولى بعد الولادة.
- السعي المتواصل لتطوير المهارات الحركية، مثل الزحف والوقوف أو التدوير على الأرض.
- وضع الأشياء في فمه، حيث يقوم العديد من الأطفال بوضع الأشياء في فمهم للتعرف عليها.
- بدء تكوين صورة واضحة عن الشدائد، سواء كانت صلبة أو لينة، والتعرف على طعم الأشياء المختلفة.
- استطاعة الكثير من الأطفال في هذه المرحلة إمساك زجاجة الحليب الخاصة بهم، وطلب احتياجاتهم بشكل مستقل.
علامات التطور البدني
التطور البدني يتمثل في اكتساب الطفل مهارات حركية جديدة، بالإضافة إلى:
- تمييز الألوان، حيث يعتبر الإدراك البصري أهم علامات تطور سلوكيات الطفل البدنية في هذه المرحلة.
- يتعرف الطفل على الأشياء بوضوح ويميز بين الألوان المختلفة، ويظهر اهتمامًا أكبر بالألوان الزاهية.
- يتمكن الطفل من قياس المسافات ويبدأ في ملاحظة حركة الأشياء.
- تحسين الاتصال بين الحركة والعين، حيث يستطيع الطفل ملاحظة الأشياء أثناء الحركة.
- عند بلوغه الشهر السادس، يبدأ الطفل في التحكم في رأسه، مع القدرة على الالتفاف بشكل مرن.
- يستطيع الجلوس بثبات والزحف يمينًا ويسارًا، ثم الرجوع إلى الجلوس من جديد بدون أي صعوبات.
- يبدأ في تجربة الوقوف بالاعتماد على الأشياء المحيطة به، مثل السرير أو الكرسي أو دعم العائلة.
علامات تطور السلوكيات الاجتماعية والعاطفية
يبدأ الطفل في التعبير عن مشاعره من خلال ملامحه، كالبكاء أو الضحك، أو محاولة جذب انتباه الآخرين.
كما تظهر عليه مظاهر الفرح عندما يرى الأشخاص الذين يحبهم، بينما يعكس مشاعر الحزن أو التوتر عند تواجده مع شخص غير مألف.
يشعر الطفل خلال هذه المرحلة بمزيد من الأمان مع الأشخاص المألوفين، مثل الأهل، نظرًا لتفهمهم لرغباته.
عندما يجد الطفل نفسه مع زوار جدد أو في أماكن جديدة، يشعر بالسعادة، خاصة بوجود الوالدين بجانبه، مما يمنحه شعورًا بالأمان.