قصائد حب لأبي القاسم الشابي
أنتِ عذبةٌ كطفولةٍ، كالأحلام
كالحنين، كالصباح الجديد
كالسماوات البازغة، كليلة القمر
كالأزهار، وكابتسامة الطفل الصغير
ما أجملكِ من وداعةٍ وجمالٍ
وشبابٍ مُفعمٍ بالأملِ
ما أروع طهارةً تدفقت إلى روح الشقي العنيد
أينما كانت رقّتُكِ، تَكادُ أن تَحلق الأشجار الجليدة
ما أنتِ؟ هل أنتِ فينوس جديدة
تحوم بين الناس من جديد
لتُعيدي الشباب والفرح المفقود
للعيش التعيس في العالم السقيم
أم أنكِ ملاك من الفردوس أتى إلى الأرض
لينشر روح السلام المتجدد؟
أنتِ، ما أنتِ؟ أنتِ لوحة جميلة
من عبقرية فن الوجود
فيكِ غموض وعمق
وجمال مقدس يُعبد
أنتِ، ما أنتِ؟ فجر من السحر
يتجلى أمام قلبي المُشبع بالأمل
قصائد حب لمحمود درويش
كما ينمو العشب بين شقوق الصخور، وجدنا أنفسنا غريبين في يومٍ ما،
وكانت سماء الربيع تصوغ نجماً ونجماً،
وكنت أؤلف مقاطع حبٍ.. لعينيكِ..
وغنيتها! تَعلمين عيناكِ أنني انتظرت طويلاً،
كالصيف الذي ينتظر الطائر،
ونمت كما ينام المهاجرون،
بينما تحلم عيناها بالصباح،
وتبكي على أختها. نحن حبيبان، الى أن ينام القمر،
ونعلم أن العناق والقبل هي طعام ليالي الغزل.
وأن الصباح ينادي خطواتي لتستمر
في درب جديد! نحن صديقان
فسترى إلى جانبي يداً بيد،
معاً نصنع الخبز والأغاني.
لماذا نتساءل عن طريقنا؟ إلى أي مصير يقودنا؟
ومن أين جمع خطواتنا؟
فحسبك، وحسبي، نحن نسير.. معاً.. للأبد.
لماذا نبحث عن أغاني البكاء في ديوان شعر قديم؟
ونسأل: يا حبنا، هل تدوم؟
أحبكِ حب القوافل، واحة من العشب والماء،
وحب الفقير الذي يحتاج إلى الرغيف! كما ينبت العشب بين شقوق الصخور،
وجدنا أنفسنا غريبين يوماً، وسنبقى رقيقين دوماً.
قصائد حب لنزار قباني
يا سيدتي، كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العام، وأنت الآن.. أهم امرأةٍ
بعد ولادة هذا العام. أنتِ امرأةٌ لا تقاس بالساعات والأيام،
بل أنتِ امرأةٌ، صُنعت من فاكهة الشعر، ومن ذهب الأحلام،
أنتِ من كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوام،
يا سيدتي: يالمغزولة من قطنٍ وغمام.
يا أمطاراً من ياقوتٍ.. يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غابات رخام، يا من تسبحين كالأسمـاك في ماء قلبي
وتسكنين في العينين كالسرب من الحمام.
لن يتغير شيء في عواطفي، في إحساسي، في وجداني، في إيماني،
فأنا سأبقى على دين الإسلام،
يا سيدتي: لا تهتمي في إيقاع الوقت وأسماء السنوات،
فأنتِ امرأةٌ تبقين امرأةً.. في كل الأوقات.
سأحبكِ.. عند دخول القرن الواحد والعشرين،
وعند دخول القرن الخامس والعشرين،
وعند دخول القرن التاسع والعشرين،
وسوف أحبكِ.. حين تجف مياه البحر،
وتحترق الغابات.
قصائد حب لخليل مطران
الحب روحٌ، وأنتَ معناه،
والحسن لفظٌ، وأنتَ مبناه،
والأُنس عهدٌ، وأنت جنتُه،
واللفظ روضٌ، وأنت مغناه.
ارحم فؤادًا في هواك غرامًا،
وضنًا وحُمًى، حمي حاميه،
تمت برؤيتك المُنى فحكت
حلمًا تمتّعنا برؤياه.
يا طيب عيني حين أنسته،
يا سعد قلبى حين ناجاه.
قصائد حب لإيليا أبو ماضي
آهٍ مِنَ الحب كُلّهُ عبرٌ،
عندي منهُ الدموع والسهر،
وَوَيحَ صَرعى الغرام، إنهمُ
موتى وما كُفّنوا ولا قُبِروا،
يَمشون في الأرض ليس يَأخذُهم
زهو ولا في خدودهم صَعَرٌ.
لو ولج الناس في سرائرهم،
هانت وربّي عليهم سَقَرُ.
ما خَفَروا ذمةً ولا نكثوا
عهداً ولا مَلأو ولا غدروا،
قد حملوا الهون غير ما سَأمٍ،
لولا الهوى للهوان ما صبروا.
لم يُبقِ مني الضنى سوى شبحٍ،
يَكادُ لولا الرَجاء يندثرُ.
أُمسي وسادتي مُشابهةً كبدي،
كليهما النار فيه تَستعِرُ.
أكلُّ صبٍّ يا ليل مضجعه،
مثلي فيه القتاد والإبرُ.
لعل طيفاً من هند يطرقني،
فعند هندٍ عن شقوتي خبرُ.
ما بالُ هندٍ عليّ غاضبةً،
ما شابَ فودي وليس بي كِبَرُ.
ما زلتُ غض الشَباب، لا وَهَنْ،
يا هندُ في عزمتي ولا خُوَرُ.
لا دَرَّ دَرُّ الوشاةِ قد حَلَفوا
أن يُفسِدوا بيننا وقد قَدَروا.
واهاً لأيامنا أراجعةٌ،
فإنهن الحُجول والغُرَرُ.
أيامَ لا الدهر قابضٌ يدهُ
عني ولا هندُ قلبها حجرُ.
لم أنسَ ليلاً سَهَرَتَهُ معي،
تَحنو علينا الأغصان والشجرُ.
غفرتُ ذنبَ النوى بلقائها،
ذنبُ النوى بلقاءٍ يُغتَفَرُ.
بتنا عن الراصِدين يكتُمُنا
الأَسوَدان الظلم والشعرُ.
ثَلاثةٌ للسُرور ما رَقَدوا،
أنا وأختُ المهاة والقمرُ.
فما لهذه النُجوم ساهمةً،
تَرنو إلينا كأنها نُذُرُ.
إن كان صبحُ الجبين رَوَّعَها،
فإنَّ ليلَ الشُعور مُعتَكِرُ.
أو انتظامُ العُقود أغضبَها،
فإنّ دُرَّ الكلام مُنتَثِرُ.
وما لتلك الغصون مُطرِقةً،
كأنها للسلم تختَصِرُ.
تَبكي كأن الزمان أرهقَها،
عسراً ولكن دموعها الثمرُ.
طوراً على الأرض تَنثني مَرَحاً،
وَتارةً في الفضاء تَشتَجرُ.
فأجفلَت هندُ عند رؤيتها،
وقد تروعُ الجاذبات الصورُ.
هيفاءُ لو لم تَلِن مَعاطفُها،
عند التثني خشيتُ أن تَنكسرُ.
من اللواتي ولا شبيهَ لها،
يَزينهن الدلال والخَفرُ.
في كل عضوٍ وكل جارحةٍ
معنىً جديد للحُسن مُبتَكَرُ.
تبيتُ زهرُ النُجوم تامِعةً،
لو أنها فوق نحرها دُرَرُ.
رَخيمةُ الصوت إن شَدَت لَفَتَت،
لها الدَّراوي وأنصتَ السحرُ.
أبُثُّها الوَجد وهي لاهيةٌ،
أذهَلها الحب فهي تَفتكرُ.