الصور البيانية في قصيدة الأطلال
تتضمن قصيدة الأطلال للشاعر إبراهيم ناجي العديد من الصور البيانية المميزة:
الاستعارة المكنية
ومن الأمثلة على الاستعارة المكنية في هذه القصيدة:
- رحم الله الهوى، كما جاء في قول الشاعر:
يا فؤادي رحم الله الهوى
:::كان صرحاً من خيال فهوى
تعتبر هذه استعارة مكنية، حيث يشبّه الشاعر الهوى بشخص يتوفى ويدعو له بالرحمة، وقد تم حذف المشبه به مع الإبقاء على بعض دلالاته.
- الدمع روى، كما ورد في قول الشاعر:
اسقني واشرب على أطلاله
:::واروِ عني طالما الدمع روى
نجد هنا استعارة مكنية، حيث يُشبه الدمع بإنسان يروي الحكايات، مع حذف المشبه به والاحتفاظ ببعض من دلالاته.
- الهوى مال، كما جاء في قول الشاعر:
كم تقلبت على خنجره
:::لا الهوى مال ولا الجفن عفا
في هذا المثال، يشبّه الشاعر الحب (الهوى) بشيء مادي، حيث تم حذف المشبه به مع الاحتفاظ ببعض دلالاته.
- انتزاعي دمعة من عينه، كما قال الشاعر:
ما انتزاعي دمعة من عينه
:::واغتصابي بسمة من فمه
تعد استعارة مكنية، حيث يُشبه الدمعة بشيء يُنتزع، مع حذف المشبه به والاحتفاظ ببعض دلالاته.
- شكت الأقدام، كما ذكر الشاعر:
آه يا قِبلة أقدامي إذا
:::شكت الأقدام أشواك الطريق
هنا، تُشبه الأقدام بكائنٍ إنساني يشكو، وتم حذف المشبه به مع الاحتفاظ بشيء من لوازمه.
- بقايا الظل، كما ذكر الشاعر:
وبقايا الظل من ركب رحل
:::وخيوط النور من نجم أفل
هذه استعارة مكنية أيضاً، حيث يتم تشبيه الظل بشيء يبقى منه بقايا بعد أن يرحل، مع حذف المشبه به والاحتفاظ ببعض دلالاته.
أبيات قصيدة الأطلال
يقول الشاعر إبراهيم ناجي:
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى
اسقني واشرب على أطلاله
واروِ عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى
وبساطا من ندامى حلم
هم تواروا أبداً وهو انطوى
يا رياحا ليس يهدا عصفها
نضب الزيت ومصباحي انطفا
وأنا أقتات من وهم عفا
وأفي العمر لناسٍ ما وفى
كم تقلبت على خنجره
لا الهوى مال ولا الجفن غفا
وإذا القلب على غفرانه
كلما غار به النصل عفا
يا غراما كان مني في دمي
قدراً كالموت أوفى طعمه
ما قضينا ساعة في عرسه
وقضينا العمر في مأتمه
ما انتزاعي دمعة من عينه
واغتصابي بسمة من فمه
ليت شعري أين منه مهربي
أين يمضي هارب من دمه
لست أنساك وقد أغريتني
بفمٍ عذبِ المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي كيدٍ
من خلال الموج مُدّت لغريق
آه يا قِبلة أقدامي إذا
شكت الأقدام أشواك الطريق
وبريقاً يظمأ الساري له
أين في عينيك ذياك البريق
لست أنساك وقد أغريتني
بالذرى الشم فأدمنت الطموح
أنت روح في سمائي وأنا
لك أعلو فكأني محض روح
يا لها من قمم كنّا بها
نتلاقى وبسرّينا نبوح
نستشف الغيب من أبراجها
ونرى الناس ظلالاً في السفوح
أنتِ حسن في ضحاه لم يَزَل
وأنا عنديَ أحزان الطفَل
وبقايا الظل من ركب رحل
وخيوط النور من نجم أفل
ألمح الدنيا بعيني سئمٍ
وأرى حولي أشباح الملل
راقصات فوق أشلاء الهوى
معولات فوق أجداث الأمل
ذهب العمر هباء فاذهبي
لم يكن وعدك إلا شبحا
صفحة قد ذهب الدهر بها
أثبت الحب عليها ومحا
انظري ضِحكي ورقصي فرحا
وأنا أحمل قلباً ذبحا
ويراني الناس روحاً طائراً
والجَوى يطحنني طحن الرحى
كنت تمثال خيالي فهوى
المقادير أرادت لا يدي
ويحها لم تدر ماذا حطمت
حطمت تاجي وهدت معبدي
يا حياة اليائس المنفرد
يا يباباً ما به من أحد
يا قفاراً لافحاتٍ ما بها
من نجي يا سكون الأبد
أين من عيني حبيب ساحر
فيه نبل وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً
ظالم الحسن شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى
ساهم الطرف كأحلام المساء
مشرق الطلعة في منطقه
لغة النور وتعبير السماء
أين مني مجلس أنت به
فتنَة تمت سناء وسنى
وأنا حب وقلب ودم
وفراش حائر منك دنا
ومن الشوق رسول بيننا
ونديم قدم الكأس لنا
وسقانا فانتفضنا لحظة
لغبارٍ آدمي مسنا
قد عرفنا صولة الجسم التي
تحكم الحي وتطغى في دماه
الأفكار الرئيسية في قصيدة الأطلال
تتضمن الأفكار الرئيسية في قصيدة الأطلال ما يلي:
- تأملات الشاعر حول ذكرياته في الحب.
- وصف حالة الشاعر بعد انتهاء ذلك الحب، وما واجهه من عواصف.
- رسم صورة لمجالس الحب التي عاش فيها.
- تجسيد المعاناة والألم الذي عاشه الشاعر.
- تقديم الشاعر نفسه كشبيه للطائر الذي يتراقص في حال ذبحه من الألم.