ما هي الأضحية؟
تُعرّف الأضحية بأنها الذبيحة من بهيمة الأنعام التي يتم ذبحها في أيام عيد الأضحى المبارك تقربًا إلى الله “عز وجل”. تُعتبر الأضحية من أبرز شعائر الإسلام، وقد وُرِدت أدلتها في القرآن الكريم وسنة النبي “صلى الله عليه وسلم” وإجماع الأمة الإسلامية.
ومن الأدلة على مشروعية الأضحية في القرآن الكريم: قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ). وفي السنة، ورد عن النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” أنه قال: (من ذبح بعد الصلاة تم نُسُكه، وأصاب سنة المسلمين). وثبت أنه “صلى الله عليه وسلم” ضحى بكبشين أملحين أقرنين، حيث ذبحهما بيده وسمى وكبر، ووضع قدمه على صفاحهما. وقد أجمع العلماء على أن الأضحية من شعائر الدين المهمة.
حكم الأضحية
بالنسبة لحكم الأضحية، يُعتبرها الشافعية والجمهور سنة مؤكدة على الكفاية. بينما يرى أبو حنيفة أن الأضحية واجبة على المقيم الموسر. ويرى مالك نفس الرأي ولكن دون تقييده بالمقيم. وقد رُوي عن الإمام أحمد كراهية تركها مع القدرة، وفي بعض الأقوال أنها واجبة. كما أشار محمد بن الحسن إلى أنها سنة غير مُرَخَّص في تركها.
ودليل من رأى أن الأضحية واجبة هو قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) أي: انحر الأضحية، مما يُفهم منه وجوب الأمر. وبناءً على ذلك، فإن الأضحية واجبة على القادرين، كما قال النبي “صلى الله عليه وسلم”: (مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا).
الحيوانات المسموح بالتضحية بها
يجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، والتي تشمل الإبل والبقر والضأن والماعز بأنواعها. وذلك استنادًا لقوله تعالى: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ). وكذلك ما ورد عن النبي “صلى الله عليه وسلم” من قوله: (لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ).
أفضل أنواع الأضاحي هي الإبل، ثم البقر، ثم الغنم. كما تجزئ الأضحية من الغنم عن المسلم وأسرته. ويجوز اشتراك سبعة أشخاص في بقرة، بينما لا يجوز في الشاه. وإذا كان هناك مجموعة تعيش في بيت واحد وتشارك في النفقات، فهم يُعتبرون أسرة واحدة، ويجوز لهم أن يشتركوا في أضحية واحدة يقوم بها أحدهم عنهم.
أما بالنسبة للسنن المشروعة للأضحية، فقد ثبت عن النبي “صلى الله عليه وسلم” أنه قال: (لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ). وتعني “المسنة” الثني من كل نوع من بهيمة الأنعام، وهو ما يُشير إلى أنه لا يجوز الجذع من غير الضأن في أي حالة.
وفيما يتعلق بمواصفات الأضحية، يجب أن تكون خالية من العيوب. ومن العيوب التي تُبطل الأضحية ما يلي:
- العوراء: وهي التي فقدت إحدى عينيها أو لا ترى بها.
- المريضة: وهي التي تظهر عليها علامات المرض، كالحُمى.
- العرجاء: وهي التي لا تستطيع المشي بشكل طبيعي.
- الهزيلة: وهي التي لا تحتوي على لحم كافٍ.
- مقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين.
- ما تعرضت لسبب يؤدي إلى الموت، مثل الاختناق أو الضرب، أو السقوط من مكان عالٍ، أو الموت نتيجة للجرح بسبب هجوم حيوان مفترس.