الشهر الشمسي مقابل الشهر القمري: الفروق والتعريفات

الشهر الشمسي مقابل الشهر القمري

تُعدّ المفاهيم المتعلقة بالتقويمين القمري والشمسي من الأمور الأكثر تداولا بين الناس، حيث يتم الخلط أحيانا بينهما نتيجة الاعتماد على التقويم الشمسي في المناسبات الدينية، واستخدام التقويم القمري في الاحتفال بمولد المسيح. يُشار إلى أن كلا التقويمين أقدم من كلّ من الهجرة النبوية ومولد المسيح. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل الشهر الشمسي والشهر القمري وطرق حساب كل منهما.

الشهر القمري

يبدأ الشهر القمري عند رؤية الهلال، وينتهي في اليوم الذي يسبق الهلال التالي له. ويبلغ طول الشهر القمري عادةً 29 أو 30 يوماً، حيث يتم تحديد العدد الدقيق لأيامه بواسطة حسابات فلكية دقيقة. يُعتبر الشهر القمري نظامًا منتظمًا يتكرر شهرياً بعد الاقتران والإهلال وفقاً لسنة كونية ثابتة لا تتدخل فيها إرادة البشر. تجدر الإشارة إلى أن السنة القمرية تنقسم إلى اثني عشر شهراً.

يتأثر وضع القمر بموقع الأرض في مداره حول الشمس، وكذلك بموقعه في مداره حول الأرض. يدور القمر حول الأرض في مدة تقارب 27 يوماً و7 ساعات و43 دقيقة و11 ثانية، ويُشار إلى هذه الفترة باسم الشهر القمري النجمي. يُلاحظ أن القمر الجديد لا يعود للاقتران مرة أخرى بعد انتهاء هذه المدة، نظراً لأن الأرض تكون قد تفوقت على القمر بحوالي 27 درجة. يحتاج القمر إلى أكثر من يومين للوصول إلى وضع الاقتران، حيث يقطع نحو 13 درجة يومياً. ومن ثم، يبلغ متوسط مدة الشهر القمري الاقتراني 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و3 ثوانٍ، وهذه ليست مدة ثابتة، بل يمكن أن تتغير من شهر إلى آخر بناءً على مجموعة من العوامل، مثل تغير سرعة دوران الأرض حول الشمس وسرعة دوران القمر حول الأرض، بالإضافة إلى تأثير حركة عقدتي القمر وتغير العرض السماوي.

أين يبدأ الشهر القمري؟

يتم تحديد انطلاقة الشهر بناءً على النقاط التالية:

  • إن الاقتران بين القمر والشمس والأرض هو حدث عام وغير مرتبط بموقع معين على سطح الأرض. فقد يحدث في شهر ما متوافقاً مع نقطة في دولة عربية، وفي شهر آخر متوافقاً مع نقطة في دولة أوروبية، وهكذا.
  • الاقتران يتبعه الهلال، وهو أيضاً غير مقترن بمكان معين، بل يتنقل كل شهر إلى مواقع مختلفة.

مراحل اكتمال الشهر القمري

يدور القمر حول الأرض وحول نفسه بنفس السرعة المتوسطة البالغة كيلومتر في الثانية. وبالتالي، فإنه يعرض وجهه نفسه للأرض باستمرار، مما يجعل يوم القمر يمثل شهراً قمرياً كاملاً يتقاسمه نصف نهاري ونصف ليلي. يفصل بين النصفين دائرة قريبة من الدائرة العظمى تُعرف بدائرة النور، وهناك دائرة أخرى تُعرف بدائرة الرؤية تفصل بين ما يُرى وما لا يُرى من سطح القمر. تتطابق هاتان الدائرتان في مرحلتي البدر الكامل والمحاق، وتتقاطعان في زوايا مكونة في المراحل المتوسطة، مما يولد أشكالاً مختلفة لوجه القمر الذي يواجه الأرض من المحاق إلى البدر الكامل، ومن ثم إلى المحاق التالي. في حالة تطابق دائرتي الرؤية والنور أثناء الاقتران، يكون القمر في حالة المحاق، بينما في وضع الاستقبال يكون في حالة البدر الكامل. وعند تقاطع هاتين الدائرتين، يُمكن أن نرى جزءاً من نصف القمر الظلامي وجزءاً من النصف المضيء. يتدرج القمر بعدها إلى مرحلة الهلال المتزايد التي تزداد فيها حجمه تدريجياً حتى يصل إلى مرحلة التربيع الأول في اليوم السابع من الشهر القمري، ويستمر في التقدم حتى مرحلة البدر الكامل بعد 14 يوماً من بداية الشهر، ومن ثم يتجه إلى مرحلة الأحدب المتناقص بعد أربعة أيام، ثم يتجه إلى التربيع الثاني بعد مرور 22 يوماً على بداية الشهر، ويليه مرحلة الهلال المتناقص.

عند إتمام دورة القمر كاملة حول الأرض، يمر عبر برج من الأبراج السماوية الاثني عشر كل شهر، ليعود إلى البرج الذي بدأ منه مع اختلافات تُقدر بحوالي 11 يوماً، مما يساهم في تحديد السنة الكاملة. يتنقل القمر كل ليلة إلى موقع معين في البرج الشهري ويُعزى هذا الموقع إلى مجموعة من النجوم التي تظهر قريبة من القمر، وتُعرف هذه المواقع باسم منازل القمر، فتمثل مكان القمر في كل ليلة من ليالي الشهر القمري بالنسبة لمجموعة نجمية أو نجم محدد، ويبلغ عدد منازل القمر 28 منزلاً.

الأسابيع القمرية

تتمتع الشهور القمرية بسمات متشابهة، حيث يمكن تقسيمها إلى قسمين:

  • تشابه فلكي: نتيجة دوران القمر حول الأرض.
  • تشابه شرعي: إذ تُطبق الأحكام الشرعية نفسها على جميع الشهور، من حيث ثبوت الدخول والخروج.

الشهر الشمسي

يُعرف التقويم الهجري الشمسي بالتقويم الجلالي، نسبةً لجلال الدولة ملك شاه سلطان السلاجقة. يعدّ هذا التقويم عبارة عن تنظيم يبدأ من الأبراج الفلكية التي تمر بها الشمس. يحتوي كل برج فلكي على 30 درجة قوسية ضمن مسار الشمس. يتكون التقويم الهجري الشمسي من 365 يوماً في السنة البسيطة و366 يوماً في السنة الكبيسة. وقد وضع هذا التقويم العالم المسلم عمر الخيام بمساعدة سبعة من علماء الفلك. تُستخدمه دول جمهورية ثلاث، وهي: أفغانستان، وإيران، والسعودية.

تقسيم السنة الشمسية

تنقسم السنة الشمسية إلى 12 شهراً، حيث يتكون الأشهر الستة الأولى من 31 يوماً، بينما تتكون الأشهر الخمسة التالية من 30 يوماً، مما يجعل الشهر الأخير يتكون من 29 يوماً في السنة البسيطة و30 يوماً في السنة الكبيسة. تُشير البداية الرسمية للسنة الشمسية إلى يوم الاعتدال الربيعي الموافق 21 مارس، أو 20 مارس حسب تطوّر السنة الكبيسة، ويُطلق على هذا اليوم اسم يوم النوروز.

حساب الشهور الشمسية

يتم حساب الشهور الشمسية وفقاً لرصد الأبراج السماوية الاثني عشر الرئيسية، والتي تمثل تجمعات من النجوم التي تمر فوق الأرض خلال دورتها السنوية حول الشمس. تُظهر هذه الأبراج ذات الأشكال المميزة عن بعضها البعض. تعرف دائرة الأبراج بأنّها المسار السنوي الذي تتخذه الشمس بين النجوم، حيث تبدو وكأنها تمر عبر اثني عشر برجاً. تُعرف هذه بمنازل الشمس، وتبقى الشمس في كل منها حوالي شهر، ثم تعود في نهاية السنة الشمسية إلى البرج الذي بدأت منه. تشمل هذه الأبراج: الدلو، الحوت، الجدي، الثور، الحمل، السرطان، الأسد، الجوزاء، الميزان، القوس، العقرب، والجدي.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *